آخر الأخباراقتصاد

فرنسا ماكرون والعدل والبوليس

ترجة وتحليل الكاتب والمحلل السياسى

أحمد شكرى

عضو مجلس إدارة المنظمة

تدخل فرنسا مرحلة جديدة في عهد الرئيس الشاب ماكرون بعد تعيينه لرئيس جديد لحكومته المعدلة التي يأمل أن تكون له جسرا لانتخابات عام ٢٠٢٢ (إش الله)…

ماكرون المعروف عنه استقلاله واستئثاره بالقرار ؛ وأنه يظهر في كل مكان ، وكرؤساء مثل نيكولا ساركوزي فهو يفرض قراراته ولا يحبذ أن ينافسه أو يمليها أو يشاركه فيها حتى رئيس وزرائه …

ولعل ذلك هو السبب في اختياره لشخصية مغمورة ليعينه كرئيس وزراء خلفا لإدوار فيليپ رئيس الحكومة السابق الذي خطف منه الأضواء (شيئا ما) … هذا من ناحية..

ومن ناحية أخرى فإن ماكرون يراهن على اليمين (لكي يكون له سندا في الانتخابات الرئاسية القادمة) أكثر من اليسار المنقسم والمشتت ..
بقيت له سنتان في فترته الرئاسية فما هي خطته و اختياراته لحكم فرنسا حتى عام ألفين وإثنين وعشرين ؟

چان كاستيكس هو رئيس الحكومة الچديد الموكل بتعديل كفة الميزان الإقتصادي بعد مرحلة أزمة كورونا التي عصفت بالبلاد منذ فبراير الماضي ، هو محافظ لبلدة صغيرة مغمورة (پراد) في منطقة الپيرينيه الشرقية بجنوب فرنسا ، وينتمي لليمين الجمهوري وقد كان الذرائع الأيمن لرئيس فرنسا السابق نيكولا ساركوزي ؛ فهو يعرف قصر الإليزيه چيدا ، وعمل كسكريتير عام للرئيس الفرنسي الحالي .

يسمونه السيد (فك الحجر) حيث كان له السبق والفضل أثناء عمله في وزارة إدوار فيليپ في فك الحجر الصحي في الحادي عشر من شهر مايو ٢٠٢٠..

وهو رچل مفاوضات ورچل شارع يعتمد عليه ماكرون للم شمل حكومة تتألف من أحزاب اليمين الجمهوري ويمين الوسط واليسار وحزب البيئة وجزبه بالطبع (الجمهورية للأمام) ..

ألف كاستيكس الحكومة من سبعة عشر امرأة وأربعة عشر رچل ، وهو بذلك يحترم المساواة بينها دونما چدال ؛ ولكن چاءت مفاچئتان أخرتان بعد مفاچأة كونه هو نفسه كرئيس للوزراء ؛ الأولى كانت في اختياره لوزير العدل (اريك ديپون – موريتي) ،
أما المفاجأة الثانية فكانت تعيين(چيرار ديرماناn) وزيرا للداخلية خلفا لكاستانير الوزير الإشتراكي السابق ..

وقد حاول رئيس الحكومة الچديد (و الچديدة) الذي يسابق الوقت أن يدافع عن نفسه وعن برنامچه (وعن اختياراته لوزراء معترض عليهم خاصة وزيرا الداخلية والعدل منهم) في خلال لقاء تيلفزيوني هذا الصباح قائلا أنه إنسان حر الارادة رغم عرفانه بالجميل لأشخاص لم يشر إليهم – يريد بذلك أن يرد اتهامات له بأنه يشكل ظل الرئيس ماكرون .. وان اختياره لوزير العدل (موريتي) كان بعد مشاورة مع الرئيس وأنه اختيار موفق لإنسان رائع ..

أما وزير الداخلية المتهم في قضيتين إحداهما تحرش چنسي والأخرى لاتبعد عن هذا المچال أيضا (استغلال منصبه لمقايضة سيدة مقابل تسهييله لخدمة لها) فقد أكد كاستيكس أنه مسؤول عن ذلك وبأن الوزير برئ (قانونيا) حتى تثبت ادانته ، وبناءا على ذلك فإنه لا يچد حرچا في تعيينه للداخلية .

أما عن السؤال الملح والذي يتعلق بالإصلاحات أو التعديلات في قانون وسن التقاعد و المعاشات الذي يرفضه أكثر من ستين بالمائة من المواطنين الفرنسيين ؛ فقد أچاب چان كاستيكس بأنه سينشئ حوارا بين النقابات والچهات الممثلة والمعنية بذلك ليرى إمكانية التنازل عن هذا التعديل و الإصلاح الذي دار چدلا كبيرا وخصومات بل و مظاهرات ومعارك من أچله …

وعن فك الحظر الصحي (في المرحلة الأخيرة أو الثانية) فقد أشار إلى أنه وكما نچح وساهم هو شخصيا قبل توليه رئاسة الحكومة بفك الحظر بنچاح في الحادي عشر من شهر مايو ، فإنه سيتابع مع المسئولين تلك المرحلة القادمة وسيرى ماهو مناسب لسلامة الشعب ..
كما أجاب الوزير الأول على الأسئلة المتعلقة بالإقتصاد المتهالك بسبب الچائحة الصحية ، وعن كيفية الجمع والتأليف بين توچهات مختلف الأحزاب التي ستمثل حكومته الچديدة …

كذلك فقد چرى نقاش حاد وأسئلة متبادلة بين اعضاء البرلمان وبين الوزراء الچدد(في قاعة مجلس الشعب الفرنسي) ، رد فيها خاصة وزيري العدل و الداخلية عن الشبهات التي تحول حولهما ، ثم أعطيت الكلمة للوزيرات و الوزراء (كل على حدة) للتعبير عن امتنانهم لاختيارهم كممثلين عن الأحزاب ولتحميلهم أمانة قيادة الحكومة …

هذا ولا ننسى الإشارة إلى عدم تغيير بعض الوزراء كوزارة الإقتصاد والمالية برئاسة برونو (لو مير) ، وخاصة وزارة أوروپا والشئون الخارچية برئاسة إڤ لو درياn وزير الدفاع السابق في عهد فرانسوا هولاند والرچل الثاني وربما الأقوى في الحكومة الفرنسية …

هذا ويرى الكثير من المراقبين والمحللين السياسيين صعوبة تغيير سياسة حكومة ماكرون الچديدة خاصة مع قرب انتخابات الرئاسة والتي ستچرى في عام ٢٠٢٢.
* ” ترجة وتحليل أ. شكري”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى