آخر الأخبارتقارير وملفات

دور السعودية والإمارات في انقلاب الأردن الفاشل ونتنياهو كان على علم بكل شيء

تقرير بقلم الخبير السياسى والإقتصادى

د.صلاح الدوبى 

الأمين العام لمنظمة اعلاميون حول العالم

ورئيس فرع منظمة اعلاميون حول العالم 

رئيس حزب الشعب المصرى 

جنيف – سويسرا

مصادر أردنية تُرجح دوراً سرياً للسعودية ودولة خليجية في محاولة الانقلاب بالبلاد
قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، الأحد 4 أبريل/نيسان 2021، إن مصادر في الأردن، وصفتها بـ”الرفيعة جداً”، تُقدّر أن المملكة العربية السعودية، وإحدى إمارات الخليج، شاركتا من وراء الكواليس فيما وصفتها الصحيفة بـ”محاولة انقلاب” في الأردن.
المصادر الأردنية التي تحدثت للصحيفة -ولم تُذكر أسماؤها- قالت إن الدليل على دور السعودية، قيام ملك الأردن عبدالله الثاني، بزيارة مفاجئة إلى المملكة الشهر الماضي، ولم يتم إعطاء تفاصيل عنها أو عن أهدافها.
أشارت مصادر الصحيفة أيضاً إلى أن الملك عبدالله، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تحدثا في الزيارة، وامتنع الجانبان عن الإدلاء ببيان مشترك.

الملك عبد الله.. هلال إيران خيرٌ لي من بدر السعودية

أول من أطلق مصطلح “الهلال الشيعي” لوصف خطر التمدد الإيراني بالدول العربية هو الملك الأردني عبد الله بن الحسين، كتعبير عن الخطر الوشيك الذي سيهدد المملكة وباقي الدول العربية، لكنه وبعد سنوات من ذلك التحذير، بدأ يخطو خطواته الأولى للدخول إلى قلب ذلك الهلال مضطرًا لا مختارًا، بعد أن جعلته الدول التي كان يتكئ عليها، وحيدًا يتسول على عتبات أبواب الدول ما يستطيع أن يسد به رمق شعبه.

جاءت زيارة الملك إلى العراق بعد عشر سنوات من أول زيارة له لبغداد فى 2019، لإضفاء الطابع السياسي على الاتفاقيات التي أبرمها رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز مع الحكومة العراقية في زيارته قبل نحو أسبوعين التي شملت جوانب عديدة تسعى المملكة أن تخرج من خلالها، من الضائقة الاقتصادية التي يعاني منها البلد.

فالأردن فى 2019 شهد تظاهرات حاشدة هددت كيان المملكة، بعد أن أقرت الحكومة قانونًا ضريبيًا قاسيًا على المواطنين، فرضته الحالة الاقتصادية الصعبة التي تعيشها المملكة، لكنها لم تكن تعرف أن هذا القانون جعل الأردنيين يضيقون ذرعًا بهذا الكم الهائل من الضرائب، ونزلوا للشوارع بتظاهرات صاخبة، لم تهدأ إلا بسقوط الوزارة وتكليف رئيس وزراء جديد، الذي هو الآخر جاء بقانون ضريبي لكنه أقل قسوة.

أدركت المملكة أن الفتات الذي رمته بعض دول الخليج عليها إثر التظاهرات الصاخبة لم يكن كافيًا لشيء ولم يكن دون ثمن، فقد حاول محور السعودية والإمارات فرض رؤيته في السياسات الخارجية للمملكة وعلى رأسها موضوع القدس والحل النهائي للقضية الفلسطينية، الذي رفضته المملكة الأردنية جملة وتفصيلًا، لا لأنها تدافع عن القضايا العربية والفلسطينية انطلاقًا من ثوابتها العربية والإسلامية، وهي التي ترتبط بالكيان الصهيوني بمعاهدة سلام من أمد بعيد، إنما لأن الموافقة عليها يعني فقدان الملك لشرعية حكمه لبلد مثل الأردن، وهو البلد المسؤول عن الأوقاف الفلسطينية في القدس والمسجد الأقصى وغيرها من الأوقاف الإسلامية.

ومن هذا يبدو أن ملك الأردن وجد في دول الهلال الشيعي بقيادة إيران التي كان يناصبها العداء، عندما كان يتكئ على الدعم السعودي الخليجي، طوق نجاة له، وربما يجدها الآن أوثق وأنفع لبلده من تلك الدول، تلك الدول التي لا تريد شركاءً سياسيين، إنما تريد اتباع، فكان العراق الدولة الثانية التي ينفتح عليها الأردن بعد سوريا التي فتح الطريق البري الرابط بينهما، مما سيدر على الأردن مدخولات مهمة من العملة الصعبة نتيجة أموال الترانزيت التي يجنيها من الشاحنات المحملة بالبضائع اللبنانية والسورية إلى دول الخليج.

ومن جانبه أعفى العراق عددًا من السلع الأردنية الداخلة إلى العراق من ‏الجمارك، والاتفاق على مرور سعات الإنترنت للعراق من خلال الأردن في 2019، بالإضافة إلى تشكيل لجنة فنية مالية قانونية بين الجانبين لوضع حلول للملفات المالية العالقة بين ‏البلدين.

“يديعوت أحرونوت” العبرية تكشف دور ولي عهد السعودية في انقلاب الأردن الفاشل ونتنياهو كان على علم بكل شيءبحسب “يديعوت أحرونوت” أيضاً، فإن المصادر الأردنية تُقدر أن “ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأحد قادة الإمارات الخليجية، على ما يبدو أبوظبي، هما شريكان سريان في محاولة الانقلاب الفاشلة”.
في هذا السياق، لفتت الصحيفة إلى باسم عوض الله، الذي كان وزيراً للمالية في الحكومة الأردنية، والذي تم توقيفه يوم أمس السبت، وقالت إنه معروف عن عوض الله أنه مساعد للملك عبدالله، ويمثل حلقة الوصل بين النظام الملكي السعودي والأردن.
كذلك يحظى عوض الله بعلاقة قوية مع القصر الملكي السعودي، ويعتبر مستشاراً للأمير محمد بن سلمان وصديقاً قديماً له.
حتى الساعة 9:30 بتوقيت غرينتش لم يصدر أي تعليق رسمي من الأردن، أو السعودية، أو الإمارات، حول ما قالته الصحيفة الإسرائيلية.
كانت السعودية قد بادرت على الفور بعد بدء انتشار أخبار الاعتقالات بالأردن، إلى تأكيد دعمها للملك عبدالله، ثم أصدرت بياناً ثانياً على لسان وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، أكد فيه وقوف المملكة إلى جانب عمّان.
الليلة الساخنة بالأردن
وتحدثت الصحيفة الإسرائيلية أيضاً عن بعض كواليس ما جرى في الأردن، أمس السبت، وقالت إن عشرات السيارات توقفت أمام مبنى المخابرات الأردنية في منطقة دابوق بالعاصمة عمّان.
تم إنزال محتجزين كانت وجوههم مغطاة بملاءات سوداء حتى لا يمكن التعرف عليهم، وكانوا محاصرين من قِبل رجال الأمن، وبحسب الصحيفة فإن هؤلاء الموقوفين هم من “المشتبه بهم بالتعاون مع الأمير حمزة، الأخ غير الشقيق للملك الأردني عبدالله الثاني”.
تضيف الصحيفة أن قوة خاصة وصلت إلى الأمير حمزة، الذي يبلغ من العمر 41 عاماً، لكنها تركته مع شقيقه الأمير هاشم، وأيضاً مع أخ غير شقيق آخر، وهو الأمير علي، في قصر العائلة في عمان.
ضابط كبير في الأجهزة الأمنية في عمان قال لـ”يديعوت أحرونوت” الليلة الماضية: “مثل هذا الشيء من هذا الحجم، بمشاركة كبار أعضاء العائلة المالكة لم يحدث لنا من قبل”.
كان القصر محاطاً بالحراس، ولم يُسمح بالدخول أو الخروج، كما ورد اسم مشتبه به آخر هو الأمير حسن بن زيد، وهو عم الملك عبدالله من الدرجة الثانية، ويعيش الأمير حسن في السعودية، ويحمل جواز سفر أردنياً، بالإضافة إلى جواز سفره السعودي.


قدّرت الصحيفة أن عدد الأشخاص الذين تم اعتقالهم من قبل السلطات الأردنية وصل إلى 25، وهم من المقربين من الأمير حمزة، الذي ظهر في مقطعي فيديو تحدث خلالهما باللغتين العربية والإنجليزية، وأكد فيهما أنه يخضع لإقامة جبرية، وأن السلطات قطعت وسائل الاتصال عنه، نافياً أن يكون شريكاً في أي مؤامرة.
كذلك أكد الأمير حمزة أنه تم اعتقال شخصيات مقربة منه، وقال إنه تم تجريده من الحراسة التي كانت مخصصة له ولأفراد عائلته، وهاجم في الوقت نفسه “نظام الحكم”، ووصفه بأنه “فاسد”، على حد تعبيره.
كانت وكالة رويترز، قالت صباح اليوم الأحد، إن قوى أمنية وصلت إلى منزل الأمير حمزة لفتح تحقيق معه، ونقلت عن مصادرها القول إن الملك عبدالله استاء من الأمير حمزة، لأن بعض الشخصيات المعارضة تجمعت حول الأمير.
الأمير حمزة هو نجل الملكة نور، الزوجة الرابعة للملك الراحل حسين، وقد تولى منصب ولي العهد قبل أن يُجرّد منه في العام 2004.
وبحسب ما ذكرته وسائل إعلام أردنية، صباح الأحد، فإنه من المتوقع أن تُصدر السلطات الأردنية بياناً مفصلاً خلال هذا اليوم، تتحدث فيه عن حملة الاعتقالات التي شهدتها المملكة.
تعليق للملكة نور والدة الأمير حمزة بعد وضعه قيد الإقامة الجبرية بالأردن: هذا بهتان آثم
وصفت الملكة نور، أرملة العاهل الأردني الراحل الملك حسين، المزاعم التي وجهتها السلطات لابنها ولي العهد السابق الأمير حمزة، بأنها “بُهتان آثم”، وذلك في أول تعليق لها بعد وضع الأمير حمزة تحت الإقامة الجبرية.
جاء ذلك في تغريدة كتبتها الملكة نور على حسابها في موقع تويتر، الأحد 4 أبريل/نيسان 2021، وقالت على تويتر: “أتوجه بالدعاء أن تسود الحقيقة والعدالة لكل الضحايا الأبرياء لهذا البهتان الآثم. بارك الله فيهم وحفظهم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى