آخر الأخبارتقارير وملفات

بدت بشائر النصر تهل بعد خطاب صفقة القرن “لهولاكو العصر الحديث””ترامب” وقرب ظهور الملك المظفر سيف الدين قُطُز

النصر

بقلم رئيس التحرير

سمير يوسف

فى سبتمبر 1260 نشبت المعركة الفاصلة فى التاريخ الإسلامى بين المغول بقيادة هولاكو حفيد جنكيز خان والمصريين بقيادة قطز، لكن قبل المعركة كان قد تمت مراسلة بين القائدين سجلتها كتب التاريخ:

الهدف السيطرة على القدس والمسجد الأقصى على مر التاريخ

من هو قطز ؟

قطز هو سيف الدين قطز ابن عبدالله المعري، واسمه الحقيقي محمد بن ممدود بن خوارزم شاه وسيف الدين هو لقبه آنذاك. وهو سلطان مصر ويعتبر ثالث سلاطين الدولة المملوكية، حكم مصر عام 1259م لمدة عام واحد فقط واغتيل في السنة التي تليها عام 1260م، وهو مسلم ابن مسلم مصري من أصل مملوكي، ورغم قصر فترة حكمه إلا أنها تعتبر من أهم فترات مصر وهو أيضاً اعتبر من أقدر حكامها لأنه خلال فترة حكمه استطاع التغلب على المغول ونصر المسلمين بعد أن أعاد ترتيب صفوف الجيش الإسلامي، بعد أن كاد المغول يهدد وجود الدولة الإسلامية في تلك الفترة . حيث ألحق الملك المظفر قطز هزيمة بجيش المغول في معركة عين جالوت، وعرف عبر العصور بعبارة شهيرة قالها في هذه المعركة وهي :” واه إسلاماه ..يا الله ..أنصر عبدك قطز على التتار “، حتى تمكن من هزيمتهم وتتبع جيوشهم إلى الشام .

كان هولاكو يعدُّ نفسه حاميا للمسيحيَّة بتأثير زوجته المسيحية طقز خاتون، في الوقت الذي أسلم فيه بركة خان ومال إلى نصرة المسلمين، وأدَّى هذا الصراع إلى تعطُّل النشاط الحربي لهولاكو في الشام، ثم ما لبث أن أدَّى نشوب الحروب الداخلية بين أمراء المغول إلى توقُّف عمليَّات الغزو والتوسُّع تمامًا.

وانتهت إمبراطورية المغول الدموية

رسالة هولاكو إلى قطز

أرسل هولاكو إلى قطز كما ذكر المقريزى فى كتابه السلوك لمعرفة دول الملوك  يقول “من ملك الملوك شرقًا وغربًا القان الأعظم، باسمك اللهم باسط الأرض ورافع السماء يعلم الملك المظفر قطز، الذى هو من جنس المماليك الذين هربوا من سيوفنا إلى هذا الإقليم، يتنعمون بأنعامه، ويقتلون من كان بسلطانه بعد ذلك، يعلم الملك المظفر قطز، وسائر أمراء دولته وأهل مملكته، بالديار المصرية وما حولها من الأعمال، أنا نحن جند الله فى أرضه، خلقنا من سخطه، وسلطنا على من حل به غضبه. فلكم بجميع البلاد معتبر، وعن عزمنا مزدجر، فاتعظوا بغيركم وأسلموا لنا أمركم، قبل أن ينكشف الغطاء، فتندموا ويعود عليكم الخطأ، فنحن ما نرحم من بكى، ولا نرقّ لمن اشتكى، وقد سمعتم أننا قد فتحنا البلاد، وطهرنا الأرض من الفساد، وقتلنا معظم العباد، فعليكم بالهرب، وعلينا بالطلب، فأى أرض تأويكم، وأى طريق تنجيكم، وأى بلاد تحميكم؟ فما لكم من سيوفنا خلاص، ولا من مهابتنا مناص، فخيولنا سوابق، وسهامنا خوارق، وسيوفنا صواعق، وقلوبنا كالجبال، وعددنا كالرمال، فالحصون لدينا لا تمنع، والعساكر لقتالنا لا تنفع، ومطركم علينا لايُسمع فإنكم أكلتم الحرام، ولا تعفون عند كلام، وخنتم العهود والأيمان، وفشا فيكم العقوق والعصيان، فأبشروا بالمذلة والهوان،( فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون فى الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون) – (سورة الأحقاف آية 20) (وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون)(سورة الشعراء آية 237). فمن طلب حربنا ندم، ومن قصد أماننا سلم. فإن أنتم لشرطنا وأمرنا أطعتم، فلكم ما لنا وعليكم ما علينا، وإن خالفتم هلكتم، فلا تهلكوا نفوسكم بأيديكم، فقد حذر من أنذر، وقد ثبت عندكم أن نحن الكفرة، وقد ثبت عندنا أنكم الفجرة، وقد سلطنا عليكم من له الأمور المقدّرة والأحكام المدبرة، فكثيركم عندنا قليل، وعزيزكم عندنا ذليل، وبغير الأهنة لملوككم عندنا سبيل. فلا تطيلوا الخطاب، وأسرعوا برد الجواب، قبل أن تضرم الحرب نارها، وترمى نحوكم شرارها، فلا تجدون منا جاهاً ولا عزًا، ولا كافيًا ولا حرزًا، وتدهون منا بأعظم داهية، وتصبح بلادكم منكم خالية، فقد أنصفنا إذ راسلناكم، وأيقظناكم إذ حذرناكم، فما بقى لنا مقصد سواكم، والسلام علينا وعليكم، وعلى من أطاع الهدى، وخشى عواقب الردى، وأطاع الملك الأعلى.فهل علم

ألا قل لمصر ها هُلاون قد أتى.. بحد سيوف تُنتضى وبواتر

رد قطز وهو إهداء الى هولاكو الأمريكى “ترمب”:

“قل: اللهم على كل شىء قدير والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبى الأمى، على كتاب ورد فجرا عن الحضرة الخاقانية، والسدة السلطانية نصر الله أسدّها، وجعل الصحيح مقبولا عندها، وبان أنكم مخلوقون من سخطه، مسلطون على من حلّ عليه غضبه، ولا ترقون لشاكٍ، ولا ترحمون عبرة باكٍ، وقد نزع الله الرحمة من قلوبكم، وذلك من أكبر عيوبكم، فهذه صفات الشياطين، لا صفات السلاطين، كفى بهذه الشهادة لكم واعظا، وبما وصفتم به أنفسكم ناهيا وآمرا، قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون، ففى كل كتاب لعنتم، وبكل قبيح وصفتم، وعلى لسان كل رسول ذكرتم، وعندنا خبركم من حيث خلقتم وأنتم الكفرة كما زعمتم ألا لعنة الله على الكافرين، وقلتم أننا أظهرنا الفساد، ولا عَز من أنصار فرعون من تمسك بالفروع ولا يبالى بالأصول، ونحن المؤمنون حقا لا يداخلنا عيب، ولا يصدنا غيب، القرآن علينا نزل وهو رحيم بنا لم يزل، تحققنا تنزيله وعرفنا تأويله، إنما النار لكم خلقت، ولجلودكم أضرمت، إذا السماء انفطرت.

ومن أعجب العجب تهديد الليوث بالرتوت، والسباع بالضباع، والكماة بالكراع، خيولنا برقية، وسهامنا يمانية، وسيوفنا مضرية، وأكتافها شديدة المضارب، ووصفها فى المشارق والمغارب، فرساننا ليوث إذا ركبت، وأفراسنا لواحق إذا طلبت، سيوفنا قواطع إذا ضربت، وليوثنا سواحق إذا نزلت، جلودنا دروعنا وجواشننا صدورنا، لا يصدع قلوبنا شديد، وجمعنا لا يراع بتهديد، بقوة العزيز الحميد، اللطيف لا يهولنا تخويف، ولا يزعجنا ترجيف، إن عصيناكم فتلك طاعة، وإن قتلناكم فنعم البضاعة، وان قتلنا فبيننا وبين الجنة ساعه، قلتم قلوبنا كالجبال، وعددنا كالرمال؛ فالقضاء لا يهوله كثرة الغنم، وكثرة الحطب يكفيه قليل الضرم، أفيكون من الموت فرارنا وعلى الذل قرارنا؟ ألا ساء ما يحكمون، الفرار من الدنايا لا من المنايا، فهجوم المنية عندنا غاية الأمنية، إن عشنا فسعيدا، وإن متنا فشهيدا، ألا إن حزب الله هم الغالبون، أبعد أمير المِؤمنين وخليفة رسول رب العالمين تطلبون منا الطاعة؟ لا سمعا لكم ولا طاعة، تطلبون أنا نسلم إليكم أمرنا، قبل أن ينكشف الغطاء ويدخل علينا منكم الخطاء.

هذا كلام فى نظمه تركيك وفى سلكه تسليك، ولو كشف الغطاء ونزل القضاء، لبان من أخطأ، أكفر بعد الإيمان ونقض بعد التبيان؟ قولوا لكاتبكم الذى رصف مقالته، وفخّم رسالته، ما قصرت بما قصدت، وأوجزت وبالغت، والله ما كان عندنا كتابك إلا كصرير باب، أو طنين ذباب، قد عرفنا إظهار بلاغتك، وإعلان فصاحتك، وما أنت إلا كما قال القائل: حفظت شيئا وغابت عنك أشياء.

كتبتَ: سيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون، لك هذا الخطاب، وسيأتيك الملك الناصر وبكتمر وعلاء الدين القيمرى وساير أمراء الشام ينفرون الإيصال إلى جهنم وبئس المهاد، وضرب اللمم بالصماصم الحداد، وقل لهم: إذا كان لكم سماحة، ولديكم هذه الفصاحة؛ فما الحاجة إلى قراءة آيات وتلفيق حكايات، وتصنيف مكاتبات، وها نحن أولاء فى أواخر صفر موعدنا الرَسْتَن وألا تعدنا مكان السلم، وقد قلنا ما حضر والسلام.

حكام آل سعود وولى العهد جارد كوشنر وآل نهيان وآل السيسى

هل فقد حكام بعض دولنا العربية آخر مايسترهم أمام العالم وأصبحوا هكذا عرايا وفقدت أمتنا بوصلتها لمعرفة أعدائها، أم جُعل على بصرها غشاوة؟! أم أنهم أبوا إلا أن يعيدوا تاريخ الأندلس وذل بني الأحمر على أيدي إيزابيلا وزوجها؟!

فها هي ملامح الذل والخزي تتجلى في الكلمة التي ألقاها ترامب على مسامع خمسين من العملاء دفعوا له نظير إهانة دينهم ورميه بالإرهاب، ليتبجح في حضرتهم متهِمًا بالإرهاب كل ما يمت للإسلام بصلة، قائلًا: «هذا يعني بأمانة مواجهة أزمة التطرف الإسلامي والإسلاميين والإرهاب الإسلامي بجميع أنواعه».

ومازال يعول هؤلاء الأذلاء على ترامب الذي لا يفتأ يجاهر بسياساته العدوانية تجاهنا، بل لا يخجل من تحقيرهم ثم فرض الإتاوات والفرمانات عليهم، فهل يعتقدون حقًا بجدوى بيعتهم لترامب ككفيل بتولي شئون المسلمين؟!

فأي صنف من البشر هؤلاء الذين وصلوا لدرجة أصبحت فيها الوضاعة والخنوع وموالاة أعداء أمتنا الذين يتسولون أموالنا هي السياسة المعتمدة لديهم لمعالجة قضايانا؟!

فيقدمون من القرابين ما يضمن إنعاش الخزينة الأمريكية ورفع الديون عن كاهل الأمريكان، ثم هم يفرضون السياسات التقشفية والخطط الاقتصادية المهلكة زعمًا منهم أنهم يريدون مصلحة شعوبهم، ومعالجة اقتصادهم، والحفاظ على سيادتهم… فأي سيادة هذه التي يتحدث عنها هؤلاء والطائرات التي تحوم فوق رؤوسنا في الشام والعراق وغزة ومصر هي طائرات صُنعت بأموالنا، وزُوِّدت بوقودنا وثرواتنا، ثمَّ هي تحمل الموت والدمار معها أينما حلت؟!

ولحفظ ماء وجه الحكومات العميلة لأمريكا أمام شعوبها، أشاع الإعلام مصطلح “صفقة القرن” لوصف التنازلات التي قدمها قادتهم إرضاءً لسيدهم الأمريكي، تلك التنازلات التي لم تشفع لهم لدى ترامب الذي أبى إلا أن يفضحهم على الملأ ويؤكد ما ذكره مرارًا وتكرارًا من سعيه في المضي قدمًا للاستفادة من أموال العرب وإرغامهم على الدفع نظير حماية عروشهم وطغيانهم.

السيسى عميل إسرائيلى وحمايته واجب وطنى صهيونى

خلال اللقاء الذي جمع السيسي بترامب في البيت الأبيض، صرّح السيسي قائلًا : «ستجدني وبقوة أيضًا داعم وبشدة كل الجهود اللي هتُبذل من أجل إيجاد حل لقضية القرن في صفقة القرن اللي أنا متأكد أن فخامة الرئيس هيتستطيع أنه ينجزها».

لتنشر في اليوم التالي (4/4/2017) صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” تصريحًا على لسان المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات خلال القمة العربية التي عقدت في الأردن لوزراء الخارجية العرب مفاده أن ترامب ملتزم بتحقيق اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين يكون له أصداء إيجابية في أنحاء الشرق الأوسط والعالم.

لعقود طويلة ظلت مشكلة «وطن بديل للفلسطينيين في سيناء» أو ما أُطلق عليه «البدائل الإقليمية لفكرة دولتين لشعبين»، تَحدِّيًا يُؤرِّق منام قادة الفكر والساسة والعسكريين داخل الكيان الصهيوني. إلا أن الحكومة المصرية لوحت بما لم يحلُم به أكثر المتفائلين جُرأة داخل الشاباك، واضعةً كل التكهنات والتخوفات طيَّ النسيان.

هذا ما نوَّهت إليه إلئيت شاحر، المراسلة السياسية لإذاعة الجيش الإسرائيلي، التي كانت أول من كشف طابع العرض الذي طرحه السيسي على عباس. وهو الأمر الذي يمكن الاستدلال عليه من خلال متابعة جذور ذلك المقترح وما آلت إليه الأمور في كل مرة يُعرض فيها.

من الملاحظ عموماً أنّ الصحف ومراكز الأبحاث الغربيّة، تبدو وكأنّها غير معنيّة بشكل جدّي، بما يدور حول الصفقة المزعومة، وذلك ربّما عائدٌ إلى افتراضين اثنين: يتمحور الأوّل في نفورها، من السياسات اليمينية لإدارة ترامب للملفات الخارجية. فيما يدور الثاني حول ما يُسمّونه بـ”أوهام” جاريد كوشنر صهر الرئيس والمبعوث الأميركيّ للسلام في الشرق الأوسط، الذي يريد لعب دور ما فيما يخصّ القضية الفلسطينية بأيّ ثمن، من باب إيجاد نصر ما خارجي له ولرئيسه.

صفقة هولاكو الأمريكى.. طبخة جديدة فى وعاء مصرى سعودى إماراتى

تجدُ “الصفقة” لنفسها أسلافاً، في خُطط ومقترحات سابقة، قام الفريق الأميركيّ بإعادة إحيائها وتقديمها وكأنّها حديثة. لعلّ من أبرز هذه المقترحات ما كان قد قدّمه غيورا آيلاند ، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، عام 2010 في دراسة نشرها “مركز بيغن-السادات للدراسات الاستراتيجيّة”.

كما أنّ “الصفقة” المزعومة يُمكن أن تجد جذوراً لها بيُسرٍ، في بعض ما قدّمه الإسرائيليون سابقاً في مفاوضاتهم، إذ تُرجع شارين ميتلمان ، عن “المعهد الأسترالي للسياسات الاستراتيجيّة”، بعضاً من جذورها إلى ما سبق أن قدّمه إيهود باراك في محادثات عامي 2000 و2001، وبالخصوص خطّة إيهود أولمرت عام 2006.

الشكل الهولامى لدولة في الضفّة الغربية

البنود التفصيلية لهذه “الصفقة” المزعومة غير معروفة بشكل دقيق، ولا يخرج كلّ ما يدور حولها عن دائرة التكهّنات أو المعلومات المُسرّبة غير الدقيقة في معظمها. أمرٌ تؤكده التصريحات الرسمية الأميركيّة، التي تصرّ على أنّ “الخطّة الأميركيّة للسلام”، ما زالت قيد التحضير، وسيُعلن عن تفاصيلها حالما تكون جاهزة.

من خلال التسريبات أو بعض التصريحات هنا وهناك، نجد رغبة “الخطّة” في تحويل الضفّة الغربية إلى ما سمّاه نتانياهو سابقاً “أقلّ من دولة” ، بمعنى تشكيل تجمّعات فلسطينية في مناطق “أ” و”ب”، بعاصمة صوريّة على أطراف القدس في أبو ديس ربّما، وهو ما يعني ضمّ مناطق “ج” إلى السيطرة الإسرائيلية.

ما يُقال حول ضمّ المناطق التي تقع عليها المستوطنات في مناطق “ج”، تعود جذوره لخطة أفيغادور ليبرمان، التي طرحها عام 2004. ضمٌّ سيكون مُقابل إزاحة أربعة أحياء من أراضي “المثلث”، القابعة خلف الجدار، وضمّها إلى الضفة الغربيّة وتسليم شؤونها إلى السلطة الفلسطينيّة، فيما يُشبه التخفّف من عبء الفلسطينيين في الأراضي المحتلّة عام 1948.

أحلام جاريد كوشنر الهلامية

في ورقة أعدّها كل من فيليب غوردن ، وبريم كومار، عن “مجلس العلاقات الخارجية” ، يقرّ الباحثان بأن كوشنر “يعيش في عالم من الأوهام”، و”يعدّ مقاربة قد تُعقّد المشاكل الحالية، أكثر من أن تحلّها”. ويضيفان بأن هذه الخطّة “المائعة” تجعل من أمر التشكيك والتساؤل حولها أمراً مشروعاً، من باب هل هدفها فعلاً “مفاوضات جدّية، أم هي لمجرّد إرضاء الرئيس ترامب، ومن ثمّ لوم الجانب الفلسطيني، وتحميله الفشل القادم لا محالة”.

يفصّل الباحثان هذه الأوهام ويقسّمانها إلى أربعة أوهام.

الوهم الأوّل بإمكانية تجاوز الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس المُعارض لـ”خطّة السلام” هذه، بأخذ الخطّة “مُباشرة إلى الشعب الفلسطيني”.

يتمحور الوهم الثاني حول فكرة أن كوشنر ومن ورائه الإدارة التي يمثّلها، في وضعٍ مناسب أكثر من سابقيهم لعقد اتفاق ما، وهو حسب تعبير الباحثين “هدفٌ من شأنه أن ينشّط ترامب أكثر من أن يحقّق سلاماً في الشرق الأوسط”.

الوهم الثالث، يتمثّل في التعويل على دول الخليج، ومصر والأردن، للمساعدة في تجاوز التحدّيات التي تواجه “مشروع السلام”.

الوهم الرابع، يوهم كوشنر نفسه ويحاول إيهام الآخرين بأن “الفلسطينيين يمكن شراؤهم بمساعدات اقتصادية كتعويضٍ عن الخسارات السياسية”.

وتساءل الصحافي البريطاني روبرت فيسك في مقاله بصحيفة “إندبندنت” قائلا: “ألم تتبق إهانة لم توجه للفلسطينيين؟”.

ويضيف في المقال ؛ بعد أوسلو، وبعد “حل الدولتين”، وبعد سنوات من الاحتلال الإسرائيلي، وبعد الاستيطان اليهودي الواسع الذي سرق أراضي الملاك العرب، وبعد القتل الجماعي في غزة وقرار ترامب بأن القدس؛ كل القدس هي عاصمة إسرائيل، “يُطلب من الفلسطينيين التسوية وحل النزاع بالمال وقرية بائسة؟ الم يبق هناك حياء؟”.

ويقول: “بالنسبة للفلسطينيين؛ فإنهم سيحصلون قريبا على “صفقة القرن”؛ الصفقة الكبرى. وهي مثل سابقتها نهائية وأبدية وشاملة وبدون أوراق. لعب ومال.. خذوها أو اتركوها، وإن لم تفعلوا فاذهبوا للجحيم، استسلموا أو كفوا، هذه صفقة نهاية اللعبة. وهي عبارة عن قرية يرثى لحالها كعاصمة (أبو ديس)، وبدون نهاية للاستيطان، ولا أمن أو جيش، وبدون استقلال أو حدود ولا وحدة مقابل الحصول على مبلغ ضخم من الدولارات واليورو وملايين الجنيهات وملايين الدنانير والشيكلات..”.

ويضيف: “ألم يلاحظ أن الفلسطينيين الذين تظاهروا وعانوا خلال السبعين عاما الماضية لم ينظموا أبدا احتجاجات يطالبون فيها بتحسين الشوارع والطرقات ومناطق حرة ومطار جديد؟ هل يعتقد أن الغزيين زحفوا نحو السياج الحدودي القاتل لأنهم يطالبون بإنشاء وحدات للولادة؟ كيف يقوم بإحراج كل الأمة العربية عندما يقترح أن حريتهم وسيادتهم واستقلالهم وكرامتهم والعدالة والوطن هي مجرد كلام ساسة؟ ألا يوجد أي نهاية لكل هذا الجنون؟”.

ويعتمد كل هذا الهراء، يضيف فيسك، “على ثروات السعودية التي يناقش ولي عهدها الأخرق مع والده الملك أنه لا يريد التخلي عن المبادرة العربية التي تدعو لدولة فلسطينية عاصمتها القدس، وعلى الملك عبدالله الثاني الضعيف الذي فرض صندوق النقد الدولي عليه معاناة اقتصادية أدت لشغب غير مسبوق وسقوط الحكومة، وتعتمد على مصر ومارشالها/رئيسها الذي سيكون سعيدا بفرض القانون والمنافع الاقتصادية التي سيجنيها على الحدود المصرية مع غزة”.

النصر قادم لا ماحلة

إن ما يمر به المسلمين اليوم فى شتى بقاع الأرض من محن وكرب واضطهاد وتعذيب وحرق وتهجير ما هو إلا مقدمة لنصر قادم من الله لا محالة فالناظر الى التاريخ يعلم أنه حين تشتد المحن ويزداد البلاء فإن ذلك يدل على أن النصر قد دنى واقترب ولما لا وقد قال الله تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} [ يوسف:110] تأملوا  إخوانى الكرام تلك الآية العظيمة ؛ إنها لصورة رهيبة، ترسم مبلغ الشدة والكرب، والضيق في حياة الرسل، إنها ساعات حرجة، ينتفش فيها الباطل ويطغى، ويبطش ويغدر، والرسل ينتظرون وعد الله لهم بالنصر فلا يأتى حتى يظن رسل الله أنهم قد كذبوا وهنا يأتيهم الله بوعده الذى وعدهم اياه وتدور الدائرة على المجرمون وتنقلب كل مكاسبهم الى خسائر ؛ نعم أخى فى الله هو وعد من الله للرسل بالنصر وهو محقق لا محالة .
وقد ساق لنا القرأن الكريم آية أخرى فى كتاب الله تعالى فى غاية الروعة قال تعالى: {أَمْْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاءء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ} [البقرة:214].
تأملوا أحبائى المناضلون أصحاب القلم تلك الآية الكريمة لتعلم أن ما نحن فيه اليوم إنما هو أختبار من الله تعالى لنا كما كان أختبار للذين من قبلنا والناظر الى كلمة ( زُلْزِلُواْ ) يعلم مدى البلاء والمحن الذي تعرض له الذين سبقونا ؛ حتى الرسل صلوات الله تعالى عليهم أجمعين يقولون
( مَتَى نَصْرُ اللّهِ ) من شدة البلاء والمعاناة ؛وعندما تثبت القلوب في مثل هذه المحنة المزلزلة، عندئذ تتم كلمة الله، ويجيء النصر من الله، {أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ}،
وليس نصر الله للرسل وحدهم إنما النصر للمؤمنين عامة وعدا من الله ؛ قال جل شأنه : ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51) ) ( غافر ) .
نعم النصر أيضا للذين أمنوا في الحياة الدنيا فلا تتعجلوا ولا تيأسوا ولا تقنطوا من روح الله .

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى