آخر الأخبارتحليلات

سلفية مبتدعة ج2

حقيقة السلفية المبتدعة

بقلم المحلل السياسى

شوقى محمود

فيينا – النمسا

السبت 9 مايو 2020

في الجزء الأولي تناولت الخصائص المميزة للطائفة المنصورة من أهل السنة والجماعة، وأهمها التمسك بالكتاب والسنة قولا وعملا، والأخذ بكل ما فيهما (شمولية الإسلام)… ثم تعرضت لحقيقة فهم السلف الصالح وطبيعة المنهج السلفي، وبينت الخلل في فهم الشرك والتوحيد عند دعاة السلفية المبتدعة، وأوضحت كذلك بدعية تسمية أحد الأفراد بالسلفي أو تسمية بعض الجماعات بالسلفيين!!
…………………………………………………
وقد أعد الشيخ محمد سرور دراسة وثائقية هامة بعنوان {السلفية بين حزب الولاة والغلاة} أوضح فيها حقيقة السلفية المبتدعة، أو كما يطلق عليهم (حزب الولاة) فيقول: “ليس في إطلاق هذه التسمية أي تجني عليهم، ومن يعد رسائلهم وأشرطة محاضرتهم يجد أن أهم ما يجتمعون عليه ويفاضلون من أجله: مسألة الولاء التام والانقياد الكامل لما يسمونهم ” ولاة أمور المسلمين”، وقد يتفقون مع غيرهم في جميع أمور الاعتقاد ويختلفون معهم في هذه المسألة، فيخاصمون من أجلها أشد المخاصمة ويصبح عندهم مبتدعا وهجره واجب”!!

وعن تسميتهم بالحزب يقول الشيخ سرور: “أما إنهم حزب -مع أنهم يحاربون الأحزاب ويرونهم ابتدعا في الدين -أي يرون العمل الإسلامي من خلال جماعة تنظيمية بدعة- فهذا أيضا حقيقة، وما الحزب إلا قاعدة وقيادة ومنهج وأهداف، وهم كذلك.. ولا يغير من الحقيقة شيئاً عدم اعترافهم بالأحزاب أو اختلاف أهدافهم ووسائلهم عن أهداف ووسائل الأحزاب الأخرى، وأهم ما يميزهم عن غيرهم طبيعتهم العشوائية في العمل ، فهم حزب فوضوي لا ينضبط أعضاؤه إلا في مسألة الولاء لصاحب الأمر والنهي والسلطان”!!
وعن ظروف نشأة “حزب الولاة” يوضح الشيخ سرور ذلك فيقول: “ظهر هذا الحزب فجأة بعد حرب الخليج الثانية، وبعد ولادة ما يسمى بالنظام العالمي الجديد الذي انفرد الأمريكان بقيادته، وبعد أن أصبحت هذه القيادة الأحادية لا تخشى من الحديث عن أهدافها الرامية لإخضاع المنطقة لسيطرتها الكاملة، وإنها لن تقبل بعد الآن منافساً لها كما كان الحال أيام الحرب الباردة، كما أنها لم تقبل المساس بوكلائها اليهود وستمنحهم دورا قيادياً متميزاً بعد فرض ما يسمونه بالسلام على الحكام العرب الذين لا هم لهم إلا المحافظة على كراسي الحكم، ولو كان ذلك على جماجم شعوبهم”، ويضيف قائلا: “وما يعلمه الأمريكان بالضرورة أن الإسلاميين وحدهم سيقاومون هذه الأهداف بما يتيسر لهم من إمكانيات، وأنهم لم ولن يستسلموا بحال من الأحوال”. ويستطرد سرور فيقول: “إذاً هم الإسلاميون أعداء النظام العالمي الجديد، وهم الإرهابيون والأصوليون!! ولا بد من تعبئة الرأي العام العالمي ضدهم، ولابد من استخدام كافة الأسلحة في حربهم وفي اجتثاث شأفتهم، ومن أخطر هذه الوسائل وأشدها فتكا شق الصف الإسلامي من داخله”!!

ويضع الشيخ النقاط على الحروف فيقول: “وإن أكثر ما يثير أمريكا ووكلاءها ويزعجهم اكتشافها هذا التيار المتميز من العلماء وطلبة العلم الذي ترددت أصداؤه في جميع أنحاء العالم الإسلامي وخاصة قبيل وأثناء حرب الخليج الثانية، هذا التيار السلفي الذي يرفع لواء الدعوة الإسلامية بمفهومها الشمولي والمتحرر من التبعية للظلمة والدفاع عن نقائصهم والتستر على مخازيهم، وأبرزها سعيهم الحثيث لإرساء جذور العلمانية وموالاتهم أعداء الله”!!

ويربط الشيخ سرور ما سبق بحزب الولاة فيقول: “هذا التيا، أو قل هذه النهضة -باستقلاليتها ومفهومها الشمولي وطرحها الجاد- أرعبت الذين يتاجرون بهيكل الدعوة السلفية الذين جردوه من روحه، وحنطوه ووضعوه في خزانة للعرض فقط”!!

فلابد إذن لمحاربه هذه النهضة من اللجوء إلي رفع الراية نفسها التي اجتمع عليها أيضا هذا التيار-على طريقة أصحاب الأهواء في استغفال جماهير الناس- وسحب البساط من تحت أقدام من يجتمعون عليهم ويثقون فيهم !! وهي لعبة مكشوفه وإن أحدثت شيئا من البلبلة والتشويش، لكن أمرها إلى زوال إن شاء الله”.

إذن أهم ما يميز السلفية المبتدعةــ أو حزب المولاة ــ موالاتهم للحكام الطغاة الذين يحكمون بلاد المسلمين ويسمونهم (ولاة الأمور)… مع إنهم مستبدلون لشرائع الإسلام بحثالة أفكار ونظريات البشر المتهالكة.. وهؤلاء الطواغيت محاربون أولياء الرحمن ولا تمثل عداوتهم لأشد الناس إجراما مثل عداوتهم لعباد الله الصالحين ومع ذلك يتخذ أقطاب ودعاة السلفية المبتدعة ــ حزب الولاة ــ هؤلاء الحكام الطواغيت أولياء من دون المؤمنين والله تعالى يقول: (يأيها الذين أمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق)، وروي البخاري في صحيحة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله علية وسلم “من عادي لي ولياً فقد آذنته بالحرب”، وفي رواية ميمونة رضي الله عنها: “من آذى لي وليا فقد استحل محاربتي”، وللحديث طرق كثيرة وروايات متعددة.

ونسأل -ويسأل معنا كل من اتخذ طريق الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح منهجا وحيداً- إذا كان الله تعالى قد توعد من أذى له ولياً واحداً بالحرب ـ ومن حارب الله فقد تعرض لهلاكه ـ فكيف بمن آذي جمهور أولياء الله من العلماء والدعاة وعامة المسلمين ؟!

كيف بمن وضع هؤلاء العلماء الصالحون الذين جاهدوا ويجاهدون من أجل أن يكون الدين كله لله في مرتبة أدني من اليهود والنصارى؟ّ!
كيف بمن يعتقد أن هؤلاء الثلة المؤمنة أضر على الدين والوطن من الكفار؟! كيف بمن والى الظالمين والطغاة وانحاز إليهم في حربهم المستعرة على أولياء الله وحملة راية الهدى والصلاح؟!

ولكن أصحاب السلفية المبتدعة ـ حزب الولاة ـ فعلوا أكثر من ذلك بعد أن تخندقوا مع الطغاة (ولاة أمورهم ) في خندق واحد ضد عباد الله الصالحين!!

رموز السلفية المبتدعة

ربيع بن هادي المدخلي

دعاة السلفية المبتدعة منتشرون في كل مكان.. أما أشهر رموزهم فهم:
1: ربيع بن هادي المدخلي: يعد رمز حزب الولاة بعد وفاة محمد امان بن علي الجامي مؤسس السلفية المبتدعة في الجزيرة العربية!!
يشغل المدخلي استاذ علم الحديث بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ويطلق عليه أتباعه لقب “العلامة المحدث الدكتور أستاذ كرس علم الحديث”!! بل أنزلوه منزلة “إمام أهل السنة والجماعة”!! ويحظى المدخلي بمكانة عالية لدي آل سعود -خاصة عند نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية- وله سطوة كبيرة يخشاها أغلب العلماء الرسميين، ولا يجرؤ أحد على انتقاده نظرا لمكانته التي يحظى بها عند الأسرة الحاكمة !! فيكفي بإشارة منه اعتقال هذا أو طرد ذاك من وظيفته!!
حصل المدخلي عام 1400هـ علي درجة الدكتوراه في علم الحديث، وكان عنوانها (النكت على بن الصلاح لابن حجر: تحقيق ودراسة) وبرغم ما شاب الرسالة من أوهام وأغلاط لا يتصور أن تقع من عامي لدية أدني دراية بمبادئ علم مصطلح الحديث، إلا أن المدخلي حصل على الإجازة على رسالته!!
وفي كتاب “المعيار” تعقب الشيخ/ ناصر بن عبد المحسن القحطاني مغالطات المدخلي في رسالته ومنها:
ــ في ترجمة المدخلي لإبن كثير قال: “له مصنفات نافعة منها التفسير، وجامع المسانيد في الحديث، والبداية والنهاية في التاريخ، والباعث الحثيث في علم الحديث”!!
> كتاب: “الباعث الحثيث” للشيخ أحمد شاكر، شرح فيه كتاب ابن كثير “اختصار علوم الحديث”!
> المدخلي لا يفرق بين كتاب “مصابيح السنة” للإمام البغوي”، وكتاب “مشكاة المصابيح” للخطيب التبريزي!!
> المدخلي لا يفرق بين “مجمع الزوائد” للهيثمي، وبين “مصباح الزجاجة فـى زوائد ابن ماجه” للبوصيري!!
> المدخلي عقب على تخريج ابن حجر لحديث أنس بن مالك: “أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة عام الفتح وعلى رأسه المِغْفَرُ”، فقال المدخلي: “والصحيح هو المدبج”.
(المغفر: نسيج من الدروع على قدرِ الرأس يُلبس تحت القلنسوة… أما المدبج فهو نَسيج مِنَ الحريرِ ملون بألوان مختلفة).
> حديث أنس بن مالك في كون سعد بن قيس -رضي الله عنه- من النبي صلى الله عليه “بمنزلة صاحب الشرطة من الأمير” رواه البخاري في صحيحه، ولكن المدخلي قال عنه ضعيف!!
> ألف المدخلي كتابي “أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب” و”إنقاذ الشباب من التحزب الباطل”، هاجم فيهما صاحب الظلال، فرد عليه الشيخ/ بكر أبو زيد -عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية- في رسالة بعنوان: “الناس بين الظن واليقين” فند فيها افتراءات المدخلي!!

محمد إبراهيم شقرة

محمد إبراهيم شقرة زعيم السلفية المبتدعة في الأردن (كان مستشاراً لولي العهد الحسن بن طلال) له العديد من المؤلفات، منها كتاب “هي السلفية نسبة وعقيدة ومنهجا” أبرز ما جاء فيه:
> تهميش فقه الواقع، فقال: “إن فقه الواقع أن تدع فقه الواقع ليستحكم عندك فقه الواقع، فتكون من أعلم الناس وافقههم بفقه الواقع”!!
> عن العلاقة الحميمة بين دعاة السلفية المبتدعة وولاة أمورهم قال: “ولطالما كان بينهم ـ أي دعاتهم ـ وبين الأمراء لُبة النصيحة الأمنية ولبابة الدعوة إلى الله، أسعد الأمة وأشاع فيها العدل والأمان”!!
> وعن تجزئة الدين وترك الحكام يفعلون ما يريدون ويشرعون ما يشاءون، قال: “أحسب أن مقولة -دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله- كلمة حكيمة تصلح لزماننا”!!

– محمد محمود الحداد: عضو نشط في حزب الولاة بمصر، خرج على شيخه ربيع المدخلي متهما إياه بالنفاق ومجاملة شيوخ السعودية!! وفضح أمره في كتب وأشرطة، فرد عليه المدخلي بنفس الأسلوب!!
> حافظ الحداد على ولائه لآل سعود-مع إنه مصري الجنسية ـ فدافع بحرارة عن لبس الملك فهد للصليب أثناء زيارته لبريطانيا عام 1987.
> هاجم المعارضين لوجود البنوك الربوية في بلاد الحرمين!!
> الحداد صاحب نظرية “منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف”!! وتطبيقا لهذه النظرية أطلق العنان للسانه في الطعن في الأئمة والعلماء قديماً وحديثاً، فكفر أقواما وبدع آخرين، ومن ذلك:
* أبو حنيفة: قال بخلق القرآن وأستتيب من الكفر مرتين!!
* النووي: أشعري العقيدة (مزق الحداد علناً صحيح مسلم شرح النووي)!!
* ابن حجر: أشعري العقيدة (مزق أيضا فتح الباري شرح صحيح البخاري)!!
* اتهم كل من الأئمة “البيهقي والذهبي وبن حزم وابن الجوزي والعز بن عبد السلام” والشوكاني” بأنهم أهل بدع!!
* قال عن الشيخ سيد قطب -تعليقا على تأليف المدخلي كتابيين ضده – لماذا ابن قطب وحده؟! فهل تري أحدا يقول بقوله في وحدة الوجود، وتأويل الصفات، وسب الصحابة!! وقال عنه أيضا: أراد الخروج على ولاة الأمور فقتلوه!!
* لم يسلم من بذاءاته الشيوخ: عبد العزيز بن بار وناصر الدين الألباني وبكر أبو زيد وعبد الرحمن عبد الخالق ومحمد سرور!!

– سليم الهلالي وعلى حسن الحلبي أبرز تلاميذ إبراهيم أبو شقرة!!

على حسن الحلبي 

ارتباط السلفية المبتدعة بالحكام الطواغيت

تستمد قوة السلفية المبتدعة -حزب الولاة- من دعم الطغاة في السعودية ومصر والأردن والمغرب وغيرها، لأنهم يعدون أداة من أدوات هذه الأنظمة في حربها على الشباب المسلم والدعاة الصادقين، ويعلق الشيخ محمد سرور على ( شريط الفرسان الثلاثة) الذي يمثل أطروحة هذا الفكر المنحرف في الدفاع على ولاة الأمور فيقول: “مما يحز في النفس أن ما قاله المحاضر يتفق مع أفكار القوم التي يدندنون حولها، فعندما يسمع أحدهم باعتقالات واعدامات في صفوف الإسلاميين في بلد من بلاد المسلمين تراه يسكت عن هذا الحاكم المستبد، هذا إذا لم يتضامن معه وينحي باللائمة على ضحايا الظلم والعدوان من أهل الصلاح والإحسان، أما إذا اختلف حاكم من حكام تلك البلاد الإسلامية ـ وهو ذو تاريخ حافل بالظلم والإجرام ـ مع ولي أمرهم فيتذكرون أنه طاغية ومرتد وجزار وغير ذلك من الأقوال والنعوت التي ينتصرون بها لولي أمرهم وليس لله تعالى!!

التدثر بعباءة العلماء!!

نترك الحديث للشيخ محمد سرور ليعبر عن رأينا الذي ما فتأنا عن تكراره وترديده، يقول: عندما نكتب أو يكتب غيرنا منددين بعلماء السوء الذين يبيعون دينهم بدنياهم ينبري محامو الولاة للرد علينا: “أنتم تهاجمون العلماء وتقتاتون لحومهم المسمومة”!!
وبعد أن فند الشيخ سرور باطل أقوال دعاة السلفية المبتدعة، وبين المكانة العظيمة التي يحظى بها علماء أئمة أهل السنة وخاصة في هذا العصر الأموات منهم والأحياء ومنهم الشيخان الجليلان عبد العزيز بن بار ومحمد ناصر الدين الألباني قال: هؤلاء ليسوا عندنا جميع علماء أهل السنة الذين نحبهم ونجلهم ، فغيرهم من العلماء كثير وكثيرجداً، ولا نقبل أن يكون تقديرنا لهم نابعا من منطلق إقليمي أو انتقائي، ومن ثم فإننا لا نعتقد لأحد منهم العصمة ولا نقلده في كل ما يقوله ويفتى به وليس في ذلك خلاف بين أئمة السلف في القديم والحديث”.
ويضيف الشيخ/ سرور قائلا: “وإنما يقع الخلاف عندما نجد أنفسنا مضطرين إلى مخالفة أحد هؤلاء الشيوخ الأفاضل في قول قاله، فترتفع أصوات نفر من أهل الأهواء الذي يتدثروا بدثار السلفية قائلين: من انت حتى تستدرك على الشيخ وتخالف قوله”؟!
لا تعليق من جانبنا …فما ذكره الشيخ/ محمد سرور فيه الكفاية!
(إن في لك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد).

تحذير العلماء من طرق أبواب السلاطين

1ـ أخرج الديلمي في مسند الفردوس عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: “إذا رأيت العالم يخالط السلطان مخالطة كثيرة فأعلم إنه لص ”
2ـ عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: “سيكونُ عليكم أمراء يأمرونكم بما لا يفعلونَ، فمن صدَّقهم بكذبِهم وأعانهم على ظُلمِهم فليس منِّي ولست منه ولن يَرِدَ علَىَّ الحوضَ” صحيح رواه أحمد في مسنده
3ـ أخرج البخاري في تاريخه وابن سعد في الطبقات عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: “يدخل الرجل على السلطان ومعه دينه فيخرج وما معه شيء”.
4ـ أخرج بن أبي شيبة في مسنده وأبو نعيم في حلية الأولياء، عن حذيفة رضي الله عنه أنه قال: “إياكم ومواقف الفتن! قيل وما مواقف الفتن؟ قال: “أبواب الأمراء، يدخل الرجل على الأمير فيصدقه بالكذب، ويقول ما ليس فيه”.

ظاهرتين نتبرأ منهما
لا هذا ولا ذاك…. ولكن وسطية واعتدال

الوسطية والاعتدال أهم ما يميز الفرقة الناجية التي تخرج من أهل السنة والجماعة.. والوسطية والاعتدال تعني الالتزام بكل ما جاء من الكتاب والسنة بلا إفراط ولا تفريط بتطبيق وفهم السلف الصالح في القرون الثلاثة الخيرية ومن صار على ضربيهم في كل عصر.

والظاهرة المنبوذة التي بدأت تسري في صفوف بعض المسلمين -خاصة في أوروبا- هي ظاهرة التكفير .. وخاصة تكفير العلماء!!
فطائفة تكفر الشيخ/ عبد العزيز بن باز والشيخ/ محمد ناصر الدين الألباني والشيح/ عبد الرحمن عبد الخالق…. وآخري تكفر الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ محمد الغزالي ـ رحمة الله- ويتعلل أصحاب مذاهب التكفير في كلا الفريقين ببعض الفتاوي التي جانب الصواب فيها هؤلاء العلماء .. وتناسوا أن للعالم إذا أجتهد وأصاب فله أجران، وإذا أخطا فله أجرعلى اجتهاده لأنه في جميع أحواله يبتغي الحق وإن لم يوفق في الوصول.

ويجب تقييم العالم من خلال أعماله كلها، ولا يأخذ بفتوي أو موقف، وإن كثرت أخطاءه,,, ثم يُنظر أيضا إلى طريقة فهم هذا العالم للنصوص الشرعية وتقديره للمصالح والمفاسد .. لقد كان لكل من أئمة السلف فهمه الخاص به وطريقة استنباطه للأحكام,، فالإمام مالك يختلف عن أبي حنيفة، والشافعي يختلف عن مالك، وأحمد يختلف عن الشافعي، وعبد الله بن المبارك يختلف عن الفضيل بن عياض، وابن تيمية يختلف عن السيوطي .. ولكن هذه الاختلافات تدور في إطار الكتاب والسنة، وهؤلاء العلماء جميعاً وغيرهم ينشدون الحق حتي وإن جانب بعضهم الصواب.

ولكن المنهي عنه تقديس الرجال وإتباعهم فيما أخطئوا فيه، فهذا من الضلال المبين.. كذلك تكفير العلماء والاستهزاء بهم بهتان عظيم!!
إن هذه الظاهرة المقيتة نتبرأ منها .. فليس هذا ولا ذاك بالطريقة المستقيمة، وإنما هي الوسطية المعتدلة.

المراجع:
ـ السلفية بين حزب الولاة والغلاة..
– السلفية والسلفيونـ المعيار
ـ الفصل العادل في حقيقة الحد الفاصل
ـالناس بين الظن واليقين
ـ هي السلفية نسبة وعقيدة ومنهجاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى