دعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مصر إلى الكف عن مضايقة المواطنين الأمريكيين المقيمين لديها، وذلك في إطار تعقيبه على إفراج القاهرة عن مواطن مصري يحمل جواز سفر أمريكياً قبل عدة أيام، بعد اعتقال دام 16 شهراً.
تصريحات الوزير الأمريكي، الأربعاء 8 يوليو/تموز 2020، جاءت بعد يومين من الإفراج عن محمد عماشة (24 عاماً)، الذي أطلق سراحه الإثنين بعد نحو 16 شهراً من اعتقاله في ميدان التحرير في القاهرة لرفعه لافتة تطالب بالإفراج عن المعتقلين في السجون المصرية.
تحذير: بومبيو قال في المؤتمر الصحفي: “نشكر مصر لتأمينها الإفراج عن عماشة وإعادته إلى الولايات المتحدة، لكن في الوقت نفسه نحض المسؤولين المصريين على وقف المضايقة غير المبررة للمواطنين الأمريكيين وعائلاتهم الذين لا يزالون هناك”.
تأتي هذه التصريحات من بومبيو في الوقت الذي تقيم فيه إدارة الرئيس دونالد ترامب علاقات وثيقة مع الرئيس عبدالفتاح السيسي وتشيد بمكافحته الناشطين الإسلاميين وبدعمه معاهدة سلام مع إسرائيل.
إلا أن رسالة مفتوحة لمجموعة من خبراء السياسة الخارجية دعت الأسبوع الماضي بومبيو إلى إبلاغ مصر بأن التعاون بين البلدين بما في ذلك المساعدة العسكرية سيكون على المحك ما لم توقف الحكومة مضايقة المواطنين الأمريكيين، وكذلك الناشطين والصحفيين المصريين.
كما قالت مجموعة العمل المعنية بمصر التي نظمت برعاية مؤسسة “كارنيغي للسلام الدولي” إنه “بينما تحاول إدارة ترامب محاسبة إيران والصين على انتهاكاتهما المتهورة والخطيرة لحقوق الإنسان، نأمل بأن تخضع مصر للمعايير نفسها”.
وأضافت أن “الانتهاكات الجماعية المستمرة لحقوق الإنسان تزيد من احتمالات عدم الاستقرار في مصر وتهدد مصالح الأمن القومي الأمريكي”.
إضرابات عن الطعام: كان عماشة قد اعتقل في القاهرة خلال أبريل/نيسان 2019 بعد احتجاجه في ميدان التحرير وحمل لافتة كُتب عليها “الحرية لجميع السجناء”، حيث اتهمته السلطات بإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومساعدة جماعة إرهابية.
واعتراضاً على التوقيف التعسفي بحقه، دخل عماشة في إضراب عن الطعام منذ مارس/آذار 2020، وأعرب والده عن تخوفه من انتشار فيروس كورونا في السجون المصرية، لافتاً إلى أن نجله مصاب بأحد أمراض المناعة والربو.
حيث أثارت صحة عماشة الخوف من أن ينتهي المطاف به مثل المصري الأمريكي مصطفى قاسم، الذي تسببت وفاته بعد إضراب عن الطعام في السجن نفسه الذي اعتقل به عماشة، في انتقادات أمريكية للقاهرة.
ففي أبريل/نيسان 2020 طالب السيناتور الأمريكي كريس مورفي بالإفراج عن عماشة، محذراً من تكرار مأساة مصطفى قاسم، حيث يوجد ستة سجناء سياسيين أمريكيين بالسجون المصرية.
أكد السيناتور أنه سيستمر في الضغط من أجل اتخاذ موقف أكثر صرامة بشأن المساعدات العسكرية الأمريكية للقاهرة.
يذكر أن السلطات المصرية كانت قد أفرجت قبل أيام عن المواطن المصري الكندي ياسر الباز، وذلك بعد نحو أسبوع من الاتصال الهاتفي الذي أجراه رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مطالباً بإطلاق سراحه.
وما زالت المخاطبات الدولية والحقوقية للسلطات المصرية بضرورة الإفراج عن عشرات الآلاف من المعتقلين السياسيين في ظروف صحية صعبة، وخصوصاً مع تفشي كورونا.
ويقبع نحو 60 ألف معتقل منذ عام 2013 بالسجون، في ظروف إنسانية صعبة، أدت إلى وفاة عديد منهم، على رأسهم الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي.
