آخر الأخبارالأرشيف

العلاقات الحميمة بين السعودية وإسرائيل.. تعزيز للتطبيع السياسي والعسكري

مع تبادل الزيارات والابتسامات والاتفاقيات بين الطرفين، بدا واضحًا وجود تطبيع سعودي إسرائيلي في عدة مجالات، وقد تغافلت المملكة عن أن هذا الكيان الذي تتعاون معه هو سبب الإرهاب الحقيقي بالمنطقة، وأن يديه ملطختان بدماء الشعب الفلسطيني صاحب القضية الأهم.

كشف موقع واللا الإسرائيلي أن رئيس المجلس القومي ومستشار رئيس حكومة الاحتلال لشؤون الأمن القومي السابق، الجنرال يعقوب عميدرور، سيشارك في نقاش مشترك مع رئيس جهاز الاستخبارات السعودي سابقًا الأمير، تركي الفيصل، سيجري الشهر المقبل في العاصمة واشنطن، وسيكون النقاش علنيًّا بمشاركة جمهور في مؤتمر ينظمه معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط «WINEP» الذي سيفتتح في 5 مايو المقبل، تحت عنوان «السلام والأمن في الشرق الأوسط».

مواقف «تركي الفيصل» الذي شغل منصب رئيس الاستخبارات السعودية على مدى 24 عامًا، تشهد بالتطبيع مع إسرائيل، فلهذا الرجل تاريخ طويل من التصريحات المثيرة بشأن التعاون مع الكيان الصهيوني، جعلته يحصل على لقب “عراب التطبيع السعودي الصهيوني، ففي مؤتمر ميونيخ الذي عقد منتصف فبراير الماضي، صافح كل من وزير حرب الكيان الصهيوني، موشيه يعالون، رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، تركي الفيصل، مع ابتسامة عريضة علت وجوههما، كما أن الفيصل هو صاحب المقولة الشهيرة: «نحن لا نحبذ أن تكون إسرائيل دولة معزولة في المنطقة»، عند لقائه مدير عام خارجية العدو الإسرائيلي، دوري جولد.

الحديث عن هذا الاجتماع السياسي بين مسؤولين، أحدهما سعودي والأخر إسرائيلي، يأتي في خضم التقارير التي أشارت خلال الفترة الأخيرة إلى وجود تعاون سري بين الطرفين من الناحية السياسية والعسكرية، وكان آخرها ما كشف عنه موقع «فيترانس توداي» الأمريكي البحثي المُختص بالشؤون العسكرية، حول معلومات تفيد بإبرام مذكرة تفاهم حول التعاون العسكري المشترك بين كيان العدو والسعودية في البحر الأحمر منذ العام 2014، وكشف الموقع أيضًا عن أسماء جنرالات وضباط سعوديين شاركوا بدورات عسكرية بحيفا بفلسطين المحتلة عام 2015.

temp3

واستند الموقع المذكور إلى وثيقة كشف عنها أحد المسؤولين في حزب ميرتس الإسرائيلي، حيث خلص الاتفاق إلى أن المملكة والكيان سيُديران مضيق باب المندب وخليج عدن وقناة السويس، بالإضافة إلى الدول المطلة أيضًا على البحر الأحمر، وأشار الموقع الأمريكي إلى أن المعلومات المنشورة من هذا المصدر، ذكرت أن إسرائيل استضافت عددًا من الضباط السعوديين للمشاركة في دورات تدريبية عسكرية في قاعدة البولونيوم من ميناء حيفا في عام 2015، ونشر الموقع أسماء الضباط السعوديين المشاركين في الدورات والرُتّب باللغة العربية، لافتًا إلى أن الدورات شملت العديد من المجالات، لكنها بالأساس ركزت على تدريب الضباط السعوديين على الحرب في البحر، إضافة إلى دورات في القتال ضمن الوحدات الخاصة.

تقرير موقع «فيترانس توداي» الأمريكي، علق عليه نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، بقوله: إن عشرات الضباط السعوديين تدربوا على يد ضباط إسرائيليين، وأكد أن السعودية تستكمل حلقات المشروع الإسرائيلي باللقاءات العلنية والسرية، التي حصلت بين مسؤولين سعوديين وإسرائيليين في السنوات الماضية، وبرز منها الكثير عبر وسائل الإعلام، وذكر قاسم أن توصيف حزب الله بالإرهاب توصيف إسرائيلي، ومن يتبنى هذا التوصيف يعلن صهيونية مشروعه.

أما على المستوى السياسي، كانت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، قد كشفت النقاب في أواخر فبراير الماضي، عن زيارة وفد رسمي إسرائيلي رفيع المستوى للرياض، ضمن سلسلة زيارات مماثلة للمملكة في الفترة الأخيرة، وأكدت القناة حينها أن المسؤولين السعوديين أكدوا للإسرائيليين في لقاءاتهم، أنهم غير مهتمين بما يفعله الإسرائيليون مع الفلسطينيين، بل يريدون إسرائيل إلى جانبهم بكل ما يتعلق بإيران بعدما تركت الولايات المتحدة المنطقة.

يبدو أن إسرائيل بعد أن وجدت السياسة الأمريكية تتجه نحو التقارب من إيران وروسيا، وتدير ظهرها إلى تحالفاتها القديمة بالسعودية وإسرائيل، أدركت تمامًا أهمية البحث عن حليف جديد يعوضها عن خسارة حليفها الأمريكي التاريخي، وهنا اختار الكيان الصهيوني التوجه إلى الدول العربية التي تجمعها عداوة مع إيران، لتكون هناك ملفات مشتركة بينهما، فلم تجد أفضل من الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية، لتكون عداوة الطرفين لإيران ومواقفهما المشتركة تجاه الأزمة السورية، هي نقاط التوافق بينهما.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى