تقارير وملفات إضافية

هل سينقرض الحاسوب المحمول؟ حقيقة تخلي مايكروسوفت عن عملائها القدامى وتعريض بياناتهم للخطر

كان إعلان شركة Microsoft بأنّها ستُنهي دعمها لمُستخدمي نظام تشغيل ويندوز 7 إعلاناً مُثيراً للقلق. 

ونصحت الشركة بأنّ المهام اليومية المُهمة، مثل الخدمات المصرفية الشخصية، والتسوّق عبر الإنترنت لن تعود آمنةً للمستخدمين عبر حواسيب ويندوز العتيقة التي صارت أكثر عرضةً لخطر المُخترقين الآن.

ومن الصعب تحديد أعداد الناس الذين سيتأثّرون بهذا القرار، لكن التقديرات تُشير إلى أنّ أعدادهم ستتجاوز مئات الملايين، حسبما ورد في تقرير لمجلة The National Interest الأمريكية. 

وتنصح الشركة الأمريكية بترقية نظام التشغيل على الفور، أو شراء حاسوبٍ محمول جديد لأنّ الحاسوب القديم قد يكون أبطأ من أن يعمل بكفاءة -أو لن يعمل من الأساس- مع نظام تشغيل ويندوز 10، وهي التكلفة التي لن يستطيع الكثيرون تحمُّلها.

وحين تعمّقت في المسألة، وجدت أكثر من 100 خبير يُشيرون إلى أنّ عملية الترقية إلى أنظمة التشغيل الجديدة هي عمليةٌ مُرهقة للمستخدمين. لدرجة أنّ أحدهم وصفها بعملية تعذيب. وافترضت غالبية أولئك الخبراء أنّ القلق يُمثّل جزءاً من العملية، وقدّموا نصائحهم لتجاوز أو تقليل هذا القلق.

ولكن هل عليك أن تشتري حاسوباً محمولاً جديداً، أم هل حان وقت الانتقال إلى جهازٍ جديدٍ كلياً؟ ربما تُقنِعك شركة Microsoft بأنّ ويندوز 10 هو آخر إصدار من نظام تشغيل ويندوز، وأنّها ستُواصل تحسين تجربتك باستمرار، بدلاً من إطلاق إصدارات جديدة.

ولا شكّ أنّ هذه المشكلة لا تقتصر على مالكي حواسيب ويندوز الشخصية والمحمولة فقط. 

إذ تُعاني أنظمة تشغيل أندرويد وآبل أيضاً عند الترقية إلى إصدارات جديدة، مع إعلانات دورية بتوقّف الدعم والترقيات الأمنية للإصدارات الأقدم، إلى جانب التحذيرات من أنّ الإبقاء على أنظمةٍ قديمة يُعرض أمنك عبر الإنترنت للخطر. أي أنّك -المستخدم- ستتحمّل اللوم وحدك بكل بساطة في حال سرقة حسابك المصرفي.

وصحيحٌ أنّ الباحثين والمخترقين يعثرون على ثغراتٍ أمنية باستمرار داخل الأجهزة القديمة، إذ أظهرت الأبحاث أنّ المُهاجمين يعثرون على الثغرات الأمنية أكثر في أكواد البرمجة المألوفة الأقدم.

غير أن القول إنّ الأنظمة القديمة لا يمكن حمايتها هو قولٌ يُثير الهلع لأغراضٍ تسويقية، إذ تُسوّق الشركات الثرية الضخمة لهذه الفكرة، رغم امتلاكها ما يكفي من الموارد لإصدار تصحيحات للأنظمة القديمة (باتش) والحفاظ على أمنها. 

لكن وقف الدعم يخلق حالةً من الخوف، وينتهي المطاف بالمستخدمين السعداء بأجهزتهم القديمة إلى شراء أجهزةٍ ونسخ برامج جديدة.

وفي الكثير من الحالات، يبدو أنَّ هذا الأمر يُقنع الناس بتنفيذ قفزة الثقة وشراء حاسوبٍ محمول جديد. 

وهناك أدلةٌ بالتأكيد على ارتفاعٍ طفيف في مبيعات الحواسيب الشخصية والمحمولة، لكن بعض الناس هجروا سوق الحواسيب المحمولة بالفعل.

أظهر البحث تراجع ملكية واستخدام وأهمية الحواسيب الشخصية والمحمولة على مدار السنوات الثلاث الماضية، لتحل محلها الهواتف الذكية. 

ووجد استطلاعٌ أُجرِيَ لمستخدمي الإنترنت أنَّ 15% فقط من مستخدمي الحواسيب المحمولة يعتقدون أنَّ الحاسوب المحمول هو أهم الأجهزة التي يستخدمونها للوصول إلى الإنترنت، بعد أن وصلت النسبة إلى 30% عام 2015، في حين يعتقد 66% أنّ هواتفهم الذكية هي الأكثر أهمية، مقارنةً بنسبة 32% عام 2015.

ودفع ذلك ببعض المُعلّقين إلى التنبُّؤ بنهاية الحواسيب المحمولة قريباً، بسبب تفضيل الشباب للأجهزة التي يحملونها في جيوبهم، واعتيادهم على استخدامها. لكن الاستطلاع الذي أجرته شركة Ofcom البريطانية عام 2017 وجد ارتفاعاً قياسياً في أعداد مُستخدمي الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية من كبار السن.

وحتى إن كُنت من مُحبّي لوحات المفاتيح فأنت لست بحاجةٍ إلى حاسوبٍ محمول أو شخصي، بفضل ظهور لوحات مفاتيح أفضل للأجهزة المحمولة، وانتشار المنتجات البديلة مثل الأجهزة اللوحية الهجينة (مع لوحات مفاتيح) والأجهزة القابلة للطي.

وبصرف النظر عن تلك التفضيلات، فهناك أسبابٌ تُشجّع على عدم الاستسلام لترقية نظام تشغيل ويندوز 10 الجديد وإنفاق ثروةٍ صغيرة من أجل شراء حاسوبٍ محمولٍ جديد. وليست أقلها حقيقة أنّ نظام التشغيل الجديد له أخطاؤه البرمجية ومشكلاته الأمنية.

ففي الواقع، وجدت وكالة الأمن القومي الأمريكية مؤخراً خللاً شديد الخطورة لدرجةٍ دفعتها إلى إصدار تحذيرٍ علني.

لذا، هل أنت بحاجةٍ إلى الترقية؟ ربما سيكون من الحكمة أن تنتظر لترى كيف ستسير الأمور. إذ إنّ هناك أجهزةً أخرى يُمكن أن تساعدك في إنهاء معاملاتك المصرفية عبر الإنترنت، وغيرها من المهام الحساسة والضرورية. وحاسوبك المحمول القديم سيكون مناسباً فقط للمهام التي تنطوي على مخاطر أمنية. 

إذ يُمكنك أنّ تُوفّر أموالك لإنفاقها في شيءٍ آخر، بدلاً من أن تذهب إلى جيوب صُنَّاع الحواسيب المحمولة. 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى