الأرشيفتقارير وملفات

فضائح “انتخابات ديكتاتور مصر”. رقص وعجائز أمام لجان بلا ناخبين”وشراء أصوات وعمليات ابتزاز وتصويت بالأمر المباشر والتهديد

تقرير اعداد

الدكتور صلاح الدوبى
رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم” فرع جنيف- سويسرا
رئيس اتحاد الشعب المصرى
“عضو مؤسس في المجلس الثوري المصري”
قالوا ايه علينا 
مشاهد رسمت اليوم الأول لتصويت المصريين في الانتخابات الرئاسية المحسومة سلفا «عبدالفتاح السيسي»، عقب تغييب المرشحين الرئيسيين أمامه.
اليوم الأول، الذي كان تعول عليه الأذرع الإعلامية لـ«السيسي»، لحشد الناخبين، كان للشو الإعلامي فحسب، وسط غياب للناخبين، وتوجيه آخرين إلى لجان معينة للتصويت فيها بالأمر المباشر، وإبراز ذلك إعلاميا، مع التركيز على الرقص خارج اللجان، ومنع المصورين من تصوير اللجان الفارغة.
وينافس «السيسي»، سياسي مغمور يدعى «موسى مصطفى موسى» يرأس حزب «الغد»، الموالي للنظام، والذي سبق أن أعلن دعمه لتمديد انتخاب «السيسي» لفترة ثانية، ودخل السباق في اللحظات الأخيرة، فيما بدا عودة بالزمن إلى استفتاءات الحكام المستبدين، والذي اعترف بفشله في الانتخابات، مع الساعات الأولى للتصويت حين قال: «محدش يعرفني».
ويؤمن العملية الانتخابية، مئات الآلاف من جنود الجيش والشرطة، ويشرف عليها أكثر من 18 ألف قاضٍ، وتراقبها منظمات حقوقية محلية فقط، دون الدولية.
وفتحت لجان الاقتراع أبوابها أمام الناخبين للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات في تمام الساعة التاسعة صباحا بتوقيت القاهرة من صباح الإثنين.
ومن المقرر أن تستمر مراكز الاقتراع في استقبال الناخبين حتى التاسعة مساء بالتوقيت المحلي، على أن يستمر التصويت على مدار اليومين المقبلين في نفس التوقيت.
وحسب رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات «لاشين إبراهيم»، السبت، فإن عدد لجان الاقتراع يبلغ 13 ألفا و687 لجنة، تحت إشراف 18 ألفا و678 قاضيا، بمعاونة 103 آلاف موظف.
وقال إن عملية فرز الأصوات ستجرى في اليوم الثالث والأخير للانتخابات، لافتا إلى أن نحو 59 مليون مواطن داخل البلاد يحق لهم التصويت.

الرقص علي وحده ونص

https://www.youtube.com/watch?v=VUI_eGdEXNA

كان الرقص، هو السمة الأبرز لانتخابات الرئاسة، مع نهاية اليوم الأول، وسط إبراز واسع من وسائل الإعلام والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي والللجان الإلكترونية التابعة لـ«السيسي».
ونشر الناشطون، مقاطع فيديو متواصلة لفتيات وأطفال ومسنين أمام عدد من اللجان الانتخابية، في إشارة إلى دعمهم وتأييدهم لـ«السيسي».
وأظهرت المقاطع مجموعات من السيدات والرجال وهم يتراقصون على نغمات أغاني مصرية، وزغاريد النساء، حاملين صور «السيسي» وأعلام مصر.

https://www.youtube.com/watch?v=7td2cO5xx_Y

ولم تعرف مصر الرقص على أبواب اللجان الانتخابية، وأسلوب المكايدة السياسية، والأغاني التي تدعو المواطنين للتصويت في الانتخابات، إلا مع ظهور «السيسي»، عقب انقلابه على أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا «محمد مرسي»، في يوليو/تموز 2013.
ومنذ الانقلاب، يستخدم نظام «السيسي»، الرقص أمام مراكز الاقتراع للتغطية على حجم المشاركة، وحثّ المواطنين على التوجه للإدلاء بأصواتهم، فتحولت مراكز الاقتراع إلى ساحات رقص كبيرة، واستبدل الحديث عن المرشحين وبرامجهم ومدى قدرتهم على تحقيق أحلام المصريين في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، بالحديث عن أي اللجان شهدت رقصا أكثر.
وشهدت انتخابات 2014، وصلات الرقص أمام مراكز الاقتراع، حين حول مؤيدو «السيسي» مراكز الانتخابات لساحات رقص ومكايدة سياسية لمنافسه في ذلك الوقت المرشح اليساري «حمدين صباحي».
وعلى الرغم من تخيل المراقبين، أن هذه الحالة التي شهدتها مصر لن تتكرر هذه المرة، خاصة أن الانتخابات الرئاسية هذا العام لن تشهد منافسة وباتت نتائجها محسومة، لكن الرقص تكرر، وهذه المرة لم يكن للمكايدة بقدر ما هو محاولة للتغطية على حجم المشاركة الهزيلة في ظل عزوف المواطنين عن المشاركة.
إقبال ضعيف للغاية
المشهد الثاني الذي برز مع اليوم الأول لرئاسيات مصر، كان ضعف الإقبال في اللجان، على الرغم من دعوات الحشد الهائلة الذي قادها النظام، بكل أذرعه ومؤسساته لحشد الناخبين.
ويعد التحدي الأكبر أمام النظام المصري، ليس في منافسة خصم، لم يكن معروفا قبل ترشحه، وإنما في مواجهة حملات المقاطعة التي قد تشهدها صناديق الاقتراع، خاصة مع حالة الإحباط السياسي والاقتصادي التي يشهدها المجتمع المصري في الآونة الأخيرة.
ومع الدقائق الأولى لليوم الأول في الانتخابات، بث التليفزيون الحكومي لقطات ظهر فيها «السيسي» وهو يدلي بصوته داخل إحدى اللجان الانتخابية في مصر الجديدة.
اختفاء كامل للشباب.
والذي يقارن انتخابات اليوم بانتخابات 2012، الذي فاز فيها «مرسي»، يلاحظ غياب الطوابير التي كانت حاضرة بكثرة في 2012 منذ اللحظات الأولى.
وبلغت نسبة المشاركة، عام 2012، في أول انتخابات رئاسية عقب ثورة يناير/كانون الثاني 2011، والتي جرت على جولتين حوالي 52% من الناخبين، وفاز فيها «محمد مرسي»، قبل أن ينقلب عليه الجيش بقيادة «السيسي».
وتولى بعدها «السيسي» الرئاسة، في 8 يونيو/حزيران 2014، إثر فوزه في أول انتخابات رئاسية بعد الانقلاب، انخفضت فيها نسبة المشاركة إلى نحو 47% بحسب الأرقام الرسمية التي شكك فيها المراقبون، خاصة بعد أن ظهرت اللجان فارغة على كل الفضائيات المصرية.
وفاز «السيسي» بـ96.9% من الأصوات، في حين نال منافسه «حمدين صباحي»، الذي اعتبره مراقبون أنه ترشح ليكون ديكورا على 1.4%، وحلت الأصوات الباطلة في المركز الثاني بنسبة 1.7%.
وتأمل المعارضة المصرية، في نسبة مشاركة ضعيفة بما يمثل، وفق تقديرها، تشكيكا في شرعية النظام وإحراجا له، فيما تأمل السلطات في مشاركة كثيفة توفر له مساحة للتحرك داخليا وخارجيا.
ويشير أي إقبال أقل من المتوقع، إلى أن «السيسي» يفتقر إلى التفويض اللازم لاتخاذ المزيد من الخطوات الصعبة المطلوبة لإنعاش اقتصاد تضرر بشدة بعد أن تسببت الانقلاب الذي قاده في 2013، في ابتعاد السائحين والمستثمرين الأجانب، المصدرين الرئيسيين للعملة الصعبة.

العجائز والمسنون المحنطين
فئة قليلة، تصدرت المشاركين في الانتخابات، وهم المسنون والعجائز.
واحتفت الصحف المصرية التابعة للنظام، بكبار السن، ونشر صورهم أمام اللجان، مشيرة إلى أن رجال الجيش والشرطة وقفوا أمام اللجان في استقبال ومساعدة كبار السن، في الوصول إلى أماكن اللجان المسجلين بها.
كما تسابقت اللجان الإلكترونية، على نشر صور العجائز، في محاولة للترويج وحث الشباب على المشاركة في الانتخابات.
فيما غاب الشباب عن المشهد الانتخابي، في خطوة قال مراقبون عنها إنها نتيجة طبيعية للإحباط الذي عاشوه منذ ثورة يناير/كانون الثاني 2011، التي لم تحقق أهدافها، خاصة بعد انقلاب «السيسي» واستيلائه على السلطة، وفي ظل تغييب المرشحين الرئيسين أمامه.
وتواجه الانتخابات المصرية، انتقادات حادة واتهامات بأنها غير نزيهة، بعد تغييب مرشحين رئيسيين من مواجهة «السيسي».
وقبل بدء السباق الرئاسي في مصر، تم إجبار رئيس وزراء مصر الأسبق الفريق «أحمد شفيق» على سحب ترشحه، كما اعتقل رئيس الأركان الأسبق «سامي عنان»، وسجن العقيد «أحمد قنصوة»، واضطر البرلماني السابق «محمد أنور السادات»، وكذلك المحامي «خالد علي» للانسحاب، جراء ضغوط أمنية.
إجازات وتصويت بالأمر والتهديد
وأمام هذا الغياب، أصدرت مؤسسات حكومية، قرارات بإجازات عامة لموظفيها، وسمحت لهم بالخروج في منتصف اليوم، في محاولة لحثهم على الخروج من أعمالهم إلى لجان الاقتراع.
كما نقلت مؤسسات أخرى عبر السيارات الحكومية، الموظفين إلى اللجان المختلفة، خاصة في المصانع والأماكن المجمعة.
 ولصقت على الحافلات الحكومية، لافتات تحمل شعارات مثل «خليك إيجابي» و«شارك في انتخابات الرئاسة 2018»، كما خصصت خطبة الجمعة الماضي لحث الناخبين على التصويت، وصدر في الأسابيع الأخيرة عدد من الفتاوى من مرجعيات إسلامية وقبطية تحرم المقاطعة، وتعتبرها «إثما» و«خيانة للأمانة».
في مقابل ذلك، استحوذت قوات أمن المرور في المحافظات المختلفة بالقوة، عبر سحب رخص السير، على المئات من سيارات الأجرة، لاستخدامها في نقل الناخبين.
كما جابت حافلات في الشوارع، تحمل مكبرات صوت تنطلق منها أغان تحث الناخبين على التوجه إلى لجان الاقتراع، وسط تهديدات بفرض غرامات مالية على المقاطعين.
شو إعلامي فضيحة
وأمام كل ذلك، حاول النظام تصوير العملية الانتخابية، كأنها تشهد إقبالا غير مسبوق.
وحسب مصورون، رفضوا الكشف عن هويتهم، فإن السلطات وجهتهم للتصوير أمام لجان معينة، هي التي تشهد حشدا إما للرقص أو التصويت.
كما منعت السلطات، التصوير في اللجان الخاوية من الناخبين، وهددت مخالفي التعليمات، في ظل تواجد شرطي مكثف أمام اللجان لمنع تصويرها بدون ناخبين.
وتهاتفت المواقع الإخبارية وصفحات اللجان الإلكترونية، على نشر صور المسؤولين الحكوميين والبرلمانيين والسياسيين والفنانين خلال الإدلاء بأصواتهم، ونشر تصريحاتهم الداعية إلى المشاركة في الانتخابات.
اعتراف بالفشل
ولم تظهر في لجان مصر المختلفة، أي تواجد لمؤيدي المرشح الثاني في الانتخابات «موسى»، الذي نقلت عنه وكالات قوله إن «الناخبين في مصر لا يعلمون بأنه مرشّح منافس على كرسي الرئاسة».
وقال «موسى»، الذي نقلت وسائل إعلام محدودة صورته خلال تصويته في الانتخابات، إن «أكثر المصريين لا يعلمون بوجودي»، مجددا تأكيده أنه يدعم «السيسي».
جداً من الشعب، لكنني أقول بثقة: أنا أريد الفوز بالانتخابات».
يشار إلى أن ترشح «موسى»، جاء بعد أوامر سيادية، في الدقائق الأخيرة قبل إغلاق باب الترشيح، في خطوة اعتبرها معارضون «ديكورية» لتحسين مظهر انتخابات محسومة النتائج.
سخرية إلكترونية
وعلى الفضاء الإلكتروني، كانت السخرية من الرئاسيات هي الأبرز في تعليقات الناشطين، خاصة عبر وسمي «متنزلش»، و«الانتخابات الرئاسية»، كما تحول وسم «نازلين نكمل المشوار» الذي تصدر قائمة الوسوم الأكثر تداولا بمصر، إلى رفض لهذه المشاركة، باعتبار أن مصر تشهد استفتاء وليس انتخابات.
وقال الناشطون، إن الانتخابات نتيجتها محسومة، وإنهم لن يشاركوا فيها، بعدما شاهدوا من «السيسي»، فشلا ذريعا خلال السنوات الماضية.
وتعاني مصر في عهد «السيسي»، وضعا اقتصاديا مترديا وارتفاعا كبيرا في الأسعار، وندرة في بعض السلع الاستراتيجية، كما تهاوى الجنيه المصري أمام الدولار، فضلا عن أزمة في قطاع السياحة، وتراجع في تحويلات المصريين بالخارج، وتنامي مؤشرات الفساد وقضايا الرشوة.
ولم تفلح الحكومات المصرية المتعاقبة، منذ الانقلاب العسكري في 3 يوليو/تموز 2013، في تحسين مستوى معيشة المصريين وحل الأزمات المجتمعية المتراكمة وأبرزها البطالة والفقر، رغم الخطط والإجراءات المتعددة التي أعلن عنها النظام المصري في هذا الإطار.
كما تعاني البلاد في ظل حكم «السيسي»، احتقانا سياسيا، وتزايدا في عمليات الاعتقالات والقتل على يد الشرطة خارج إطار القانون، وإجراءات قمعية ضد معارضي السلطة، وفرض قيود على حرية الرأي والتعبير.

حريم حزب الزور السلفي

نشر حزب النور السلفي اليوم الاثنين، في أول أيام الانتخابات الرئاسية، صورًا لسيدات بعدد من اللجان قام بحشدهن لانتخاب عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية لفترة رئاسية ثانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى