آخر الأخبار

مجلة أمريكية: روسيا تختبر منظومة S-500 في سوريا وعلى واشنطن أن تقلق

نشرت مجلة The National Interest الأمريكية تقريراً تفنِّد فيه الأسباب التي توجب على أمريكا الحذر بشأن تجربة روسيا لمنظومة S-500 الدفاعية في سوريا، بذكر مزايا هذه الصواريخ التي تستطيع أن تصل إلى الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية قريبة المدى.

ففي أحدث تصريح لمسؤول روسي بارز في العام الجاري 2019 يثير مسألة الاستعداد لتشغيل منظومة S-500، قال نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف إنَّ الجيل القادم من نظام الدفاع الجوي والصاروخي في روسيا على وشك دخول الإنتاج المتسلسل، مضيفاً في تصريح لوكالة Interfaks الروسية الإخبارية في وقتٍ سابق الإثنين 3 ديسمبر/كانون الأول: «في الوقت المحدد، يجري تشغيل نظامٍ جديد: وهو S-500». وهو التصريح الثاني لهذا العام بعدما تطرَّق إليها الجنرال يوري غريخوف نائب قائد القوات الجوية والفضائية، وسيرغي تشيمزوف الرئيس التنفيذي لشركة روستك. 

إذ يواصل مسؤولو الحكومة الروسية وقطاع الأسلحة والمعدات العسكرية تأكيد أنَّ منظومة S-500 ستُسلَّم ضمن الجدول الزمني الذي حدده برنامج التسلح الحكومي الروسي لعام 2027، والذي نصَّ على أنَّ أول أنظمة الـS-500 المُنتَجة بإنتاجٍ تسلسلي سيدخل الخدمة في العام المقبل 2020.

كما صرَّح مصدرٌ في قطاع الأسلحة والمعدات العسكرية الروسية لوكالة Izvestia الإخبارية الروسية في الشهر الماضي نوفمبر/تشرين الثاني بأنَّ منظومة S-500 خضعت مؤخراً لاختباراتٍ ميدانية في سوريا، حيث ما زالت القوات الجوية والفضائية الروسية تحتفظ بوجودٍ كبير. 

وعلى النقيض تماماً من هذه التصريحات، نفت وزارة الدفاع الروسية، في بيان أصدرته في 2 أكتوبر/تشرين الأول، اختبار منظومة S-500 على الأراضي السورية نفياً قاطعاً، مؤكدةً «عدم وجود حاجة» إلى إجراء مزيد من الاختبارات.

وبالرغم من اقتراب بدء تشغيل منظومة S-500، ما زالت تفاصيل مواصفاتها الرسمية صعبة المنال كما كانت دائماً. غير أنَّ بعض التسريبات التي قدَّمتها مصادر مطلعة داخل قطاع الأسلحة والمعدات العسكرية وبعض التصريحات المتفرقة التي أدلى بها مسؤولو الشركة المصنعة والتقارير الروسية على مر السنوات الماضية تكوِّن صورة متسقة عن إمكانات منظومة S-500 المتوقعة. 

وبفضل وصول أقصى مدى تشغيلي للمنظومة إلى 600 كيلومتر وتراوُح زمن استجابتها بين 3 و4 ثوان -حسب ما يتوقع الكثيرون- يصل مداها إلى مسافة هائلة تبلغ 200 كيلومتر، ويعد زمن استجابتها أسرع بنحو 6 ثوانٍ من منظومة S-400 التي تسبقها. 

ما يؤكِّد أهميتها الاستراتيجية أيضاً هو أنَّ صواريخ 77N6 و77N6-N1 التي تستخدمها قادرة على اعتراض صواريخ كروز الأسرع من الصوت والصواريخ الباليستية العابرة للقارات، فضلاً عن الأهداف الجوية التي تطير بسرعة تتجاوز 5 ماخ. 

هذا، وتدَّعي شركة ألماز أنتي المُصنِّعة للمنظومة أنَّها تستطيع حتى ضرب الأقمار الصناعية منخفضة المدار وأنواعٍ معينة من المركبات الفضائية الموجودة في الفضاء القريب، ولكن يتبقى أن نرى ما إذا كانت المنظومة ستفقد إحدى خواصها لمصلحة خاصيةٍ أخرى عند إطلاق صواريخها إلى مثل هذه الارتفاعات الهائلة. 

بالإضافة إلى أنَّها مميزة في حد ذاتها، يمكن لـS-500 كذلك أن تكون منظومةً مُكمِّلة لمنظومتي S-400 وS-300 الحاليتين بتوسيع المجال الجوي الروسي وتعزيز الدفاعات المضادة للهجمات الساحقة.

لا عَجَب أيضاً في أن توصَف منظومة S-500 بأنَّها رصاصةٌ فضية ضد مُقاتلات الشبح بوجهٍ عام، وطائرات الـF-35 بشكلٍ خاص. 

فكما نشرت مجلة The National Interest الأمريكية سابقاً، أكد بافل سوزينوف، كبير مهندسي شركة ألماز أنتي، أنَّ منظومة S-500 تعد بمثابة «ضربة ضد الهيبة الأمريكية» تستطيع «إبطال قدرات الأسلحة الهجومية الأمريكية، وتتفوق على كل المنظومات الدفاعية الأمريكية المضادة للطائرات والصواريخ التي تدور حولها جعجعة كبيرة». 

ولم يُعلَن حتى الآن عدد وحدات منظومة S-500 المزمع إنتاجها خلال العقد القادم. غير أنَّ شراكة الإنتاج المشترك لمنظومة S-500 مع أنقرة، التي أعلِنَت مؤخراً، تعد بمثابة علامة إيجابية بالنسبة للاستقرار المالي لبرنامج S-500 على المدى الطويل، بالرغم من أن مدى المشاركة التركية لم يتضح بعد.

ومع ذلك، لا يتعين إنتاج وحدات S-500 بكمياتٍ كبيرة لخدمة الغرض المقصود منها، بل من الواضح بصورةٍ متزايدة أن الكرملين ليست لديه أي نية جادة لإحلال وحدات S-500 محل جميع وحدات S-400 السابقة. 

كذلك لا تعتزم شركة أنتي ألماز إنتاج منظومة S-500 على أنَّها بديلٌ متطور لمنظومة S-400 السابقة، بل فئة مختلفة من أنظمة الدفاع الجوي مُصممة لاعتراض أخطر التهديدات الاستراتيجية.

ومن المهم الإشارة إلى أن منظومة S-500 ليست بديلاً مُحدَّثاً لمنظومة S-400، بل فئة مختلفة من أنظمة الدفاع الجوي مُصمَّمة لاعتراض أخطر التهديدات الاستراتيجية.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى