آخر الأخبار

ترامب يفضج السعودية ومحمد بن سلمان من جديد، دفعت لنا مقابل إرسال قوات أمريكية.. لحماية عرش بن سلمان

اتفاق وقعته امريكا مع السعودية قبل 74 عاما.. ما موقف أمريكا من اتفاق “كويسني”؟

بقلم الخبير السياسى والمحلل الإقتصادى

دكتور صلاح الدوبى

رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم” فرع جنيف- سويسرا

عضو مجلس إدارة المنظمة

رئيس اتحاد الشعب المصرى

“عضو مؤسس في المجلس الثوري المصري”

على ظهر السفينة الحربية “كوينسي” التقى الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت مع الملك الراحل عبد العزيز بن سعود مؤسس المملكة السعودية، سرا في البحيرات المرة بقناة السويس في 14 فبراير/شباط 1945، ووقعا ما عُرف باتفاق “كويسني”.

وأصبح يعرف باتفاق “النفط مقابل الأمن”، حيث يرتكز على أن استقرار السعودية هو جزء من المصالح الحيوية لأمريكا التي تُقدم كذلك الحماية غير المشروطة لعائلة آل سعود الحاكمة، وأقل منها للمملكة بصفة عامة ضد أي تهديد خارجي، مقابل ضمان السعودية لإمدادات الطاقة التي تحتاجها أمريكا.

وبالتالي أصبح استقرار شبه الجزيرة العربية وإعطاء القيادة الإقليمية للسعودية ودورها الهام في المنطقة جزءا من المصالح الحيوية للولايات المتحدة. ويفيد الاتفاق بأن ضمان المملكة الجزء الأكبر من إمدادات الطاقة لأمريكا، دون أن تعطي حق الملكية لأي جزء من الأراضي السعودية.

باقي نقاط اتفاق كوينسي كانت حول التعاون الاقتصادي والتجاري والمالي بين السعودية وأمريكا، وبشأن عدم التدخل الأمريكي في شؤون السياسة الداخلية السعودية.

وبقيت السعودية متصلة ومرتبطة بالولايات المتحدة منذ ذلك الاتفاق، الذي انتهت مدته في 2005، وتم مده 60 عاما أخرى، من قبل الرئيس جورج دبليو بوش.

تعددت توصيفات العلاقات “السعودية الأمريكية” منذ توقيع الاتفاقية وحتى الآن بعدة توصيفات مرتبطة بتتابع الأحداث واختلاف السياسات والإستراتيجيات التي تنتهجها الولايات المتحدة في التعامل مع الأحداث في الشرق الأوسط.

إلا أن الفترة الأخيرة وتحديدا منذ تنصيب دونالد ترامب رئيسا لأمريكا ووصول الأمير محمد بن سلمان لولاية العهد، اختلفت توصيفات العلاقة بين البلدين، تارة توصف بأنها “زواج كاثوليكي” في إشارة إلى مدى قوة التحالف بين البلدين، وأخرى بأنها مدفوعة بالمصالح.

تنصل أمريكي

ترامب لخص في سطور توصيف جديد من العلاقة بين البلدين، بتصريحاته المتتابعة التي تكشف تنصله من اتفاق كوينسي والدفاع عن المملكة وتقليله من أهمية النفط بالنسبة لبلاده، خاصة وأنها تأتي في ظل الحديث عن ضلوع إيران في استهداف السفن بمضيق هرمز.

ترامب أدلى في 24 يوليو/تموز الماضي بتصريح شدد فيه على أن بلاده ليست في حاجة إلى استيراد النفط لأنها أصبحت دولة مصدرة. وفي 16 سبتمبر/أيلول الجاري، غرد عبر تويتر بالمعنى ذاته قائلا: “بما أننا خلال السنوات القليلة الماضية حققنا نجاحا كبيرا في مجال الطاقة، ونحن مصدر خالص للطاقة، وأصبحنا الآن المنتج الأول للطاقة في العالم، لا نحتاج إلى نفط وغاز الشرق الأوسط، وفي الواقع لدينا هناك عدد قليل جدا من ناقلات النفط، لكننا سنساعد حلفاءنا”.

تغريدة الرئيس الأمريكي جاءت بعد الهجوم على منشأتي نفط تابعتين لشركة أرامكو السعودية، اتهمت الإدارة الأمريكية إيران بالوقوف وراءه، وتبعها بالتصريح خلال استقباله ولي عهد البحرين سلمان بن حمد آل خليفة في البيت الأبيض بواشنطن، أنه لم يعِد السعوديين بحمايتهم!، في تنصل واضح من السعودية التي أنفقت مليارات الدولارات على واشنطن “مقابل الحماية”.

ترامب يهين السعودية العظمى من جديد، دفعت لنا مقابل إرسال قوات أمريكية.. لحماية عرش بن سلمان

https://www.youtube.com/watch?v=hL6ZwgUZBms

الرئيس الأمريكي لن تجد رئيس أمريكي أكثر صراحة منه بما يخص السعودية خاصة، جيث أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن المملكة العربية السعودية وافقت على الدفع مقابل كل ما تفعله بلاده، وذلك في تصريح يأتي عقب إعلان إرسال قوات أمريكية إلى المملكة لمواجهة التهديدات الإيرانية، واصفاً ذلك بـ”السابقة”.

جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها ترامب من واشنطن، الجمعة، حيث قال: “نحن نرسل المزيد من القوات إلى المملكة العربية السعودية، المملكة حليف جيد ونتفق معهم جيداً، وهم لاعب مهم في الشرق الأوسط”.

وأضاف: “علاقاتنا جيدة جداً (بالسعودية) ويشترون بمئات المليارات من الدولارات بضائع منا وليس فقط معدات عسكرية”، مشيراً إلى أن تكلفة “المعدات العسكرية (التي تشتريها الرياض) تبلغ نحو 110 مليارات دولار وهذا يعني الملايين من الوظائف”.

وتابع ترامب قائلاً: “نحن سنرسل قوات وأشياء أخرى إلى الشرق الأوسط لمساعدة المملكة العربية السعودية، ولكن هل أنتم مستعدون؟ المملكة العربية السعودية وبناء على طلبي وافقت على الدفع مقابل كل ما نفعله، وهذه سابقة”.

تعزيزات عسكرية

لتقابل السعودية تصريحات ترامب المتبرئة منها بالتجاهل، بل وزادت من استصراخها له في إعلان واضح لإصرارها على الإتكاء عليه، وطالبته بإرسال تعزيزات عسكرية بعد الهجمات التي استهدفت منشأتها النفطية، كما طلبت الإمارات مساعدة أيضا، وهو ما استجابت له واشنطن، وأعلنه وزير الدفاع الأمريكي.

إلا أن واشنطن حرصت على توضيح الهدف من قرارها بإرسال قوات أمريكية إلى السعودية مع المزيد من الصواريخ المضادة والمعدات المدفعية بأنه “للدعم وليس للحماية”، إذ قال وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع رئيس هيئة الأركان الجنرال جوزف دانفورد، أن الغرض من هذه الخطوة “مساعدة السعودية لتعزيز دفاعاتها”.

فيما أشارت وزارة الحرب الأمريكية “البنتاغون” إلى موافقة ترامب على إرسال قوات أمريكية لتعزيز دفاعات السعودية الجوية بعد هجوم أرامكو، إلا أنها عمدت إلى التأكيد على أن التعزيزات ستتضمن عددا “متواضعا” من الجنود وستكون ذات طبيعة دفاعية بصفة أساسية.

كما قال رئيس هيئة الأركان الجنرال جوزيف دانفورد: إن عدد الجنود الذين سيتم إرسالهم لن يصل آلاف، لكنه امتنع أن يكون أكثر تحديدا.

وسبق أن قال “دانفورد”: “إن بلاده لديها “اتفاق يسمح لنا بوجود قوات كافية في المنطقة لردع أي هجوم إيراني ضد أمريكا أو الأمريكيين”، مستطردا: “لكن بوضوح ليست لدينا قوة ردع لاعتراض هجمات على شركائنا في المنطقة. يمكنك أن ترى السعودية والإمارات تعرضتا مؤخرا لاعتداءات”، في إشارة إلى التفجيرات التي استهدفت سفنا في مايو/آيار الماضي بميناء الفجيرة الإماراتي، وهجمات الحوثيين المستمرة على مصالح في السعودية والإمارات، ومنها شركة “أرامكو”.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى