ثقافة وادب

جريمة قتل في مدينة لم تشهد حادثة واحدة منذ 40 عاماً كانت سبباً في وقف توغل الموساد.. عملية ليلهامر

بعد أولمبياد 1972، وبينما قام أفراد منظمة أيلول الأسود بتنفيذ عملية ميونيخ، التي اقتحموا فيها مقر البعثة الرياضية الإسرائيلية لأولمبياد الألعاب الصيفية، احتجزوا 11 رياضياً للضغط على إسرائيل في مقابل إطلاق سراح 232 معتقلاً فلسطينياً، قررت إسرائيل الانتقام بسلسلة عمليات من بينها عملية ليلهامر.

كانت عملية ليلهامر واحدة من سلسلة عمليات أطلق عليها الموساد
الإسرائيلي عمليات غضب الرب، لينتقم لما حدث في ميونيخ الألمانية، التي استضافت
حينها أول محفل رياضي في البلاد بعد انهيار الحكم النازي.

استهدفت مجموعة العمليات كل المشتبه بوقوفهم خلف تنفيذ عملية
ميونيخ، فكان المترجم الفلسطيني وائل زويتر ومحمود همشري، والقيادي حسن سلامة.

وكحال جملة العمليات التي تبعت ميونيخ، كان الهدف الانتقام، تلقى
الموساد معلومات تفيد بأن حسن سلامة مدبر عملية ميونيخ يختبئ بالنرويج، رغم أن هذه
المعلومات الزائفة كان قد روج لها حسن سلامة بنفسه كنوع من إبعاد الشبهات عن مكانه
الحقيقي.

دخلت فرقة تابعة لجهاز المخابرات الإسرائيلي، لتنفيذ عملية اغتيال
سلامة، ولسوء الحظ ثمة رجل يحمل ملامح قريبة لملامح وجه سلامة، اسمه أحمد شيقي،
وبدلاً من اغتيال سلامة أطلقت المجموعة النار على الشيقي الذي كان يعمل نادلاً في
أحد مطاعم مدينة مدينة ليلهامر، بالنرويج وأردته قتيلاً.

كان لعملية اغتيال سلامة الفاشلة أثرها على الموساد، فقائد العملية المتباهي بنفسه ظن أنه حدد هدفه بدقة متناهية، وأنه على وشك اغتيال العقل المدبر لميونيخ، لكن الأمور آلت لوضع سيئ، فمدينة ليلهامر لم تكن شهدت عملية قتل منذ أربعين عاماً كاملة.

تلك المدينة الهادئة التي تستطيع التعرف فيها على الغرباء بسرعة
شديدة، لاحظ السكان جميعهم هذه الدستة من الغرباء التي وصلت المدينة لتنفيذ عملية
الاغتيال واغتالت بوشيقي في العلن.

ليتم القبض على 6 منهم، ويدلوا باعترافات كاملة مخزية عن أنشطة
الموساد وأساليب الاغتيال التي ينتهجها لتصفية كل من كان له علاقة بالعملية التي
وقعت في ألمانيا

كان القتل عن طريق الخطأ هو الوحيد الذي أوقف سلسلة الاغتيالات
التي قد قرر الموساد القيام بها

إذ ضغطت الدول الأوروبية على غولدا مائير، أن توقف برنامجها السري،
وبعد تصعيد صاحب عملية النرويج، رضخت للضغوطات، لكن النيل من سلامة ظل هدفاً أمام
أعين الموساد.

تجمد نشاط خليّة “غضب الله” لـ6 سنوات، وفي العام 1979، عادوا
بعملية أسدلت الستار على ميونخ وما تبعها، اغتيل سلامة في بيروت بسيارة مفخّخة
وضعت في طريقٍ كان يتردد عليه، ومع كل الاغتيالات هذه، لم يتمكن الموساد في
النهاية من قتل الـ3 المشاركين في العملية ذاتها إذ فشلت محاولات اغتيال محمد
داوود عودة، وصلاح خلف “أبو إياد”، وعاطف بسيسو.

وأنتجت العديد من الأفلام حول عملية ميونخ، لكن أبرزها كان Munich المنتج عام 2005، للمخرج الأمريكي ستيفن سبيلبرغ، والذي قام بأداء
أدوار البطولة فيه إيريك بانا ودانيال كريغ وسياران هيندز.

هذا الموضوع يأتي ضمن سلسلة يستعرض “عربي بوست” من خلالها أحداث
أشهر العمليات الاستخباراتية في منطقة الشرق الأوسط، والعالم.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى