آخر الأخبارتحليلات

أزمة ماكرون مع الإسلام أكثر من 200 عام من الوحشية الإستعمارية لفرنسا

وسيلة ماكرون الجديدة للبقاء فى قصر الإليزيه فترة اخرى فى انتخابات 2022

تقرير إعداد الباحث والمحلل السياسى

د.صلاح الدوبى 

الأمين العام لمنظمة اعلاميون حول العالم

ورئيس فرع منظمة اعلاميون حول العالم 
رئيس حزب الشعب المصرى 
جنيف – سويسرا

يستمر التطرف الفرنسي الرسمي وغير الرسمي، والذي يشرعن نفسه تحت مظلة “العلمانية”، في زيادة هجماته على المسلمين الفرنسيين وغير الفرنسيين.

سجلت حركة مناهضة الإسلاموفوبيا في فرنسا  1043 حادثة معادية للإسلام وقعت في عام 2019 (بزيادة بنسبة 77% منذ عام 2017)، منها 68 اعتداءًا جسديًا (6.5%)، و618 حادثة تمييز (59.3%)، و210 حوادث خطاب كراهية وتحريض على الكراهية (20.1%)، و 93 حادثة تشهير (8.9%)، و22 حادثة تخريب للأماكن المقدسة الإسلامية (2.1%)، و32 حادثة تمييز مرتبطة بمكافحة الإرهاب (3.1%).

وتعد الكراهية الفرنسية وما يسمى بالكراهية “العلمانية” للمسلمين، جزءا من الخطاب اليومي للحكومة الفرنسية والنقاد ووسائل الإعلام.

في الواقع، لا يضفي تطبيع خطاب الكراهية ضد المسلمين الشرعية على التمييز المؤسسي الذي يتعرض له المسلمون الفرنسيون فحسب، بل يحرض أيضًا على العنف ضدهم داخل فرنسا وخارجها، بما في ذلك إطلاق النار على مسجد بريست واستهداف إمامه الشعبي “رشيد الجاي” في يونيو/حزيران 2019، والهجوم على مسجد “بايونيه” في أكتوبر/تشرين الأول 2019، الذي أدى إلى إصابة 4 أشخاص.

خارج فرنسا، أدى الهجوم الإرهابي الذي ارتكب عام 2019 في مسجد “كرايستشيرش” في نيوزيلندا إلى مذبحة، أسفرت عن مقتل 51 من المصلين المسلمين وإصابة 49، وقد كان الفاعل متأثرا بنظريات القتل للمفكر الفرنسي المعاد للإسلام “رينو كامو”.

في أكتوبر/تشرين الأول 2019، ربط الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” (واسمه الأول هو الاسم الذي أطلقه الملَك جبرائيل ليسوع في الأناجيل، ومعناه “الله معنا”) ووزير داخليته السابق آنذاك “كريستوف كاستانير” (المسمى أيضًا على اسم المسيح نفسه) الإرهاب في فرنسا بأي مؤشرات تدل على عقيدة وثقافة المسلمين الفرنسيين، بما في ذلك اللحية، والصلاة 5 مرات في اليوم، وتناول الطعام الحلال، إلخ 

من قبيل الصدفة البحتة أن يتم تسمية الرئيس ووزير داخليته على اسم “يسوع المسيح”، وهو ما ينبغي عليهم أن يراعوه في عدم تورط كل من تسموا على اسم “يسوع” في أزمة مع “الإسلام” والمسلمين .

فرنسا وتاريخها الإستعمارى

لكن “ماكرون” ليس أول حاكم فرنسي أراد “تحرير” الإسلام، فهذا تقليد فرنسي “علماني” قديم. وعندما غزا “نابليون بونابرت” مصر وفلسطين عام 1798، كانت خطته الذكية هي الكذب على المصريين بإعلانه أنه وجيشه “مسلمون مؤمنون”، وأنهم أتوا لتحرير المسلمين والإسلام من طغيان المماليك.

لم تنجح حيلة “نابليون” وثار عليه المصريون كما فعل الفلسطينيون، وعاد مهزومًا إلى فرنسا بعد أن ارتكب جيشه فظائع لا توصف في مصر وفلسطين. وكانت أزمة “نابليون” وفرنسا مع الإسلام قبل قرنين من الزمان هي هزيمتهم في مدينة عكا الفلسطينية.

ولكن بعد 3 عقود، عندما غزت فرنسا الجزائر، لم يعد الفرنسيون بحاجة إلى الكذب على المسلمين لغزوهم، ونهبهم، وتدمير أماكن عبادتهم.

بدأ الغزو في منتصف يونيو/حزيران 1830، وسقطت الجزائر في 5 يوليو/تموز. لقد سلبت فرنسا المتعثرة ماليًا خزانة الجزائر، وسرقت ما يزيد عن 43 مليون فرنك من الذهب والفضة، عدا المبالغ التي اختفت، وتلك التي أنفقت على جيش الاحتلال الفرنسي.

كانت الأهداف المباشرة للغزو، كما ذكرها الملك “تشارلز” أمام الجمعية الوطنية الفرنسية في 2 مارس/آذار، هي “استعادة السيطرة المسيحية على الجزائر”.

وتماشيًا مع التزامات فرنسا ، استولى الجيش الفرنسي على المساجد وحولها إلى كنائس وكاتدرائيات تحت تهديد السلاح، بما في ذلك أكبر مسجد عثماني في الجزائر العاصمة، والذي تم بناؤه عام 1612، وتم تحويله إلى كاتدرائية القديس “فيليب” في ديسمبر/كانون الأول 1832.

في نفس العام، قضى الفرنسيون على قبيلة “الأوفيا” بأكملها، ولم يبقوا أي امرأة أو طفل واستولوا على جميع ممتلكاتهم.

وعلى عكس الكراهية والعنصرية المطلقة للمفكرين الفرنسيين البيض المسيحيين المعاصرين تجاه المسلمين، اعترض المفكر الفرنسي الشهير “ألكسيس دي توكفيل” في أوائل أربعينيات القرن التاسع عشر، على معاملة الجزائريين. وقد كان في بداية حياته السياسية مؤيدا لاحتلال بلاده للجزائر، كما اعتبر الجزائريين مواطنين من الدرجة الثانية، ودعا للتفريق بينهم وبين الفرنسيين في القوانين.

ويقول “دي توكفيل”: “كثيرًا ما سمعت رجالًا أحترمهم، لكنني لا أتفق معهم، أجد أنه من الخطأ أن نحرق المحاصيل وأن نفرغ الصوامع، وأخيراً نستولي على الرجال والنساء والأطفال العزلفي.

 عام 1871، ثار المسلمون الجزائريون مرة أخرى ضد الحكم الفرنسي، حيث انضم 150 ألف شخص إلى قوات الزعيم القبائلي “محمد المقراني”.”

ابادة جماعية بلا أخلاق

ردت آلة الإبادة الجماعية الفرنسية بقتل نحو مليون جزائري (حوالي ثلث السكان)، وهدم الفرنسيون عشرات البلدات والقرى، بينما قضوا على النخبة بأكملها في المجتمع الجزائري. لكن حتى هذا لم يحل “أزمة” فرنسا مع الإسلام.

في عام 1901، ازداد قلق الفرنسيين بشأن “أزمتهم” مع الإسلام، حيث أن فرنسا التي باتت تسيطر على مستعمرات جديدة تضم أعدادًا كبيرة من المسلمين، كانت بحاجة إلى معرفة كيف سيكون الإسلام في القرن العشرين.

أصبح هذا مصدر قلق بالغ، لدرجة أن السعي الاستعماري للمعرفة دفع محرر المجلة الاستعمارية الفرنسية الهامة “أسئلة دبلوماسية وكولونيالية”، “إدمون فازي”، للتحقيق في مسألة “مستقبل الإسلام” بحلول عام 2000. 

المشكلات ليست فى الإسلام

المشكلات ليست في الإسلام، كما قال الرئيس الفرنسي، وإنما في إدراك إيمانويل ماكرون أن التحدي الحضاري الإسلامي أقوى من قدرة اليمين الأوروبي المتطرف والكيان الصهيوني وحلفائهما من العرب على مواجهته، ومعرفتهم بأن استعادة الأمة لقيمها الدينية هو البداية لنهضتها وتغييرها لواقعها كما فعلت عندما حررت القدس بقيادة صلاح الدين.

لنعد قليلاً إلى القيم العلمانية للجمهورية الفرنسية التي يدَّعي ماكرون أنه يسعى لحمايتها، ونسأله: أين كانت تلك القيم عندما كان الفرنسيون يرتكبون أفظع المجازر في البلاد الإسلامية التي يستعمرونها؟ وأين اختفت عندما ساعدت فرنسا الكيان الصهيوني على بناء قوته النووية منذ ستينيات القرن الماضي، رغم معرفتها بأنه كيان ديني عنصري؟ وأين تتوارى عندما نشاهد دَعْمَ فرنسا للنظم الانقلابية والاستبدادية في بعض دولنا العربية؟. بالطبع، لن يجيبَ عن أسئلتنا، لأنه يُفضل بَيْعَ السلاح الفرنسي لهذه النظم مقابل صمته عن جرائمها.

من جانبٍ آخر، فإن تلك القيم العلمانية عجزت عن حماية الفرنسيين المسلمين، وفقط المسلمين، في فرنسا، والدليل هو أن ماكرون لا يتعامل معهم على أنهم مواطنون فرنسيون، وإنما على أساس أنهم خطرٌ على بلاده التي يتبجح اليمينيون المتطرفون بأنها ذات حضارة مسيحية يهودية، دون أن يجرؤ أحدٌ على اتهامهم بأنهم يهدمون الأساس العلماني للدولة، ويهددون التجانس الوطني بهذه الأقوال ذات الصبغة الدينية.

ماكرون ينفق 12 ألف دولار شهريًا على وسامته “يتجمل” بأموال دافعي الضرائب ويُحيلهم إلى التقشف

عند وصوله الى رئاسة فرنسا نشرت صحيفة «التلجراف» البريطانية في أغسطس (آب) 2017 خبرًا منقولًا عن صحيفة «لوبوينت» الفرنسية مفاده أن الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون أنفق في الشهور الثلاثة الأولى من توليه الحكم حوالي 26 ألف يورو على خدمات التجميل والمكياج، بمقدار 12 ألف دولار في الشهر، و410 دولارات في اليوم، وأن هذا المبلغ لم يكن من جيبه الشخصي، بل من أموال دافعي الضرائب. وقد علق قصر الإليزيه آنذاك على هذا الخبر بأنه صحيح، مؤكدًا على أنه سيتم تخفيض ميزانية الإنفاق على التجميل بصورة كبيرة.

وأثار هذا الخبر آنذاك استياء العديد من الفرنسيين الذين يبلغ متوسط دخلهم السنوي حوالي 25 ألف يورو، أي أقل مما أنفقه ماكرون على خدمات التجميل الخاصة به في ثلاثة أشهر، خاصة وأن هذه التسريبات انتشرت أثناء عطلة البرلمان في أغسطس، وقرب انعقاده لمناقشة أكثر القضايا إثارة للجدل في الشأن العام الفرنسي، وهي: تقليل الإنفاق العام وإصلاح قانون العمل الفرنسي المعقد.

تصريحات ماكرون المثيرة للجدل التي لا ينفك يقحم فيها «التيار الإسلامي المتطرف»؛ سبق وأن تكررت منذ أسابيع قليلة؛ عندما صرح الرئيس الفرنسي أمام العالم أن «الإسلام يعيش في أزمة» بسبب ما سماه في رأيه «التيار الإسلامي المتطرف». وأعلن آنذاك عن نواياه لفرض مجموعة من السياسات التي «سوف ينتج عنها دين إسلامي يلائم القيم الفرنسية».

وبالعودة إلى عام 2015 عندما حدث الهجوم المسلح الكبير الذي أودى بحياة 130 شخصًا في باريس؛ لم يخرج ماكرون إلى الصحافة أو حتى وسائط السوشيال ميديا ليذكر «التيار الإسلامي المتطرف»، ربما لأنه لم يكن – آنذاك – سوى وزير سابق لم يتحدث معه الإعلام ليطلب رأيه فيما حدث.

لكن عندما أتيحت له الفرصة في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2016، خلال أحد مؤتمراته للدعاية للانتخابات الرئاسية لعام 2017؛ صرح ماكرون متحدثًا عن الإسلام بأنه: «لا يوجد دين يمثل أزمة في فرنسا».

في ذلك الوقت كان الاتجاه السياسي اليميني الصاعد في فرنسا هو فقط من يدّعي أن الدين الإسلامي يشكل خطرًا على فرنسا؛ فلماذا أصبحت تصريحات ماكرون عن الإسلام الآن، تشبه تصريحات ممثلي التيار اليميني المتطرف؟

ماري لوبان.. اليمينية التي اقتربت ذات مرة من أبواب الإليزيه

رئيسة حزب «الجبهة الوطنية» هي ماري لوبان، الناشطة اليمينية والمرشحة الرئاسية السابقة التي هزمها ماكرون في انتخابات الإعادة في عام 2017؛ والتي أعلنت عن نيتها الترشح مرة أخرى في الانتخابات القادمة. وجدير بالذكر أن ماري لوبان حوكمت في عام 2015 في قضية ازدراء أديان لتشبيهها صلوات المسلمين بتجمع جنود الجيش النازي في القرن الماضي، الأمر الذي يشي بسياستها المحتملة تجاه المسلمين في حال فوزها. فهي تريد تجريم الحجاب لا مجرد منعه فقط، وتحديد الشعائر الدينية التي تميز المسلمين مثل ذبح الأضحيات على الطريقة الإسلامية، بالإضافة إلى تقليل نسبة المهاجرين القادمين من خلفيات ومجتمعات إسلامية.

انتخابات 2022 حولت بوصلة ماكرون من اليسار إلى اليمين؟

قبل خوض الانتخابات الرئاسية في 2017 كانت كل آراء ماكرون تنتمي إلى الاتجاه الاشتراكي الديمقراطي الذي ينحاز للحقوق والحريات والمساواة وفرض قوانين وسياسات اقتصادية تحقق مبدأ العدالة الاجتماعية بين كافة المواطنين؛ لكن بعد أن أرسلت نتيجة الانتخابات ماكرون إلى قصر الإليزيه تغيرت معطيات الأمور بشكل غريب، وتحولت وعود ماكرون من وعود ليبرالية إلى سياسات معاكسة.

فانتهج سياسة تخصيص الممتلكات الحكومية والتي كان من ضمنها تخصيص جزء كبير من شبكة خطوط القطارات الفرنسية، ما أدى إلى تظاهرات وإضرابات من قبل العمال في هيئة السكة الحديد؛ لما تسلبهم إياه من الحماية الحكومية التي كانوا يتمتعون بها.

شروط الالتحاق بالجامعات العامة المجانية أيضًا أصبحت في عهد حكومة ماكرون معقدة على الطلاب الفرنسيين، الضرائب التي قللها على الطبقات الغنية؛ منحت 1% فقط من الشعب الفرنسي زيادة حوالي نصف مليون يورو في أرباحهم السنوية.

وبالحديث عن الوعود التي كان يطلقها من أجل حماية اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين إلى فرنسا؛ فقد أصدر ماكرون مجموعة سياسات نصت على زيادة المدة التي يقضيها اللاجئ أو المهاجر في مراكز الاعتقال إلى الضعف، وقلت المدة التي ينتظر فيها صاحب قضية اللجوء إلى نصف المدة، ما يعني أن اللجوء إلى فرنسا أصبح أمرًا صعبًا جدًا. جدير بالذكر أن «حزب الجبهة الوطنية» الذي ترأسه ماري لوبان وصف سياسات ماكرون، تجاه المهاجرين واللاجئين بالـ«الانتصار السياسي».

أما بالحديث عن السياسة الخارجية، فقد اتسمت هي الأخرى مؤخرًا بالطابع اليميني أيضًا، ويمكن أن نستدل على ذلك عبر الصراع المحتدم الذي افتعله ماكرون مع أردوغان على ملفين مهمين. الأول: ملف الحدود البحرية الذي تتنازع عليها كل من تركيا من ناحية، واليونان وقبرص من ناحية أخرى. والملف الثاني: هو الملف الليبي؛ إذ لم تخل السماء الليبية في السنوات القليلة الماضية من طائرات الرافال الفرنسية الشهيرة.

وأخيرًا زيارة إيمانويل ماكرون إلى لبنان مرتين عقب انفجار مرفأ بيروت؛ للتودد إلى الشعب اللبناني ورسم صورة فرنسا كونها المنقذ الذي جاء كي يصلح من حال لبنان، في محاولة منه لفرض هيمنة فرنسا في الشرق الأوسط لنيل أصوات اليمين في انتخابات 2022.

مشكلة ماكرون الرئيس الفرنسى الوسيم

المشكلة الحقيقية هي في معاناة ماكرون نفسه من فشله داخلياً وخارجياً؛ فقد خسر كثيراً عندما لم يستطع تقديم برنامج للإصلاح الإداري والمالي يستجيب فيه لمطالب الطبقتين الوسطى والدنيا في فرنسا، فاندفع للقيام بمغامرات خارجية ظنَّ أنه سيستعيد بها الشعبية لحزبه، ولكنه فشل فيها.
فقد حاول إشعال نار العداء في أوروبا ضد تركيا بوصفها دولة إسلامية تهدد الغرب، إلا أن ألمانيا، القوة الاقتصادية الأوروبية الأعظم، عبَّرت بدبلوماسيةٍ شديدةٍ عن رفضها لمحاولاته.

ففي ليبيا، دفنَ ماكرون القيمَ العلمانية عندما ساند العميل المليشياوي خليفة حفتر عسكرياً وسياسياً، وكان يعتقد أن انتصار حفتر سيعني تمكين شركات النفط الفرنسية من الاستئثار بالنفط الليبي؛ إلا أن دَعْمَ تركيا للحكومة الليبية الشرعية أطاح بحفتر، فانهارت أحلام ماكرون، وازدادت عزلته أوروبياً عندما ظهر للعيان التحالفات والتفاهمات التركية الإيطالية بشأن ليبيا. وفي شرقي المتوسط، حاول ماكرون الظهور بدور القائد الأوروبي الداعم لليونان ضد تركيا، وإذ بتركيا تُلقنه درساً عظيماً في السياسة عندما حطمت أحلامه، فأخذت تتفاوض مع اليونان من موقع القوة. أما النكسة العظمى، فإنها كانت في لبنان الذي ظن ماكرون أنه يستطيع تكوين حكومته، ورسم سياساته، ففشل فشلاً ذريعاً. وبالتالي، لم يبقَ أمامه إلا مهاجمة الإسلام مباشرةً، ولذلك لن نرد عليه بالدفاع عن ديننا، لأننا نؤمن بأن فضائل عقيدتنا وحضارتنا أصيلةٌ وحيةٌ ومتجددة أبداً، ولم تكن ولن تكون مجرد ردات فعلٍ لإساءاتٍ يوجهها للإسلام والمسلمين، الصليبيون الجدد والصهاينة وحلفاؤهم.

اللافتُ للنظر في هذا المشهد، هما أمرانِ: الأول، هو الصمتُ المُطبق للملك سلمان وولى عهده قاتل الصحفى الصحفي جمال خاشقجي عن تصريحات ماكرون، ولكننا نشكرهم على صمتهم لأنه أفضل من خروجهم بتصريحات تدعم ادِّعاءاته. والثاني، هو تلك الحملة المتصهينة في بعض الدول العربية ضد الإسلام وتاريخه وعقيدته التي تصاعدت بقوة مع انتشار تصريحاته، ولعلَّ أبرزها تصريحات مسؤول سوداني بشأن إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني، والتي سبقها نَشْر مقطعٌ مصوَّر له يخاطب فيه جماعةً من أنصاره قائلاً: إن عدم معاداة الكيان الصهيوني هو امتثال لقوله تعالى: {وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِيْنَ خَصِيْماً}، وكأنه يقول إن الصهاينة خائنون، والله ينهى عن معاداتهم !!!. ولذلك، لا نستغرب عدم اهتمام ماكرون بردة الفعل الإسلامية، ما دام علماء الأمة صامتين، ومعظم حكامها

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى