سيدتي

هل تعتقدين أن صديقتكِ تغار منكِ؟ هكذا تتأكدين وتتعاملين مع الموقف بذكاء

غيرة الأصدقاء قد تُفسد هذه العلاقة وتجعلها غير صحية، وللأسف الوقوع في فخّ المقارنة وانعدام الأمان وارد من الأشخاص الأقرب لقلوبنا؛ الأصدقاء.

لكن كيف تعرفين أنّ صديقتكِ تغار منكِ؟ هذا هو السؤال الذي أجاب عنه خبراء علم النفس مجلة Oprah Magazine الأمريكية، وترجمناه لكُنَّ لتعرفن أي علامات تخبركن أن صداقتكن قد تكون سامة قبل أن تفوح منها رائحة الاستياء، وتحسن التصرف قبل وقوع أي مشاكل.

ستشعرين أن صديقتكِ تغار منكِ دون أن تتفوه بكلمة، إذ يبدأ الأمر عادةً بالأمور التي لا تُقال، فمثلاً ربما تتحدثين بحماسةٍ شديدة عن سيارتك الجديدة، لكن صديقتك لم تنظر إليها حتى، أو حين تعرضين عليها جولةً في منزلك بعد تجديده تشعرين بلا مبالاة من جانبها، وحين تُعلنين عن ترقيتك الكبيرة في العمل وهي تعرف أنكِ تنافسين عليها وتنتظرينها منذ عام تسمعين تهنئة باردة منها.

إذ تقول الدكتورة جودي هو، أخصائية علم النفس العصبي الجنائي والسريري، ومؤلفة كتاب “أوقفوا تدمير الذات-Stop Self Sabotage”: “تكون أولى مؤشرات الغيرة عادةً هي انسحاب الصديق الواضح عندما تسير الأمور على ما يرام بالنسبة لك. إذ يتجاهل أخبارك أو يتجاوزها سريعاً”.

مع تطوّر غيرة الأصدقاء ربما نلاحظ مديحاً مبطّناً بتعليقات  سلبية-عدوانية نظل نفكر فيها لأسابيع، فربما يسخرون من أخبارنا الجيدة، ويقولون إنّ الحظ حالفنا بفضل علاقاتنا، وربما نُعِدُّ مأدبة عشاء شهية، لكنّهم سيسخرون من أنّ اختيارك للتحلية لم يكُن ملائماً، أو يُذكّرونك بتلعثمك في بداية إلقائك كلمة مهمة في مؤتمر ما، رغم أن الجميع صفق لكِ بعد انتهائك.

هناك الكثير من المؤشرات الكلاسيكية، وهناك دائماً تحذير يخبرك أن صديقتكِ تغار منكِ. إذ تقول الدكتورة جودي إنّ السلوك الغامض يحدث عادةً لأنّ “الشخص الذي يغار منك يشعر في أعماق نفسه بأنّه ليس عادلاً”.

أما المؤشر الآخر فهو أنّنا حين نذكر جانباً من جوانب نجاحنا يصررن على الانتقال إلى الحديث عن كافة الجوانب الاستثنائية التي ازدهروا هم فيها. فمثلاً إنّ كنتِ قد عدت للتو من رحلةٍ استمرت لأسبوعين في أوروبا وترينهم صورك؛ يبدأن في سرد أهم التأشيرات الموجودة على جوازات سفرهم هم.

ببساطة لا يستطيع الأشخاص الغيورون أن يمنحوكِ دوركِ في الحديث، وسوف يعود الحديث بهم دائماً إلى حياتهم الشخصية متى تحدّثنا عن سير الأمور على ما يرام معنا.

إن زَعَم شخص أنّه لم يشعر بالغيرة من قبل فهو يكذب -عليك أو على نفسه- لذا لا تُسارعي إلى إخراج هذا الشخص الغيور من حياتك.

في الواقع، يُمكن للغيرة أن تُنير الطريق لهذا الصديق وتُفيد في توجيه الإنسان عند التعامل معه بفاعلية. وتقول جودي: “الغيرة هي مجرد مشاعر يُمكن أن تكون بنّاءة إذا شجّعت الشخص على العمل بجديةٍ أكبر، أو تدفعه إلى إعادة النظر في علاقةٍ لم يمنحها التقدير الكافي”.

لذا لا يستحق كافة الأصدقاء الغيورين المقاطعة، رغم ضرورة معالجة السلوك السيئ.

هناك نقطة أخرى، أنه حين تكون لدى الشخص معتقدات داخلية سلبية وخيبات أمل سابقة قد تدفعهم للتعليقات السلبية، فالتعليق البارد قد لا يكون له علاقة بما يحدث لنا في اللحظة الحالية، بل تعود جذوره على الأرجح إلى وقتٍ أو منطقة أخرى في حياة الشخص الآخر، تُثير مشاعره وتُذكِّره بعدم الأمان أو الندم أو الصدمة.

لكن تلك الأعباء قد تُمثّل بدايات لسلوك الغيرة، نظراً لأنها سترى أنها الوحيدة التي أصابتها خيبة الأمل، بينما سارت الأمور بشكل جيد مع الآخرين. أنت تعرفين ظروف صديقتك وما مرت به، لذلك يُمكنكِ احتواء الأمر من البداية.

وأوضحت جودي: “تُشفِّر أدمغتنا أموراً بعينها في ذكرياتنا بدرجةٍ أقوى. ما قد يدفعنا إلى ردود فعلٍ شديدة في بعض اللحظات، بينما يُملي علينا حكمنا الأفضل شعوراً أو تصرّفاً مختلفاً. ومع أخذ ذلك بعين الاعتبار نجد أنّ أنّ تصرّف الشخص بغيرة لا يعني بالضرورة أنّه لا يدعمك حقاً”.

التفاهم والوضوح هو جوهر العلاقات المتناغمة، لذا حاولي أن تخبري صديقتك بقلقكِ حول عدم شعورها بالأمان، وتحاولي أن تكسبي ودها وتكسري هذا الحاجز بكل الطرق الممكنة. وتقول لوري هاردر، مؤلفة كتاب “قبيلة النعم-A Tribe Called Bliss”: “أنا من أشد المؤمنين بضرورة استنفاد جميع طرق التواصل، لأن هذا يساعدنا على الشعور بالسلام في حال انتهاء العلاقة. لأننا سندرك أننا بذلنا كل ما في وسعنا لإنقاذها”.

لكن عليكِ أن تدركي ما تحتاجينه وما تعطينه في هذه العلاقة، وتحاولي إرضاء صديقتك دون التضحية بحقيقتك واحتياجاتك أنتِ أيضاً، ففي النهاية المفترض أن تكون هذه العلاقة آمنة وصحية وليست عدائية أو استنزافية.

يشترك الأشخاص الغيورون عادةً في فكرة أنّ سعادة ونجاح شخصٍ آخر يقضيان على فرصه الشخصية. وربما يرى الشخص الغيور أنّ الحظ الجيد نادر وأنّ الحياة غير عادلة. لكن المثير للاهتمام هو أنّ الغيرة ليست عادلةً عادةً، لأنّها تُركّز على مشهدٍ واحد من موقف الشخص دون اعتبار لخلفيته أو السنوات الشاقة السابقة.

التقليل من نجاحك غير فعال لطمأنة لصديقتك، لأنّها لن تُسهم أبداً في الصالح العام للطرفين وشعوركما. النهج الأكثر عمقاً ينطوي على التعبير عن فرحك بإنجازٍ ما دون شماتة فيمن لم يحققه، فلا يجب أن تقولي بعدها جملة مثل: أنتِ أيضاً تستطيعين فعل ذلك، ستجدين فرصتك قريباً.

فيما تقول لوري: “إذ شعر صديقٌ بالغيرة ولكنّنا حافظنا على ثباتنا، فسوف نجبره على النظر إلى نفسه بدلاً من النظر إلينا. وربما في مرحلة ما يجب أن نطلب منه التفكير في مواطن قوته والتوقّف عن إلقاء اللوم على قلة الحظ”.

حين نُواجه رد فعلٍ غيوراً، فربما يتصرّف الشخص بطرق غير مفهومة، ما قد يُهدّد بتسميم علاقتكما. لكن شخصية المرء هي العنصر الرئيسي في تحديد ما إذا كانت العلاقة ستأخذ منحى مُظلماً لا رجعة فيه أم لا، إلى جانب مدى تقدير العلاقة وأهميتها في حياتك.

لا يُفكّر الشخص بوضوح حين يغار، وقد يتفوه بتعليقات غير محسوبة، ثم يسأل نفسه: هل كان ذلك القول هو الأنسب في ذلك الموقف؟ هل كنت عادلاً؟ ماذا لو أدّى رد الفعل ذاك إلى فقداني شخصاً أهتم بأمره؟ بعض الأصدقاء يراجعون أنفسهم ويظهر ذلك في سلوكهم بعد مرور الموقف، فإن أحسستِ أن صديقتك راجعت نفسها فإنها صديقة تهتم بمشاعرك وتستحق أن تحافظي عليها.

يشتهر الأشخاص شديدو الغيرة بسجلٍ من الإحراجات والطيش، فهم مثلاً لا يكتفون بالسخرية من أخبارنا الجيدة، بل ربما يهاجمون شخصيتنا أيضاً، وحين نُواجههم يأتي الرد مغلّفاً بالمزيد من الإهانات والتلاعب، والرفض الشديد للاعتراف بالخطأ.

الشخص الذي يدعمك بصدق لن يرغب في التركيز على سلبياتك وإظهارها لكِ ولنفسه، وسيستمع دائماً إلى مخاوفكِ الجديرة بالاحترام. لكن حين يقف الشخص عن عمد في طريق نجاحك، فهذه من المؤشرات على أنّ صداقتكما لا تستحق إنقاذها.

لذا في حال استخفّ شخصٌ بإنجازاتكِ أو سمعتكِ أو إحساسك بذاتك عن قصد، مع التلاعب بعقلك في كل مرة تُواجينه حول سلوكه؛ فقد حان الوقت على الأرجح لإخراجه من حياتك.

إذ تقول جودي: “يجب أن تُعبر عن مشاعرك لهم قائلاً: “هذا الأمر جرحني بشدة، وهو أمرٌ ليس مقبولاً بالنسبة لي. ولكن في حال لم يُعربوا عن ندمهم ولم يبذلوا جهداً لإنقاذ العلاقة؛ فالخيار الأكثر أمناً وصحية هو نسيان أمرهم على الأرجح، مهما كان الأمر صعباً، فهذه العلاقة لن تكون صحية”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى