ثقافة وادب

تعرَّف على القاتل المتسلسل جاري ريدجواي الملقَّب بـ«سفاح النهر الأخضر»

بدأت قصة القاتل المتسلسل جاري ريدجواي في يوليو/تموز من عام 1982 عندما عثر على جثة طافية في النهر الأخضر بمقاطعة كينغ، في ولاية واشنطن.

كانت الضحية “ويندي كوفيلد” البالغة من فقط العمر 16 عاماً، وكانت هذه بداية لواحدة من أشهر قضايا القتل المتسلسل في أمريكا والعالم آنذاك.. قضية برز فيها مكان أول جريمة للدلالة على هوية الجاني المجهول، الذي سمّته شرطة الولاية “قاتل النهر الأخضر”.

وُلد جاري ريدجواي في فبراير/شباط عام 1949 في مدينة سولت ليك بولاية يوتاه، وكان الابن الأوسط لماري وتوماس نيوتن ريدجواي، وكانا أبوَين من الطبقة المتوسطة، غلبت على حياتهما الخلافات، كان الصوت الأعلى فيها للأم.

من سن مبكرة، كان جاري يعاني مع مشاكل التبول اللاإرادي، وجراء هذا كانت الأم دائماً تعنف الفتى وتقوم  بتنظيفه بشكل مُهين، وهو ما خلق لديه نوعاً شاذاً من التعلق بأمه وكرهها في الوقت ذاته.

وفي عمر 11 عاماً انتقل من ولاية يوتاه إلى عالم جديد تماماً في ولاية واشنطن، التي ستشهد كل جرائمه.

وفي أثناء دراسته الثانوية بدت عن جاري ريدجواي أولى علامات الاضطراب عندما اصطحب صبياً صغيراً عمره 6 سنوات إلى إحدى الغابات المتطرفة، وقام بطعنه مرتين، ولكن الفتى نجا بأعجوبة، ولاحقاً أخبر الشرطة بأن آخر كلمات الشخص الذي طعنه –لم يستطِع الإدلاء بأوصاف جاري لصغر سنه- كانت: “لطالما أردت أن أعرف شعور أن تقتل أحدهم”.

في أواخر الستينيات، وتحديداً عام 1969 عقب انتهائه من دراسته الثانوية أجرى جاري ريدجواي اختبارات في البحرية الأمريكية للالتحاق بقوات الجيش الأمريكي في حرب فيتنام، وقبل ذهابه تزوج حبيبته من المدرسة الثانوية، وقرر أن يقوم بإنهاء مدة خدمته ويعود لحياة طبيعية.

لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، فبعد عدة أشهر من ويلات الحرب في مستنقع فيتنام الذي عانى مع الجيش الأمريكي بدأ ريدجواي في التعامل مع فتيات الليل في فيتنام، واستسلم لهواجسه الجنسية حتى إنه أدمن الجنس مع بائعات الهوى وأصيب بعدوى مرض السيلان الجنسي مرتين أثناء مهامه القتالية هناك.

بعد عامين أو أكثر عاد ريدجواي إلى أمريكا ليجد أن زوجته صغيرة السن – 19 عاماً آنذاك – قد نسيت زواجها، وقابلت شخصاً آخر غيره، وانتهت الزيجة بشكل بائس، مما زاد من اضطراب جاري ريدجواي.

في عام 1972 تزوج جاري ريدجواي للمرة الثانية من مارسيا وينسلو، وأنجب طفلاً، وحاول بشكل جديّ أن يتخلص من هواجسه، وبدأ في الالتحاق بإحدى الكنائس المحلية وعمل في مجال التبشير بالدين المسيحي من خلال زيارة المنازل، وأجبر زوجته على حضور القداسات في الكنيسة والالتزام بتعاليم الدين.

ولكن على النقيض؛ كان يبدي سلوكاً غريباً في الوقت ذاته، فكان يتعامل مع زوجته مثلما يعامل فتيات الليل، بل كان يطلب منها أحياناً أن يعاشرها في الأماكن المفتوحة والخلوات الخفية.

وبعد جراحة في المعدة استطاعت زوجته الثانية أن تفقد ما يقرب من نصف وزنها، مما جعلها تبدو أكثر جاذبية لرجال آخرين، وهو ما دفع جاري ريدجواي  إلى الهواجس بل إلى حافة الجنون، وبدأت الزوجة في المعاناة من تعنيف ريدجواي وضربه لها.

في بداية الثمانينيات كان جاري ريدجواي قد بدأ يخطط لحياته السرية، فمع فشل زيجته الثانية، وشعوره بالاضطراب، والانجذاب الجنسي تجاه بائعات الهوى؛ بدأ في حملاته الليلية في أماكن تجمعات بائعات الجنس لالتقاط ضحاياه.

بين أعوام 1982 و1998 قام جاري ريدجواي بقتل ما يقرب من 48 فتاة ليل بعد معاشرتهن جنسياً والتخلص من جُثثهن بإلقائها في النهر الأخضر الشهير في مقاطعة كينج بولاية واشنطن بدون أن يقع في قبضة أجهزة الأمن بشكل نهائي.

ففي عام 1983 قامت الشرطة والمباحث الفيدرالية باعتقاله بعدما شوهد وهو يتردد على أحد أركان المقاطعة، حيث ينتشر وجود فتيات الليل، واستجوبته الشرطة، حتى إنه خضع إلى اختبار كشف الكذب، واستطاع ببراعة أن يتخطاه، ولم يُتهم رسمياً بأية جرائم، بخلاف تعثر التقنيات المعملية الجنائية آنذاك، التي لم تكن بالتطور لتثبت على ريدجواي جرائمه.

في بدايات عام 2001 وبعدما ظلت جولات القتل تروِّع الكثيرين من المرتحلين ليلاً وتحديداً النساء في مقاطعة كينغ، ألقي القبض على ريدجواي بتهمة ممارسة الدعارة أثناء استمالته لضحية جديدة، وبعدها فوراً فتح ملف القضية للتحقيق مرة أخرى، ولكن تلك المرة استطاعت جهات التحقيق أن تحصل على عينة من الحمض النووي للقاتل، وأثبتت جرائم القتل عليه.

وفور مواجهته بالنتائج، اعترف جاري ريدجواي بقتل ما يقرب من 70 امرأة أغلبهن من فتيات الليل أو العابرات ليلاً، ووافق على الاعتراف بجرائمه في مقابل ألا يُعدم.

ومن عام 2001 إلى 2003 كان ريدجواي يدلي بمعلومات كاملة ومفصلة حول جرائمه وأماكنها وحتى أماكن دفنه لبقايا ضحاياه التي وصل عددهن إلى 70 فتاة، وبنهاية التحقيقات والمحاكمة حُكم على جاري ريدجواي بـ48 حكماً مؤبداً بدون إمكانية إطلاق سراح في أحد سجون واشنطن مشددة الحراسة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى