آخر الأخبار

غالبية وفيات كورونا منهم.. مسلمو بريطانيا تحمَّلوا العبء الأكبر في مواجهة كورونا رغم تقاعس الحكومة

حين طُلب من سلمان وقار، الأمين العام للجمعية الطبية الإسلامية البريطانية (BIMA)، التحدث عن حجم عمله، أجاب ساخراً: “ما أطول مدة تعرفها؟”.

طوال فترة الإغلاق، كانت المؤسسات الخيرية مثل الجمعية الطبية الإسلامية البريطانية، تعمل جاهدة على فك رموز الإرشادات الحكومية المتناقضة وترجمتها ونقلها إلى الناس، وهي مهمة تحولت إلى متاهة، بسبب التغيرات والتعديلات في هذه الإرشادات، حسب موقع Middle East Eye البريطاني.

تقرير صادر عن مكتب الإحصاءات الوطنية عن وفيات كوفيد-19 بين الفئات الدينية، كشف مؤخراً أن أعلى عدد من الوفيات كان بين المسلمين. ولم يكن هذا مفاجئاً لوقار، الذي كان يكتب إرشادات جنازاتهم.

وقال لموقع Middle East Eye: “هذه الوفيات لم تحدث من فراغ، فهي تعكس أوجه عدم المساواة التي يشهدها المجتمع منذ فترة طويلة جداً. لكن كوفيد سلط عليها الضوء بقوة”.

ارتفاع معدل الوفيات: جاء هذا التقرير في أعقاب تقرير تأجَّل وخضع لمراجعة هيئة الصحة العامة الحكومية في إنجلترا (PHE) في يونيو/حزيران، توصل إلى أن احتمالية وفاة البريطانيين من السود والآسيويين والأقليات العرقية BAME أعلى من احتمالية وفاة البريطانيين البيض بمقدار الضعف في حال إصابتهم بفيروس كورونا.

وواجه التقرير انتقادات حادة من رموز المسلمين في مراحل مختلفة.

إذ أثار تكليف تريفور فيليبس قيادة هذا الاستقصاء، وهو رجل سبق أن عُلقت عضويته في حزب العمال بسبب وصفه العنصري للمسلمين بأنهم “دولة داخل دولة”، انتقادات من رموز المسلمين، الذين أكدوا أن القرار قوَّض مصداقية التقرير في نظر المسلمين البريطانيين.

هارون خان، الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني (MCB)، قال: “هذا القرار ليس حكيماً، في ضوء أن الغالبية العظمى من المسلمين البريطانيين ينتمون إلى فئات السود والآسيويين والأقليات العرقية، وأن كثيراً من الأطباء المسلمين لقوا حتفهم بالخطوط الأمامية في تصدّيهم للجائحة”.

فضلاً عن ذلك، خضع قسم من التقرير يضم 1000 ملاحظة من الهيئات المعنية في المجتمع، من بينهم المجلس الإسلامي البريطاني، يسلط الضوء على الدور الذي ساهم به “التمييز الهيكلي والعنصرية” في الوفيات الهائلة بين فئات السود والآسيويين والأقليات العرقية، للمراجعة في البداية.

بعد مواجهة التقرير لانتقادات من الهيئات المعنيَّة، ومن بينها المجلس الإسلامي البريطاني، الذي أدان قرار تجاهل أدلة الهيئات المعنية، باعتبارها “غير مقبولة”، تبِع هذا التقرير الاستقصائي تقريرٌ تكميلي كان يحوى ملاحظات أضافها رموز المجتمع.

انعدام المساواة في الوضع الصحي: تقول زينب غُلامالي، مديرة الشؤون العامة في المجلس البريطاني الإسلامي، لموقع Middle East Eye، إنه حتى مع إدراج ملاحظات الجهات المعنية، فإن نطاق التقرير كان محدوداً للغاية بحيث لا يعكس تجربة المسلمين.

وقالت: “إنه يبحث في العرق فقط… حيث إن واحدة من كل ثلاث أقليات عرقية من المسلمين، ولنا أن نقدّر التأثيرات على الفئات المسلمة”.

ورغم إهماله الفئات الدينية، كانت العلاقة التي أنشأها التقرير بين الحالة الاجتماعية والاقتصادية والنتائج الصحية المنخفضة مفيدة لفهم تأثير كوفيد-19 على المسلمين البريطانيين.

توصُّل التقرير إلى أن “التفاوتات في الوضع الصحي وخطر الإصابة بالأمراض مرتبطة بوضع الأقليات العرقية” وأن “الانخفاض في متوسط العمر المتوقع والنتائج الصحية يُعزى إلى المحدِّدات الاجتماعية والاقتصادية والهيكلية للصحة”، تعكسه الدراسات السابقة عن الصحة والوضع الاجتماعي والاقتصادي للمسلمين البريطانيين.

“لا بد أن نتحرك الآن”: واختتم وقار حديثه بالقول: “لدينا كثير من التقارير”. وقال غير مصدِّق: “لا بد أن تكون لهذه التوصيات أدوات: خطة تسليم ومواعيد وشفافية… إنها مسؤولية وزيرة المساواة التي تريد بدء استقصاء آخر”.

وأضاف: “نحن نتجه نحو موجة ثانية” من الجائحة، “ولا يمكننا انتظار هذا الاستقصاء”.

يخلص تقرير هيئة الصحة العامة الحكومية في إنجلترا PHE بالمثل إلى أنه “لا بد أن نتحرك الآن، لم يتسبب فيروس كوفيد-19 في انعدم المساواة، فهي كانت معنا منذ فترة طويلة، ولا نحتاج إلى مزيد من البيانات أو الأبحاث للتحرك. لا بد أن نمنع وقوع مزيد من الأضرار”.

لا يحتاج النشطاء مثل وقار، إلى البيانات لفهم أنَّ منع هذا الضرر، بالنسبة للمسلمين البريطانيين، مسألة حياة أو موت.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى