لايف ستايل

شحَّ الحليب في الحرب فاستبدلوه! القهوة الفيتنامية بالبيض تصبح عالمية.. إليك الوصفة

في عام 1946، عندما كانت فرنسا تشن الحرب الهندوصينية الأولى، أدى نقص الحليب إلى ابتكار طريقة لم تخطر على البال لإضافتها لكوب القهوة الفيتنامية. 

استفحلت الحرب في الثلث الشمالي لفيتنام رغم أن النزاع شمل البلاد بالكامل، ولأن الحاجة أُم الاختراع قدَّم الطباخ نجوين فان جيانج، الذي كان يعمل بفندق سوفيتيل في هانوي (الواقعة شمال فيتنام)، بديلاً للحليب المكثف المستخدم تقليدياً عند إعداد القهوة، وهو صفار البيض المخفوق. 

وسرعان ما اكتسب الابتكار المرتجل شهرةً وأصبح مشروباً محلياً مميزاً؛ مما دفع في نهاية المطاف فان جيانج إلى فتح مقهاه الخاص، Giảng Cafe، الذي أصبح منذ ذلك الحين وجهة سياحية وملتقى مُحبي القهوة في المدينة.

اسم القهوة المحلي هو cà phê trúng أي (قهوة البيض الفيتنامي)، وهو مشروب مصنوع من حبوب روبوستا والبيض المخفوق والسكر والحليب المكثف.

كما هو الحال مع المشروبات والمأكولات المرتبطة بالبيئة الثقافية، سرعان ما شق المشروب طريقه عبر المحيطات والقارات، ودغدغ الأذواق وطوّر محبين وشغوفين بنكهته خارج حدود فيتنام.

من الجدير ذكره أن القهوة المحلية التي يشربها الفيتناميون قوية ومُرّة أكثر من الأنواع الأخرى، لذلك دائماً ما يضاف إليها الحليب المُحلى أو المكثف والمحلى.

وتم تقديم القهوة الساخنة أو الباردة في فيتنام لأول مرة، نحو عام 1857، في أثناء الاستعمار الفرنسي.

ولأن قدرات التبريد كانت محدودة، مع ندرة توافر الحليب الطازج، انتشرت عادة استخدام الحليب المكثف لتخزين منتجات الألبان على المدى الطويل.

واليوم، تعد فيتنام ثاني أكبر دولة منتِجة للقهوة في العالم (بعد البرازيل)، والأولى في إنتاج نوع robusta (من نبات Coffea canephora، الذي يتميز بمرارة عالية ومستويات حموضة منخفضة).

ورغم أنه يمكن العثور على المأكولات الفيتنامية وحتى البن الفيتنامي، فإن هذه القهوة بالذات ليست متوافرة أينما كان.

تقول مالكة مطعم “حساء هانوي وهانوي هاوس” في نيويورك، سارة ليفين، إن القهوة تكاد تكون طبق حلوى شبيهاً بحلوى التيراميسو.

وتشرح ليفين لموقع Fortune، أن طعم الكاسترد نفسه يكاد يشبه طعم الحلوى، “ولكن بعد ذلك تضاف القهوة السوداء الداكنة والقوية”.

ولأن معظم المهاجرين من فيتنام قدِموا إلى أمريكا من الجنوب الذي خضع لسيطرتهم بالحرب في أثناء الستينيات، بقيت هذه القهوة خارج نطاق معرفتهم بها إلى أن سافرت ليفين مع زوجها في رحلة حول العالم تضمنت أكثر من محطة في فيتنام، حيث تذوقت طعم هذه القهوة في العام 2017.

وعندما عادت افتتحت مطعماً صغيراً يقدم أطباقاً فيتنامية، ثم قدمت القهوة كأحد عناصر قائمة الطعام.

يتطلب كل كوب قهوة صفار 3 بيضات يتم خفقها طازجة، ثم يضاف الحليب المكثف وبعض العسل.

وأوضحت ليفين أن تحضير كل كوب يتطلب نحو 4 دقائق، وهو الأمر الذي كان يزعجها.

ولكن رغم ذلك أحبَّه الناس ولقي شعبية كبيرة، وتوضح ليفين أن 8 من أصل 10 من زبائن مطعمها يدخلون ليشربوا القهوة الفيتنامية حصراً.

في كندا أيضاً، ظهر هذا الكوب بعدما هاجر عديد من الفيتامينين إليها إبان الحرب.

ويبلغ ثمن فنجان القهوة بالبيض 4.99 دولار من مقهى “Coffee Dak Lak” في مدينة تورونتو، ولكن يُستخدم فيه صفار بيضتين، بينما يتم خلط حبّات القهوة الفيتنامية بالقهوة العربية التي تلقى رواجاً في كندا.

وقال مدير المقهى الكندي، كان فام، إن 80% من زبائن المقهى يعودون يومياً لشراء هذه القهوة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى