آخر الأخبار

عشرات آلاف المدنيين بإدلب ينزحون هرباً من هجوم الأسد، وقوات النظام تقترب من ثاني أكبر مدينة بالمحافظة

أجبر هجوم قوات نظام بشار الأسد وحلفائه على محافظة إدلب عشرات آلاف السوريين على الفرار نحو الحدود التركية، في حين تقترب قوات النظام من السيطرة على ثاني أكبر مدينة في المحافظة الواقعة شمال غربي سوريا.

التطور الأحدث: نزح نحو 21 ألف سوري خلال الساعات الـ24 الأخيرة من مناطق في إدلب، بسبب قصف النظام وحلفائه للمنطقة رغم وجود اتفاق للهدنة، وتوجهوا نحو المخيمات الموجودة بالقرب من الحدود التركية.

فؤاد سيد عيسى، أحد موظفي الإغاثة العاملين مع منظمة بنفسج في شمال سوريا، قال لوكالة رويترز إن «حملة الأسد الأحدث بثت الرعب في قلوب السوريين داخل إدلب، وصاروا يخشون على حياتهم أو إلقاء القبض عليهم، إذا استعاد الأسد السيطرة على بلداتهم».

أشار المصدر نفسه إلى أنه «على مدى الأيام القليلة الماضية شاهدنا الآلاف من النازحين الجدد داخلياً، ونتحدث هنا عما لا يقل عن 50 ألفاً على مدى الأيام الأربعة الماضية».

كذلك نقلت رويترز عن شاهد قوله إن آلافاً فروا من بلدتي أريحا وسراقب، الإثنين 27 يناير/كانون الثاني 2020، وشوهدت شاحنات وسيارات تزحف على طرق مزدحمة نحو مناطق، منها مدينة أعزاز القريبة من حدود تركيا.

في السياق ذاته، تشير تقديرات المرصد السوري إلى فرار نحو 120 ألفاً من المناطق الريفية حول حلب وإدلب على مدى 12 يوماً مضت.

المشهد العام: تأتي موجة النزوح الكبيرة هذه، بينما توشك قوات النظام على السيطرة على معرة النعمان ثاني أكبر مدن محافظة إدلب، والتي باتت شبه خالية من السكان بعد أسابيع من الاشتباكات والقصف العنيف.

قوات النظام تمكنت، منذ مساء الجمعة 24 يناير/كانون الثاني 2020، من السيطرة على 18 قرية وبلدة شرق وشمال شرق معرة النعمان، وقال المرصد السوري إن المدينة «أصبحت شبه محاصرة»، لافتاً إلى أن «القصف لا يتوقف عن استهداف المدينة».

حالياً تتركز قوات النظام جنوب وشمال وشرق معرة النعمان، وبعدما وصلت أخيراً إلى أطرافها الشرقية، تسعى إلى التقدم من الجهة الغربية، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.

بالتوازي مع هذا التقدم باتجاه معرة النعمان، تخوض قوات النظام اشتباكات عنيفة في مواجهة هيئة تحرير الشام والفصائل الأخرى غرب مدينة حلب.

لماذا يهاجم النظام إدلب؟ تمثل محافظة إدلب آخر أكبر معقل للمعارضة السورية، ويرى مراقبون أن قوات النظام تسعى، من خلال هجماتها، إلى استعادة السيطرة تدريجياً على الجزء الذي يمر في إدلب وغرب حلب عبر طريق دولي استراتيجي، لتبسط سيطرتها عليه كاملاً.

كذلك يريد النظام وحلفاؤه السيطرة على المحافظة، لكونها قريبة إلى حد ما من مكان تواجد القوات الروسية في محافظتي اللاذقية وطرطوس، حيث تعرضت قاعدة حميميم إلى هجمات مرات عدة بالطائرات المسيّرة، واتهمت موسكو فصائل من المعارضة بالمسؤولية عن الهجمات.

عودة إلى الوراء: تدخل محافظة إدلب في اتفاقيات مناطق خفض التصعيد التي تم التوصل إليها في مايو/أيار 2017 بين تركيا وروسيا وإيران، إلا أن النظام وحلفاءه واصلوا منذ ذلك التاريخ هجماتهم على المحافظة.

في 17 سبتمبر/أيلول 2018 توصلت تركيا وروسيا إلى تفاهم حول تخفيف التصعيد على إدلب، واستمرت الهجمات أيضاً على المحافظة.

كذلك لم ينجح اتفاق بين روسيا وتركيا على التهدئة في إدلب، حيث اتفق البلدان على وقف الهجمات البرية والجوية في منطقة «خفض التصعيد» بمحافظة إدلب، بدءاً من 12 يناير/كانون الثاني 2020.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى