آخر الأخبار

كانوا عزلاً وتشاجروا بالحديد والصخور.. تفاصيل أسوأ معركة بين الصين والهند منذ 60 عاماً بجبال الهيمالايا

كشف تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الأربعاء 17 يونيو/حزيران 2020، تفاصيل جديدة عن المواجهات التي نشبت بين جنود صينيين وآخرين هنود، وأسفرت عن مقتل العشرات في مواجهة هي الأعنف منذ 60 عاماً.

تقرير الصحيفة البريطانية أوضح أن العراك بالأيدي استمر لساعات، فوق تضاريس شديدة الانحدار، باستخدام القضبان الحديدية والصخور واللكمات، لكن الجانبين لم يحملا أيّ أسلحةٍ نارية. 

كما أضاف غالبية الجنود الذين قُتلوا في أسوأ معركة بين الهند والصين منذ 60 عاماً، فقدوا اتّزانهم أو دُفِعوا ليسقطوا من أعلى سلسلة الهيمالايا إلى حتفهم.

صدمة في الهند: سيطرت الصدمة والحذر على رد فعل الهند فيما يتعلّق بفقدان 20 جندياً على حدودها المتنازع عليها مع الصين، بالتزامن مع حرق صور الرئيس الصيني شي جين بينغ في المدن الهندية.

في تعليقه العلني الأول على النزاع خلال لقاءٍ مُتلفز مع وزراء الهند، وقف رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي دقيقتين حداداً على أرواح الجنود المقتولين، وقال إنّ الهند “ستُدافع عن كل حجر وكل شبر من أراضيها. كما أؤكّد للأمة أنَّ تضحيات جنودنا لن تضيع هباءً، إنَّ وحدة وسيادة البلاد هي أهم شيء بالنسبة لنا… الهند تُريد السلام، ولكنَّها قادرةٌ على الردِّ بالشكل المناسب عند استفزازها”.

كيف اندلع القتال؟ بينما قالت مصادر في دلهي إنّ أعمال القتال اندلعت حين صادفت دورية جنود هنود القوات الصينية على نحوٍ غير متوقّع في قطاعٍ مُنحدر من منطقة جبلية، اعتقدوا أنّ جيش التحرير الشعبي انسحب منها بموجب اتفاقية فكّ الاشتباك المُوقّعة في السادس من يونيو/حزيران.

اصطدم الجيشان ليندلع عراكٌ بالأيدي بينهما، لكنّ كلاهما لم يكُن مسلحاً بموجب تقليد مستمر منذ عقود، بغرض منع احتمال تصعيد أيّ نزاع بين الجارتين النوويتين.

بعدها دُفِع قائدٌ عسكري هندي ليسقط من أعلى الجبل ويلقى حتفه في الممر الضيق أسفله.

ثم وصلت تعزيزات للجانب الهندي من موقعٍ عسكري على بعد نحو ثلاثة كيلومترات، وانتهى الأمر بمشاركة نحو 600 رجل في عراك بالحجارة والقضبان الحديدية والأسلحة اليدوية، وسط ظلامٍ دامس لمدة ست ساعات، وفقاً لمصدرٍ حكومي هندي، مع وقوع غالبية الضحايا من الجانبين نتيجة السقوط أو دفعهم من قمة التضاريس الجبلية.

ويُقال إنّ هناك أربعة جنود هنود على الأقل في حالة حرجة. كما نقلت وسائل الإعلام الهندية عن مصادر استخباراتية مزاعمها بمصرع نحو 50 جندياً صينياً في العراك، دون تقديم أدلة. لكن نشرة أخبار قناة CCTV الصينية الشهيرة لم تذكر شيئاً عن المواجهة الحدودية، يوم الثلاثاء الـ16 من يونيو/حزيران.

غضب في الهند: أعربت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وحكومة الولايات المتحدة عن قلقها بشأن اندلاع العنف على حدود جبال الهيمالايا المُتنازع عليها.

في حين شنَّ زعيم حزب المؤتمر الوطني الهندي راهول غاندي هجومه على مودي متسائلاً: “لماذا لا يزال رئيس الوزراء صامتاً؟ لقد طفح الكيل، يجب أن نعرف ما حدث، كيف تجرؤ الصين على قتل جنودنا؟ كيف يجرؤون على التعدّي على أراضينا؟”.

بينما رفضت الصين تأكيد أيّ وفيات في صفوفها، لكنّها اتّهمت الهند بالتعدّي على الحدود مرتين، و”استفزاز الجنود الصينيين والهجوم عليهم”.

فيما قال رئيس تحرير صحيفة Global Times الصينية الحكومية إنّه يُدرك وقوع ضحايا في صفوف القوات الصينية، لكن جيش التحرير الشعبي يرغب في تجنّب “إثارة المزاج العام” نتيجة المقارنة بين أعداد الضحايا.

خفض التصعيد: يعمل الطرفان الآن على خفض التصعيد خلال الأسابيع الأخيرة، لكن فقدان الأرواح يزيد تعقيد وحساسية الموقف.

في حين نقلت وسائل الإعلام الرسمية الصينية أنّ جيش التحرير الشعبي أجرى مناورات عسكرية مشتركة “بهدف تدمير المحاور المُعادية الرئيسية، أعلى المناطق الجبلية شاهقة الارتفاع”. 

كما أجرت قيادة التبت العسكرية بجيش التحرير الشعبي تدريبات بالذخيرة الحية، يوم الثلاثاء 16 يونيو/حزيران، مع تقارير ربطت بين استعدادات الجيش للقتال على ارتفاعات عالية وبين الاشتباكات مع الهند.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى