أخي الحبيب :
أتوجه إليك بقلب الأخ الشفوق الناصح و ليس بقلب الشامت فيما آلت إليه أحوال البلاد من تدهور ديني و أخلاقي و علمي و كذلك في الاقتصاد .
ولن أعدد لك الأحوال فكلنا نسمع و نرى كل ما ألم بنا من أحوال فلك مثلي عينان و شفتان و عقل و ميزان .
أخي الحبيب :
اختلفنا سابقا في فهم الكثير من المعطيات ، و تناحرنا و تخاصمنا لأن تناولنا للأمور كان مختلفا و لكنني لا أشك الآن أننا مجمعون على أن النتائج سيئة بل لعينة وَصَمَتْنا جميعا و على مستوى العالم بالخزي و العار .
أخي الغالي :
عشنا معا مختلفين في الرأي و كنا نتجنب النقاش و الحوار حول أوضاع الوطن حرصا على ما تبقى بيننا من ود و محبة و أخوة و صداقة و جيرة
لقد كان الهجر مؤلما و كانت الشقة تتسع يوما بعد يوم حتى تباعدت القلوب و افترقت و لا أكذب إن قلت أنها تنافرت .
أخي الحبيب :
هذه يدي أمدها إليك من جديد لننهض جميعا في وطننا الذي يجمعنا ؛ وطننا الذي رواه بالدماء أجدادنا و أبناؤنا و شبابنا في كل الحروب و على مر التاريخ .
تعال لنقتلع من جديد جذور الشر التي لا تعبأ بما يصل إلى الفروع ؛ الجذور التي همها أن تنمي نفسها دون النظر إلى الآخرين و التي لا تهتم إلا بمصالحها الاقتصادية بعد أن انحرفت عن مسارها الوطني الصحيح و اتجهت من حماية الوطن إلى حماية نظام موجه .
الوطن وطننا بكل ما فيه بخيراته و مشكلاته و مصائبه و انهزاماته و صدقني أخي الحبيب لو استسلمنا لانهزمنا
لا أطالب بالكرامة لي و لك الآن فقد فات الأوان و لكن تعال لنثبت لأنفسنا قبل الآخرين أننا رجال و لنسطر لأبنائنا تاريخا عظيما يفخرون به و يزهون بأننا كنا آباءهم و أجدادهم .
زر الذهاب إلى الأعلى