آخر الأخبار

القضاء التركي يبدأ محاكمة قتلة “خاشقجي” غيابياً.. النيابة أعدت لائحة اتهام بحقهم مكونة من 117 صفحة

باشر القضاء التركي الجمعة 3 يوليو/تموز 2020 في محاكمة 20 متهماً في قضية مقتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول عام 2018، بينهم مقربون من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. 

الجلسة الأولى من القضية عقدت أعمالها الجمعة في محكمة العقوبات المشددة في القصر العدلي بإسطنبول بحضور خطيبة خاشقجي، خديجة جنكيز ومحاميها، فيما تغيب المتهمون الفارون العشرون، الصادرة بحقهم مذكرة إلقاء قبض في تركيا. 

وكانت جنكيز قد قالت للإعلام قبل بدء الجلسة “إن “قتلة جمال وأولئك الذين أعطوا الأمر أفلتوا من القضاء حتى الآن”، مؤكدة أنها “ستستمرّ في استنفاد كل الخيارات القانونية لضمان إحالة القتلة إلى القضاء”.

لائحة اتهام من 117 صفحة: من جانبها، أعدت النيابة العامة في إسطنبول لائحة اتهام من 117 صفحة ضد المتهمين الصادر بحقهم قرار توقيف في إطار مقتل خاشقجي، الناشط السياسي والكاتب السابق بصحيفة واشنطن بوست.

تطالب اللائحة بالحكم المؤبد بحق “أحمد بن محمد العسيري” و”سعود القحطاني”، وهما مقربان من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بتهمة “التحریض على القتل مع سبق الإصرار والترصد والتعذيب بشكل وحشي”.

كما تطالب اللائحة بالحكم المؤبد بحق الأشخاص الـ18 الآخرين بتهمة “القتل مع سبق الإصرار والترصد والتعذيب بشكل وحشي”.

متابعة دقيقة: تشير اللائحة إلى أن العسيري والقحطاني خططا لعملية القتل وأمرا فريق الجريمة بتنفيذ المهمة، وذلك بعد أن تم خلال التحقيقات، مراجعة المكالمات الهاتفية للمشتركين في مقتل خاشقجي وكافة تحركاتهم داخل الأراضي التركية.

النيابة أكدت أنها أعدت لائحة الاتهام، بعد الاستماع لكافة الأطراف، والاطلاع على المكالمات الهاتفية وكاميرات المراقبة، وسير التحقيقات في المحاكم السعودية وجمع كافة الأدلة حول الجريمة.

ولفتت النيابة التركية إلى إصدار مذكرة بحث حمراء بحق الأشخاص الـ20، وأنه تم إبلاغ الشرطة الدولية (الإنتربول) والسلطات السعودية بطلب تسليمهم إلى تركيا.

لائحة اتهام سابقة: تأتي هذه المحاكمة بناء على لائحة اتهام قدمها مكتب المدعي العام في إسطنبول، مارس/آذار 2020،  ضد 20 مشتبهاً به بالضلوع في قتل الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي. 

 المكتب قال إن اللائحة تتهم مقربين من ولي العهد السعودي بينهم نائب رئيس الاستخبارات السعودية السابق أحمد عسيري والمستشار السابق بالديوان الملكي سعود القحطاني بـ “التحريض على القتل المتعمد مع التصميم والتعذيب بشكل وحشي”. 

فيما ذكر أن اللائحة تتهم كذلك 18 آخرين بتنفيذ عملية قتل خاشقجي، الكاتب بصحيفة واشنطن بوست.

مستشار ولي العهد السعودي: اسم القحطاني برز بشكل كبير خلال التحقيقات في عملية قتل خاشقجي،وهو واحد من من أقوى الشخصيات في المملكة، بصفته أحد كبار مستشاري وليّ العهد، بحسب ما ذكره موقع Middle East Eye البريطاني.

في 5 ديسمبر/كانون الأول 2018، كان القضاء التركي قد أصدر مذكرة توقيف بحق أحمد العسيري، نائب رئيس المخابرات السابق، والقحطاني، للاشتباه بضلوعهما في جريمة قتل خاشقجي، وطالب بتسليم باقي المتهمين.

كذلك تمت تسمية القحطاني كواحد من العقول المدبرة لجريمة إسطنبول من قِبل عدة تقارير، من بينها تحقيق الأمم المتحدة الذي قاده خبير حقوق الإنسان أغنيس كالامارد في يونيو/حزيران 2019.

تم تحديد اسمه أيضاً من قِبل المخابرات الأمريكية كزعيم لـ “فرقة الموت” التي قضت على خاشقجي في القنصلية، وكان من أوائل الأشخاص الذين تم حظرهم من دخول الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما من البلدان الأوروبية.

هروب من المساءلة: وفي 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، قتل خاشقجي داخل قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول، وباتت القضية من بين الأبرز والأكثر تداولاً في الأجندة الدولية منذ ذلك الحين.

عقب 18 يوماً من الإنكار، قدمت خلالها الرياض تفسيرات متضاربة للحادث، أعلنت مقتل خاشقجي إثر “شجار مع سعوديين”، وتوقيف 18 مواطناً في إطار التحقيقات، دون الكشف عن مكان الجثة.

ولكن محاكمة غامضة عقدت في السعودية حكمت فيها على خمسة سعوديين بالإعدام العام الماضي، بتهمة قتل خاشقجي، فيما لم يُوجّه أي اتهام لقحطاني  وتمت تبرئة عسيري.

أما تركيا فقد وصفت هذا الحكم بأنه “فاضح” معتبرةً أن المدبّرين الحقيقيين للجريمة ما زالوا بعيدين عن نيل جزائهم العادل.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى