آخر الأخبار

قيود صارمة ضد الأجانب، وحبس الدبلوماسيين بمجمّعاتهم.. تدابير غير مسبوقة في كوريا الشمالية لتجنُّب كورونا

اتخذت كوريا الشمالية إجراءات “غير مسبوقة” في مواجهة فيروس
كورونا المستجد، تضمنت حظراً صحياً مدته شهر لمن يشتبه في إصابته، وحبس
الدبلوماسيين الأجانب بمجمّعاتهم، وإطلاق مكبرات الصوت في الشوارع للتحذير من
مخاطر الفيروس.

في حين تطالب وسائل الإعلام الحكومية بـ”الطاعة المطلقة”
للسلطات الصحية، في الوقت الذي تحاول فيه الدولة التي تحيط جميع شؤونها بالسرية
التامة، حمايةَ نفسها من الفيروس الذي ظهر بالصين المجاورة لها، وفق تقرير نشره
موقع صحيفة Daily Mail البريطانية.

سياق الخبر: تأتي خطوات المواجهة التي تتبناها كوريا الشمالية لمواجهة كورونا، في ظل انتشار الفيروس بشكل واسع حول العالم دون قدرة المنظمات الدولية على إيجاد علاج مناسب وفعال بشكل سريع للفيروس حتى الآن، ويخضع الوافدون الجدد إلى البلاد من الخارج لـ30 يوماً من الحجر الصحي، وتُجري السلطات فحوصاً طبية من الباب إلى الباب، في “حملة مكثفة لمكافحة الفيروس”.

تزعم كوريا الشمالية أنها الجارة الوحيدة للصين التي ليست لديها ولو
حالة إصابة واحدة.

قيود صارمة ضد الأجانب: فقد خضع جميع المقيمين بالبلاد للحجر
الصحي في مجمعاتهم منذ بداية شهر فبراير/شباط.2020

في حين لا يُسمح للدبلوماسيين في بيونغ يانغ ولو بالتجول حتى في
المدينة، في وضعٍ وصفه السفير الروسي بأنه “يسحق الأخلاق والأعراف”.

السفير الروسي ألكسندر ماتسيغورا قال لوكالة أنباء TASS الروسية، إن السفارة “تُركت من دون حتى بريد دبلوماسي… ولم
نتمكن من الحصول على الأدوية والإمدادات اللازمة لمركز الإسعافات الأولية
لدينا”.

إلى ذلك يُسمح للموظفين فقط بمغادرة المبنى -الذي يحظى بموقع رئيسي في
بيونغ يانغ بالقرب من مجمع قيادة حزب العمال الكوري الحاكم- لنقل القمامة إلى مكبّ
النفايات، ليأتي “متخصصون كوريون في جمع النفايات، لتطهير حاوية النفاية على
أبواب السفارة”.

قيود أخرى على دور العبادة: “صار محظوراً
علينا الذهاب إلى الكنيسة الأرثوذكسية في المدينة وصالة التايكوندو وحلبة التزحلق
على الجليد وحمام السباحة، وكذلك دروس اللغة الكورية والرسم. قد تبدو هذه الأشياء
تافهة، لكن حياتنا اليومية هنا مصنوعة منها”.

السفير الروسي ألكسندر ماتسيغورا أضاف أن العمل الدبلوماسي عُلِّق
فعلياً، ولم تعد هناك أي اجتماعات أو محادثات أو مفاوضات مباشرة مع المسؤولين
الكوريين الشماليين أو في السفارات الأخرى، وبات التواصل مع السلطات مقتصراً على
المكالمات الهاتفية أو المذكرات الرسمية التي تُوضع في صندوق بريد خاص.

قال إن فقط بلداً “فريداً من نوعه” مثل كوريا الشمالية،
يمكنه اتخاذ مثل هذه القرارات لمعالجة “مشكلة ذات أهمية على المستوى
الوطني” والمضي في تنفيذها، واصفاً الوضع بأنه “غير عادي”. كما أنه
“من الناحية المادية، فإن الحجر الصحي الذاتي مكلِّف للغاية بالطبع للدولة
الكورية”.

لكنه أشار إلى أن البلاد ستكون على استعداد دائماً لدفع هذا الثمن،
قائلاً: “من المهم أن نفهم أن قضايا أمن الدولة وأيديولوجية وكرامة البلاد،
وفقاً للفهم الكوري الشمالي لها، بالطبع تسود دائماً وبلا أي شك، على أي اعتبارات
اقتصادية”.

أضاف أن أولئك الذين يتوقعون أنَّ فرض عقوبات على كوريا الشمالية
سيجبرها على تقديم تنازلات بشأن ترسانتها النووية -المفاوضات بين بيونغ يانغ
وواشنطن في طريق مسدود حالياً- عليهم أن يدركوا هذا الواقع.

العودة للوراء قليلاً: كان فيروس كورونا المستجد والمعروف علمياً
باسم فيروس “كوفيد 19″، قد ظهر أول مرة في مدينة ووهان بوسط الصين،
وانتشر منذ ذلك الحين في جميع أنحاء العالم، ليودي بحياة أكثر من 2700 شخص.

إلى ذلك شهدت كوريا الجنوبية تصاعداً سريعاً في عدد الحالات المصابة
بالفيروس خلال الأيام الأخيرة، لتصل إلى أكثر 1100 إصابة، وهو ما يجعلها البلد
الثاني في عدد الإصابات بعد الصين.

لكن بيونغ يانغ تؤكد أنها الدولة الوحيدة من الدول المجاورة للصين
التي لم تشهد أراضيها ولو حالة إصابة واحدة.

يشك المراقبون في ذلك، لكن ومع ذلك فإن الناطق باسم حزب العمال الكوري
الشمالي الحاكم أخذ يحث المواطنين على إبداء “الطاعة المطلقة” للتعليمات
الصادرة من السلطات الصحية ومؤسسات الدولة.

الناطق باسم حزب العمال الكوري الشمالي الحاكم قال: “يجب أن نضع
في اعتبارنا أن أي لحظة تقاعس أو رضا عن النفس قد تودي بنا إلى عواقب وخيمة لا
رجعة فيها؛ ومن ثم يجب الحفاظ دائماً على حالة تأهب عالية”.

إجراءات التوعية: تجوب شاحنات تحمل مكبرات صوت في جميع
أنحاء البلاد؛ لتوجيه مواطني كوريا الشمالية إلى قواعد وممارسات النظافة الصحية.

في حين يقول دبلوماسيون إن إجراءات الحجر الصحي التي تتَّبعها كوريا
الشمالية “غير مسبوقة”.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، حذَّرت السلطات الكورية الشمالية
المواطنين من “عواقب وخيمة” إذا شهدت البلاد ولو حالة إصابة واحدة
بفيروس كورونا المستجد، وأخذت توصي الناس بتجنب التجمع في الأماكن العامة، وحتى
المطاعم.

الناطق باسم الحزب الحاكم قال: “إن الجلوس إلى طاولة واحدة وتناول
الطعام وتحدث بعضكم إلى بعض مباشرة، يمكن أن يصبح بحدّ ذاته مجال الانتشار الأساسي
للمرض المعدي”.

وعلى الرغم من ذلك، فإن مهام الدولة -على ما يبدو- لا تخضع لمثل هذه
القيود: فقد التُقطت، يوم الأربعاء، صورٌ لعشرات من مسؤولي “مجلس الشعب
الأعلى” (البرلمان) وهم يصطفون لزيارة مسقط رأس الزعيم الكوري الشمالي السابق
كيم جونغ إيل، والد وسلف الزعيم الحالي كيم جونغ أون، في جبل بايكتو، وارتدى جميع
المسؤولين الأقنعة الطبية.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى