تقارير وملفات إضافية

هل فقد أكبر مؤيدي ترامب الأمل في فوز الرئيس بولاية ثانية؟ الإجابة نعم وهؤلاء توقعوا فوز بايدن

يوماً بعد يوم يفقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الزخم الذي اكتسبه عام  2016 حينما كان في طريقه إلى حكم البيت الأبيض، لكن بعد 4 سنوات على هذا المشهد بات ترامب أبعد ما يكون في الفوز على منافسه جو بايدن مرشح الحزب الديمقراطي.

تلاشي الأمل في فوز ترامب بدا يتسرب إلى قطاع كبير من مؤيدي الرئيس، وكان آخرهم السيناتور الجمهوري البارز والمقرّب من الرئيس، ليندسي غراهام، الذي قال الخميس 15 أكتوبر/تشرين الأول 2020، إنّ الديمقراطيين يحظون بـ”فرصة جيدة” للفوز في الانتخابات الرئاسية في ظل الزخم المحيط بالمرشح جو بايدن قبل 19 يوماً من الاقتراع.

وفي سياق هذه الانتخابات التي تشهد تقلبات تبدو بلا نهاية والتي صوّت فيها حتى الآن 17,5 مليون أمريكي بشكل مبكر، التقى ترامب وبايدن في مقابلة افتراضية مساء أمس الخميس فيما تقول استطلاعات الرأي إن بايدن تفوق على ترامب في هذه المقابلة أيضاً.

وفاز ترامب قبل 4 سنوات في ولايتي بنسلفانيا وفلوريدا فيما تظهر استطلاعات الرأي راهناً أن جو بايدن (77 عاماً) متقدم فيهما.

ويتقدم نائب الرئيس الأمريكي السابق بمعدل عشر نقاط تقريباً في إجمالي الاستطلاعات الوطنية، ويتقدم بهامش أضيق في الولايات المهمة التي تحسم عادة نتيجة الانتخابات لأنها يمكن أن تنتقل من حزب إلى آخر.

كان ذلك كافياً ليقرّ السيناتور ليندسي غراهام بأن لدى خصومه الديمقراطيين “فرصة جيدة للفوز في الانتخابات الرئاسية”.

كما لا يزال عالقاً في الأذهان تحذير السيناتور الجمهوري تيد كروز الأسبوع الماضي من وجود شبح “مذبحة” قد تطال الحزب الجمهوري في الانتخابات المقبلة.

يكرر المراقبون دعوات الحيطة، مشيرين مثلاً إلى اقتراع 2016 الذي حقق خلاله دونالد ترامب إحدى أكبر المفاجآت في التاريخ السياسي الأمريكي عبر فوزه على هيلاري كلينتون التي كانت تتصدر استطلاعات الرأي قبل أسابيع من موعد الانتخابات.

عاد الرئيس الأمريكي بعد تعافيه من مرض كوفيد-19 للقاء الحشود اعتباراً من الإثنين، مدعياً أنه بات “لديه مناعة”. وعقد ثلاثة تجمعات انتخابية في ثلاثة أيام في فلوريدا وبنسلفانيا وأيوا.

في المقابل، ألغت المرشحة الديمقراطية لمنصب نائب الرئيس كامالا هاريس تنقلاتها حتى الأحد “بدافع الحذر الشديد”، وذلك عقب اكتشاف إصابات لدى مقربين منها، وفق ما أعلن فريق حملة الديمقراطيين الذي أوضح أن بايدن غير مصاب بالفيروس.

واتهم دونالد ترامب الذي انتقد بقسوة خصمه، جو بايدن بأنه “سياسي فاسد” خلال تجمع حاشد في دي موين بولاية أيوا. وقال إنه “لا ينبغي حتى السماح له بالترشح” للبيت الأبيض.

وأضاف “جو فقد صوابه” مثيراً الضحك لدى الحاضرين من أنصاره. وتابع “إذا فاز، فإن اليسار الراديكالي سيحكم البلاد، إنهم مدمنون على السلطة. وليكون الله في عوننا إذا حصلوا عليها”.

بعد رحلة إلى أوهايو الإثنين ثم إلى فلوريدا الثلاثاء، لم يكن لدى بايدن الذي كان نائب الرئيس خلال رئاسة باراك أوباما، سوى حملة لجمع التبرعات عبر الإنترنت على جدول الأعمال الأربعاء.

رفض ترامب منذ الأسبوع الماضي وحتى قبل نشره نتيجة سلبية لفحص الكشف عن فيروس كورونا المستجد، المشاركة في مناظرة ثانية كانت مرتقبة الخميس، حين أعلن المنظمون أنها ستكون افتراضية كإجراء احتياطي تحسباً لاحتمال أن يكون لا يزال ينقل العدوى.

وقال ترامب “لن أضيع وقتي”.

ورفض بايدن الذي يتخذ احتياطات شديدة في مواجهة الفيروس يرى الجمهوريون أنه يبالغ فيها، إرجاء موعد المناظرة الثانية كما اقترح فريق ترامب.

وقال بايدن آنذاك إنه من غير الوارد تغيير الجدول الزمني المحدد منذ فترة طويلة تماشياً مع “سلوك ترامب غريب الأطوار”.

ولا تزال المناظرة الثالثة مقررة في 22 أكتوبر/تشرين الأول في ناشفيل في ولاية تينيسي.

غراهام ليس وحده الذي يقلق من فوز ترامب، فعدد لا بأس به من الجمهوريين يساورهم هذا القلق أيضاً، فبعض أرقام التتبع الداخلية من المرشحين الجمهوريين في مجلس الشيوخ الذين رأوا فرصهم في السباقات التنافسية تتضاءل بعد المناظرة الأولى، يميلون إلى إبعاد أنفسهم قليلاً عن ترامب.

وأبرز مثال في الأيام الأخيرة على ذلك هو رفض السيناتورة مارثا ماكسالي، العضو الحالية في مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا والمهددة بفقدان مقعدها، الإفصاح عمّا إذا كانت فخورة بدعمها لترامب في مناظرة الأسبوع الماضي أم لا.

بدوره، قال السيناتور جون كورنين من ولاية تكساس، الذي يخوض سباقاً شرساً لإعادة انتخابه في عضوية مجلس الشيوخ، لصحيفة The Houston Chronicle، إنَّ الرئيس “تخلّى عن حذره” بشأن فيروس كورونا المستجد، بينما حذر السيناتور تيد كروز، زميله في تكساس، من أنَّ الانتخابات “قد تكون حمام دم بنسب تقارب الانتخابات التي تلت فضيحة ووترغيت“. 

وحتى السيناتور ميتش ماكونيل، من ولاية كنتاكي، أعلن أنه لم يزُر البيت الأبيض منذ أغسطس/آب، بسبب قلقه من عدم وجود بروتوكولات أمان من الفيروس هناك، وهو ما يعد انتقاداً حاداً من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ بشأن حزبه.

ولم يكن هذا تحولاً مفاجئاً تماماً في الأحداث؛ إذ غالباً ما يحاول المرشحون في مجلس النواب ومجلس الشيوخ فصل أنفسهم عن الرئيس الحالي. 

ففي عام 2014، رفض بعض الديمقراطيين، الذين كانوا يخوضون معارك عنيفة لإعادة انتخابهم، الانضمام لحملة ترشح الرئيس باراك أوباما لولاية ثانية، في محاولة لإضفاء الطابع المحلي على سباقاتهم، وهو قرار ما زال بعض مساعدي أوباما ينتقدونه باعتباره استراتيجية خاطئة.

غير أن الجمهوريين لا ينأون بأنفسهم علانيةً عن رئيس أثار استقطاباً بالغاً، بل يشيرون إلى خلافاتهم بنقد لطيف، أو يعبرون عنها في أمسيات من الجدالات السيئة. 

فعقب أربع سنوات من حكم ترامب، أصبحوا يدركون أنَّ الابتعاد عن ترامب بحدة من شأنه أن يُشعِل فتيل الأمر الأكثر رعباً على الإطلاق: عاصفة تغريدات رئاسية تستهدفهم مباشرة.

لذا، بدلاً من ذلك، يبقى الجمهوريون حيث كانوا منذ انتخابات عام 2016؛ يرفرفون حول وميض لهب رئيسٍ متقلب، ويحاولون -ببعض الحذر- عدم التعرض للحرق.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى