آخر الأخبار

رسائل أمريكية للبنان عقب زيارة ديفيد هيل لبيروت، غادر المدينة دون لقاء دياب المكلف بتشكيل الحكومة

أنهى وكيل وزير الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية، ديفيد هيل، زيارته الأولى للعاصمة اللبنانية بيروت، منذ انطلاق احتجاجات شعبية في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

حملت الزيارة، أمس الأحد 22 ديسمبر/كانون الأول 2019، 3 رسائل أساسية، في ظل تمسك المحتجين العابرين للطوائف بمطالبهم، مقابل ما يقولون إنها محاولات من السلطة لإجهاض «ثورتهم»، خاصة بعد تكليف الوزير السابق حسان دياب بتشكيل حكومة جديدة.

كان المحتجون قد أجبروا حكومة سعد الحريري على الاستقالة، في 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وهم يطالبون بحكومة تكنوقراط قادرة على معالجة الوضعين السياسي والاقتصادي، في بلد يعاني أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990.

بدأ هيل زيارته لبيروت بعد يوم واحد من تكليف دياب بتشكيل الحكومة، وسط تأييد واعتراض من ممثلي القوى السياسية والحراك الشعبي.

وكالة الأناضول نقلت عن مصادر مقرّبة من وزير الخارجية بحكومة تصريف الأعمال، جبران باسيل، قوله إن «زيارة هيل كانت إيجابيّة جداً»، رغم أنه لم يلتقِ رئيس الوزراء المكلف حسان دياب.

أضافت المصادر، التي لم تذكر وكالة الأناضول أسماءها، أن هيل لم يتوقف عند اسم رئيس الحكومة ولا أسماء الوزراء، بل تمنّى أن تكون الحكومة فاعلة وتحقق الإصلاحات المطلوبة وتكافح الفساد وتلبي تطلعات الشعب اللبناني.

بدوره، قال النائب ادغار معلوف، عضو تكتل «لبنان القوي»، (بزعامة رئيس الجمهورية ميشال عون)، لوكالة الأناضول، إن «هيل لم يُبدِ أي اهتمام باسم الشخصية التي تتولى تأليف الحكومة، وإنما الهمّ الأبرز هو الشكل الذي ستتخذه الحكومة الجديدة».

وبشأن إن كان لقاء هيل وباسيل تطرق إلى المساعدات الماليّة للبنان، أجاب بأن «الولايات المتحدة ستدعم لبنان حسب الحكومة المقبلة».

كذلك رأى معلوف أن «اللافت خلال الزيارة أنّه لم يتم توجيه رسائل (أمريكية) لحزب الله (حليف إيران)»، وأرجع ذلك إلى أن «واشنطن وصلت إلى قناعة بأنّ موضوع الحزب بات إقليمياً ولا يمكنها تحميل أطراف لبنانيّة هذا الأمر».

من جانبه، رأى نوفل ضو، منسّق «التجمّع من أجل السيادة» (معارض لحزب الله والمشروع الإيراني بالمنطقة)، أن «زيارة هيل لم تحمل رسائل إلى الفرقاء في الداخل اللبناني».

أضاف لوكالة الأناضول أن «الرسالة الواضحة إلى لبنان ككلّ هي أن الأمريكي لا يتدخل في التفاصيل بالداخل اللبناني، وإنما اهتمام هيل صبّ في تموضع لبنان الجيو-سياسي في المنطقة والعالم، الأمريكي يود أن يكون لبنان حراً في المفهوم السياسي وجزءاً من العولمة في المفهوم الاقتصادي». 

استدرك ضو أن «ببقاء لبنان بتموضعه الحالي كجزء من المنظومة السياسيّة والعسكريّة والأمنيّة الإيرانيّة لا يمكنه اقتصادياً إلا أن يكون جزءاً من هذه المنظومة، وعليه أن يتحمل تبعات هذه المشكلة، وهذه هي الرسالة الأساسية التي حملها هيل إلى المسؤولين اللبنانيين».

رأى المتكلم نفسه أن «أمريكا لا تهتم باسم الشخص الذي يتولى الحكم، إنما الموقف الذي سيتخذه بالشكل النهائي وخيارات الدولة اللبنانية، ولاسيما أن لواشنطن في لبنان شركاء هم جميع مؤسسات الدولة، وتحديداً الجيش الذي يراهنون عليه بشكل أساسي، والمصرف المركزي، خاصة أن دوره بارز في الملف المالي والنقدي».

كما أرجع ضو عدم لقاء هيل مع دياب بالقول إن ذلك «يأتي ضمن خانة أن واشنطن على موقفها، فهي تتعاطى مع المؤسسات الرسمية، وحتى الساعة دياب لا دور رسمياً له بالمفهوم الدستوري».

أما منير الربيع، وهو كاتب ومحلل سياسي، فقال إن «هيل حمل رسالة واضحة مفادها أنهم لن يتركوا لبنان أبداً، من دون التدخل بتطورات تشكيل الحكومة، فالأهم هو تأمين استقرار أمني وسياسي».

أضاف في تصريح للأناضول أن «حزب الله ردد أن هيل سيأتي لدعم الاحتجاجات، لفرض أجندات جديدة، لكنّ الزيارة كانت محط ارتياح لدى رئيس الجمهورية، ولدى وزير الخارجية جبران باسيل».

رأى الربيع أيضاً أن «الأمريكيين بطبيعة الحال يريدون إنجاز ملف ترسيم الحدود البحرية، والتنقيب عن النفط بما لا يعارض مصالحهم، وفي الوقت نفسه يضمنون  أمن إسرائيل، ولاسيما فيما يتعلق بموضوع الصواريخ الدقيقة لدى حزب الله، وهذه كلها بلا شك ستكون عناوين المشاورات في المرحلة القادمة».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى