آخر الأخبار

خامنئي طلب الإعلان على الملأ عن سبب سقوط الطائرة الأوكرانية، وطهران توضح كيف استهدفتها بـ«الخطأ»

قال إيران، السبت 11 يناير/كانون الثاني 2020، إن المرشد الأعلى علي خامنئي كان السبب في إعلان طهران مسؤوليتها عن إسقاط الطائرة الأوكرانية التي قُتل جميع من كانوا على متنها، وذلك بعد أيام من الإنكار، كما قدمت طهران روايتها لكيفية استهداف الطائرة.

وكالة أنباء «فارس» الإيرانية ذكرت أن المسؤولين الإيرانيين أطلعوا خامنئي، الجمعة 10 يناير/كانون الثاني، على إسقاط الطائرة الأوكرانية دون قصد، ما دفعه إلى عقد اجتماع مع المجلس الأعلى للأمن القومي. 

الوكالة وصفت الخطأ الذي حدث بأنه «كارثي»، وأشارت إلى أن خامنئي بعد معرفته بالتفاصيل أوعز باتخاذ الإجراءات اللازمة، والحديث علناً عن سبب الحادث ونتائج التحقيقات. 

كانت طهران قد رفضت منذ البداية توجيه الاتهامات بمسؤوليتها عن إسقاط الطائرة، وتمسّكت برواية أن خللاً فنياً أفضى إلى سقوطها، رغم تأكيد بريطانيا، وأمريكا، وكندا، أن الطائرة سقطت جراء صاروخ؛ مستندة بذلك إلى معلومات استخباراتية وبيانات من الأقمار الصناعية. 

قُتل في الحادثة 176 شخصاً ولم ينجُ أحد، وجنسيات الضحايا هي: 82 إيرانياً، و63 كندياً، و11 أوكرانياً، و10 سويديين، و4 أفغان، و3 ألمان، و3 بريطانيين.

جاء إسقاط الطائرة بعد ساعات من قصف إيران أهدافاً أمريكية في العراق بصواريخ باليستية، رداً على قتل واشنطن للقائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني، في العراق، وكانت القوات الإيرانية في حالة تأهب كبيرة لردٍّ عسكريٍّ أمريكي مُحتمل.

في سياق متصل، ذكرت وكالة فارس بياناً صادراً عن الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية تحدث عن كيفية إسقاط الطائرة الأوكرانية.

البيان قال إنه بسبب «بعض الأخبار التي أفادت بمشاهدة أهداف جوية متحركة نحو أهداف استراتيجية في البلاد، وكشف بعض التحركات الجوية على شاشات الرادارات، أصبحت هنالك حساسية أكبر لدى مجموعة الدفاع الجوي».

أضاف البيان أنه «بسبب دوران طائرة الركاب الأوكرانية في الوقت غير المناسب، واقترابها من مركز عسكري حساس، فقد جرى استهدافها إثر خطأ بشري وبصورة غير متعمدة»، بحسب تعبيره.

كذلك نقلت الوكالة بياناً صادراً عن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، قال فيه إنه وسط «أجواء التهديد والترهيب من قبل النظام الأمريكي المعتدي ضد الشعب الإيراني، وبهدف الدفاع أمام الهجمات المحتملة.. كانت القوات المسلحة في حالة الإنذار القصوى مئة بالمئة، وللأسف أن خطأً بشرياً وإطلاقاً خاطئاً قد أسفر عن كارثة كبرى راح ضحيتها العشرات من الأفراد الأبرياء».

قبل ذلك بساعات، كان التلفزيون الرسمي الإيراني قد قال في وقت مبكر السبت، إن «الطائرة الأوكرانية التي تحطمت في إيران، الأسبوع الماضي، حلّقت قرب موقع عسكري حساس تابع للحرس الثوري، وأُسقطت دون قصد، نتيجة خطأ بشري».

عقب إقرار إيران بإسقاطها للطائرة وتأسفها على ذلك، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إيران، بالاعتذار رسمياً، ودفع تعويضات لعائلات الضحايا الأوكرانيين، الذين قُتلوا بعد استهداف الطائرة. 

زيلينسكي قال إن بلاده «تتوقع تحقيقاً كاملاً واعترافاً كاملاً بالذنب، وتعويضاً من إيران بعد إسقاط الطائرة»، مضيفاً: «نتوقع من إيران تأكيدات على استعدادها لإجراء تحقيق وتقديم  المذنبين إلى العدالة، وإعادة جثث القتلى، وتقديم اعتذارات رسمية عبر القنوات الدبلوماسية».

أما رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو فقال إن «بلاده ما زالت تركز على المحاسبة والشفافية والعدالة لأسر الضحايا»، مشيراً إلى أن كندا ستواصل «العمل مع شركائها حول العالم لضمان إجراء تحقيق كامل ومستفيض في حادث الطائرة».

أثار إسقاط الطائرة الأوكرانية في سماء طهران مخاوفَ دول عدة من تحليق طائراتها هناك، كما ألغت العديد من خطوط الطيران رحلاتها إلى العاصمة الإيرانية، أبرزها شركة الطيران الألمانية لوفتهانزا، التي قالت ناطقة باسمها إن «واحدة من طائراتها كانت متوجهة من فرانكفورت إلى طهران عادت أدراجها بعد ساعة من إقلاعها، يوم الخميس الماضي»، في إجراء «وقائي لأسباب أمنية» في المجال الجوي لمطار طهران.

كذلك أعلنت خطوط الطيران النمساوية إلغاء رحلتها المتوجهة إلى طهران، الجمعة، نظراً «للتقارير الأخيرة، وتغيير التقييم بشأن الوضع الأمني في المجال الجوي حول مطار طهران».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى