آخر الأخبار

فرنسا تعيش «الثلاثاء الأسود».. تظاهرات حاشدة للتنديد بإصلاح نظام التقاعد والحكومة تعلن «إصرارها» عليه

للمرة الأولى منذ بدء الإضراب والمظاهرات لبَّت كل النقابات الفرنسية نداء التظاهر في يوم ثلاثاء، ساعيةً إلى دفع الحكومة لتقديم تنازلات بشأن إدخال إصلاحات على نظام التقاعد حسب موقع فرانس 24. 

قابل ذلك
تصريح لرئيس وزراء فرنسا إدوار فيليب، إذ قال إن حكومته تصر على تطبيق إصلاح مزمع
في نظام أجور التقاعد. وقال فيليب أمام البرلمان «المعارضة الديمقراطية
والنقابية لخطتنا مشروعة تماماً، لكن قلنا بوضوح ما هو مشروعنا، وحكومتي مصرة
تماماً على إصلاح نظام أجور التقاعد، وأن توازن ميزانية نظام أجور التقاعد».

أحصي أكثر
من 250 ألف متظاهر، عصر الثلاثاء، في نحو خمسين مدينة في فرنسا، وفق أرقام الشرطة
ووكالة الأنباء الفرنسية، ومن المقرر أن يلتقي فيليب النقابات ومنظمات أصحاب العمل
الأربعاء والخميس.

كان الرئيس
الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتبر أن النظام الحالي «مطبقاً منذ العهد البيزنطي،
ويتضمن مزايا خاصة»، في محاولة منه لإقناع مواطنيه بأنه لم يعد ينسجم مع
الظرف الحالي. وأضاف أنه يريد استخدام «الحوافز لتشجيع الناس على العمل حتى
سن 64 عاماً، بدلاً من متوسط سن التقاعد الراهن عند 62 عاماً».

تسبّبت
الإضرابات الواسعة بالبلاد في حدوث اضطرابات كبيرة في قطاعات النقل والصحة والقطاع
العام بالعاصمة باريس ومدن أخرى.

تم تأجيل
امتحانات نهاية العام للجامعات، نتيجة الأزمة التي وقعت فيها البلاد بسبب الإضراب.

شارك في التحرك عمال السكك الحديد، ومعلمون وموظفون ومحامون وقضاة في محاولة جديدة لدفع حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى التنازل عن مشروعها، بعدما استقال الإثنين مهندس هذا الإصلاح جان بول دولوفوا، على خلفية شبهة بتضارب المصالح.

وهو يوم
التظاهر الثالث منذ بداية الشهر، وفي الخامس من ديسمبر/كانون الأول، اليوم الأول
من الإضراب، تظاهر أكثر من 800 ألف شخص في البلاد، لكن العدد تراجع إلى أقل من
النصف في الحادي عشر منه.

حسب موقع فرانس 24 المشروع المثير للجدل على تحويل 42 نظاماً للتقاعد، إلى نظام شامل يقوم على النقاط مع مقياس للعمر، هدفه التوفير لضمان التوازن المالي للنظام.

يحدد مشروع
تعديل النظام التقاعدي «السن التوازني» عند 64 عاماً، مع إتاحة خيار
التقاعد قبل عامين أو بعد السن المحدد.

هذا الأمر
يتيح لأي شخص التقاعد في سن الثانية والستين، لكنه يقلّص راتبه التقاعدي، بينما
يستفيد الذين ينسحبون بعد هذه السن من الزيادة.

قال الأمين
العام للاتحاد الفرنسي الديمقراطي للعمل لوران بيرجيه: «على جميع من يطالبون
بإصلاح عادل ومنصف أن يكونوا في الشارع، ليظهروا أننا نرفض هذه السن التوازنية
الظالمة بشدة، والتي ستشمل في الدرجة الأولى مَن باشروا العمل باكراً».

قال رئيس
الاتحاد العام لنقابات العمال فيليب مارتينيز، الذي يتصدر الحركة الاحتجاجية:
«إنه نجاح كبير». ويطالب مارتينيز مع أربع نقابات أخرى بالتراجع الكامل
عن المشروع الإصلاحي. وستجتمع هذه المنظمات مساء لاتخاذ قرار بشأن المراحل المقبلة
للتحرك.

أشار
الاتحاد العام لنقابات العمال إلى انقطاع للكهرباء في الجنوب الغربي والوسط
الشرقي، طال عشرات آلاف المواطنين، مهدداً بـ «انقطاعات أكبر».

وأغلقت
تماماً نصف خطوط المترو في باريس وضاحيتها. وارتفعت نسبة المضربين في صفوف عمال
الشركة المشغلة للسكك الحديد، مقابل زيادة محدودة في صفوف المعلمين، لكن النسبة
بقيت في الحالين أدنى من نظيرتها في اليوم الأول من الحراك.

ولا يتوقع
تحسن الوضع مع اقتراب أعياد نهاية العام. وتساءلت صحيفة «لو فيغارو»
اليمينية، الثلاثاء «هل سيبقى الفرنسيون على رصيف المحطة خلال عيد
الميلاد؟».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى