كتاب وادباء

فليصدر الشعب حكمه

فليصدر الشعب حكمه

……..بقلم الكاتب

حاتم غريب

حاتم غريب ————————

الان وليس غدا لابد ان يقف الشعب المصرى وقفة جادة مع نفسه وليحتكم الى العقل والضمير ولينظر حوله جيدا ويسأل نفسه مالذى جرى ويجرى الان على ارض الواقع وهل نحن من انقلبنا على انفسنا وكنا يوما بدأنا نضع اقدامنا على اعتاب عهد جديد نعيشه ماقدر الله لنا ان نعيشه منه ونهديه للاجيال القادمة لقد كنا نضع امالا كبيرة على اهم مرافق الدولة الا وهو مرفق العدل ان يكون لنا سندا ومعينا بعد الله عز وجل وان يكون اول من يبادر ويضع اول لبنة فى بناء اول دولة مدنية عصرية فى حياة مصر بعد ان يقوم بازاحة وازالة وتجفيف منابع الفساد والافساد فى كل اركان مصر لكنه خذلنا واكتشفنا الحقيقة المؤلمة التى كانت غائبة عنا وتأكد لنا جميعا ان العدالة فى مصر وعلى وجه التحديد القضاء المصرى هو التربة الخصبة التى نبتت فيها اشجار الفساد والافساد والظلم وساعدت على نموه وانتشاره داخل اروقة مصر حتى اصبحت مصر مثالا للفساد والافساد فى كل انحاء العالم.

ان الشعب باعتباره صاحب السلطة الوحيد فوض فئة منه كى تتولى سلطة القضاء ليس بديلا عنه انما باسمه ولا ادل على ذلك من ان الاحكام دائما ماتصدر باسم الشعب وهذا يشير الى ان القاضى مفوض من الشعب فى اصدار حكمه لكن الذى حدث بعد ذلك ان القضاء خان الامانة الموكولة اليه من الشعب وارتمى فى احضان فئة بعينها من هؤلاء الذين يعتبرون انفسهم اسيادا على الشعب سواء كانوا اعضاء السلطة التنفيذية او مايسمون انفسهم برجال الاعمال والذين اثروا ثراءا شديدا على حساب هذا الشعب واصبح القضاء اداة طيعة فى ايديهم يستخدمونه لانفسهم وتحقيق اغراضهم وكل شىء معد ومهيأ لذلك سلفا بسيطرتهم كذلك على السلطة التشريعية التى تقوم باعداد القوانين واصدارها لتصبح محلا للتنفيذ وقد استطاع هؤلاء الفاسدون المفسدون ان يبتكروا مهنة جديدة لبعض الفئات واطلق عليهم ترزية القوانين وظيفتهم تشبه الى حد كبير ترزى الملابس والمفروشات مع الفارق انهم يقومون بتفصيل القوانين التى تناسب هذه المافيا وبما يخدم مصالحها ويحميها من العقاب اذا ماتعرضوا يوما للمثول امام المحاكم فكان ان عبثوا بقانون العقوبات والاهم من ذلك قانون الاجراءات الجنائية الذى ينظم اجراءات المحاكمات امام محاكم الجنح والجنايات واجروا عليها تعديلات يستفيدون منها مستقبلا.

وماحدث بالامس من احكام البراءة فى حق المخلوع وعصابته وماسبقه كذلك من احكام براءة فى قضايا مماثله هو امر طبيعى وبديهى ولم يكن مفاجئة او وليد اللحظة بل هو امر مخطط له مسبقا ومنذ سنوات طويلة فقد استطاع هذا المفسد وعصابته اختراق مرفق العدالة فى مصر عن طريق شراء الذمم والضمائر بمنحهم امتيازات لاحصر لها فكسر اعينهم وبان انه صاحب افضال عليهم وانه سيدهم الذى يمنح ويمنع عند اللزوم فسخرهم لخدمته وتحقيق اغراضه الدنيئة والتى افدته كثيرا اثناء محاكمته والتى كانت عبارة عن مسرحية هزلية اسدلت ستارها بالامس لتنتهى تلك النهاية التى توقعها الكثيرون ممن انعم الله عليهم بنعمة البصر والبصيرة.

والان وقد اتضح كل شىء واصبح جليا امام اعيننا مثل الشمس فى كبد السماء فقد وجب على الشعب ان يسحب تفويضه من هؤلاء الذين خانوا امانتهم واغتالوا ضمائرهم وان يسحب تلك الامانة من ايديهم باعتبارهم غير امناء عليها وان ينصب نفسه قاضيا وسيدا لنفسه على نفسه ويصدر الاحكام العادلة فى حق هؤلاء السفلة المجرمون الذين استباحوا ماله ودمه وعرضه وغيبوه عن الوعى والادراك طيلة سنوات عديدة ذاق خلالها مرارة القهر والذل والاستعباد وسلبوا منه عقله وصحته وثروته فاصبح الجهل والفقر والمرض والتخلف نمط حياة يعيشه ويتعايش معه وهو غائب عن الوعى….عليه الان ان يصدر احكاما قاسية لاهوادة فيها ولارحمة ولاشفقة وان يضع نصب عينية وهو يصدرها صورا للماساة التى يعيشها بسبب هؤلاء القتلة المجرمون ولااقل من تعلق لهم المشانق فى كل ميادين مصر وليشهد اعدامهم على جرائمهم وفسادهم وافسادهم الشعب كله حتى يكونوا عبرة لمن لايعتبر……ولكم فى القصاص حياة ياأولى الالباب…………../حاتم غريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى