منوعات

ثقب الأوزون يسجل أقل مستوى له على الإطلاق منذ اكتشافه قبل 30 عاماً

قال موقع Earther الأمريكي إنه في عام 2019 سجَّل اتساع ثقب الأوزون أقل مستوى له على الإطلاق هذا العام. 

ويرجع ذلك جزئياً إلى انتقال الدوامة القطبية (هناك واحد في نصف الكرة الجنوبي أيضاً) مما تسبب في موجة حرارة على بعد حوالي 20 كيلومتراً شمال القارة القطبية الجنوبية.

 فيما ساعد ارتفاع درجات الحرارة في هذا الجزء من الغلاف الجوي، المعروف بـ «ستراتوسفير»، على الحد من الظروف المسببة لتكوّن المواد الكيميائية التي تسبب تآكل طبقة الأوزون. 

وبالرغم من أن البشر قلّصوا من انبعاثاتهم لتلك المواد الكيميائية، لا يمكننا أن ننال الفضل على هذا الإنجاز الفريد في سجل طبقة الأوزون هذا العام، ولكنه يظل انتصاراً للبشرية في 2019.

حيث أعلنت وكالة ناسا عن هذا الرقم القياسي الجديد يوم الإثنين، 21 أكتوبر/تشرين الأول 2019، وأشارت إلى أن ثقب الأوزون اتسع إلى 16.4 مليون كيلومتر مربع يوم 9 سبتمبر/أيلول، ثم بدأ الانحسار ليصل إلى 10 ملايين كيلومتر مربع أو أقل لبقية شهر سبتمبر/أيلول وشهر أكتوبر/تشرين الأول. 

وهذا التراجع المفاجئ نادر الحدوث جداً؛ عادة ما يظل ثقب الأوزون مفتوحاً خلال منتصف أكتوبر/تشرين الأول قبل أن يبدأ في الانحسار ببطء، بحلول شهر ديسمبر/كانون الأول.

إلا أن هذا العام كان غريباً. شهدت طبقة ستراتوسفير، التي يتكون فيها ثقب الأوزون، حدث حراري مفاجئ في بدايات سبتمبر/أيلول، بالتزامن مع موسم بداية ثقب الأوزون. 

ويشهد شهر سبتمبر/أيلول التحول نحو فصل الربيع في نصف الكرة الجنوبي. ومع عودة أشعة الشمس القوية، تحفز أشعتها التفاعلات الكيميائية في طبقة ستراتوسفير، التي تهيمن بشكل خاص على مكونات السحب الأخرى.

ولكن مع تزامن تلك العملية مع بداية الربيع الأسترالي، خرجت الأمور عن السيطرة. وصلت درجات الحرارة إلى 16 درجة مئوية فوق المعدل الطبيعي لطبقة ستراتوسفير، في منتصف سبتمبر/أيلول، الأمر الذي أشير إليه بـ «احترار ستراتوسفير المفاجئ». 

هذا الاحترار ثبّط عملية تكوّن السحب في طبقة ستراتوسفير، مما قّلص مقدار استهلاك الأوزون، ولكن احترار ستراتوسفير المفاجئ قد تكون له تأثيرات أخرى.

إذا كان هذا المصطلح يبدو مألوفاً، فذلك لأنه يسبق عادة موجة البرد القارسة في الولايات المتحدة بسبب انهيار الدوامة القطبية. 

هناك أيضاً دوامة قطبية في نصف الكرة الجنوبي، تدور حول القارة القطبية الجنوبية. وتكسر هذا الربيع الأسترالي، بنفس الطريقة التي حدثت في نصف الكرة الشمالي خلال فصول الشتاء القليلة الماضية.

وقد تسبب ذلك في تباطؤ مجرى الهواء حول القارة القطبية الجنوبية من متوسط 260 كيلومتراً في الساعة إلى 108 كيلومترات في الساعة فقط خلال شهر سبتمبر/أيلول، وهو ما سمح بتدفّق الهواء المحمّل بالأوزون إلى هذه المنطقة التي يتشكل فيها الثقب عادة.

هذه المجموعة من العوامل أدت إلى تكوّن ثقب ضئيل جداً في طبقة الأوزون هذا العام، ويدرس العلماء هذه الظاهرة باهتمام بالغ، لأنها نادرة للغاية. 

حدثت ظاهرة احترار ستراتوسفير المفاجئ من قبل في القارة القطبية الجنوبية، في سبتمبر/أيلول عامي 1988 و2002، وكان ثقب الأوزون خلال هذين العامين أيضاً أقل من الطبيعي.

يقول بول نيومان، كبير علماء علوم الأرض في مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لوكالة ناسا، في بيان صحفي لوكالة ناسا: «إنها أخبار رائعة عن الأوزون في نصف الكرة الجنوبي، ولكن من المهم إدراك أن ما شهدناه هذا العام يرجع إلى ارتفاع درجات حرارة طبقة ستراتوسفير. ولا يشير ذلك إلى عودة طبقة الأوزون في الغلاف الجوي إلى الالتئام على نحو مفاجئ».

في الواقع، أوقف البشر استخدام المواد الكيميائية التي تسبب تآكل الأوزون منذ أواخر ثمانينات القرن الماضي، بعدما أدركنا أنها تخرّب طبقة ستراتوسفير، ولكن لا يزال أمامنا الكثير قبل أن نستمتع بالإصلاح الكامل لطبقة الأوزون. كانت هذه المواد الكيميائية تستخدم على نحو واسع في المبردات، ثم حلّت بدلاً منها مواد كيميائية تتسبب في الاحتباس الحراري؛ أي أنها نوعاً ما خطوة للأمام، وخطوتان للخلف. 

كما أشار العلماء مؤخراً إلى الصين بوصفها مصدراً للانبعاثات الكيميائية المسببة لتآكل الأوزون. حتى عند معالجة هذا الأمر، لا نزال نحتاج إلى عقود للقضاء على تلك الانبعاثات تماماً.

ولكن بشكل عام، التوجه العام للقضاء على الانبعاثات التي تتسبب في تآكل الأوزون يسير في الاتجاه الصحيح. ولقد حصلنا على مساعدة إلهية هذا العام، مما يظهر لنا إمكانية أن ننعم بمستقبل أفضل إذا واصلنا السير في هذا الاتجاه. وبالنظر إلى عرض الرعب الذي تقدمه لنا الحياة الحديثة، أعتقد أننا كنّا في أمس الحاجة إلى هذه المنحة الإلهية.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى