آخر الأخبار

صور سفير صيني يمشي على ظهور أشخاص منبطحين تثير جدلاً واسعاً.. دبلوماسي أمريكي يستنكر ومسؤولون يوضحون

أثارت صورة تُظهر السفير الصيني في جمهورية كيريباتي وهو يمشي على ظهور مجموعة من الناس، كجزء من حفل ترحيب أُقيم له في الجزيرة، جدلاً حول التفسيرات الخارجية للعادات المحلية، إضافة إلى جدل جيوسياسي عن نفوذ الصين المتزايد عبر المحيط الهادئ.

وفق تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الثلاثاء 18 أغسطس/آب 2020، فإن السفير الصيني، تانغ سونغ جين، زار جزيرة ماراكي في وقت سابق من هذا الشهر، وقد ظهر في صورة التقطت لوصوله وهو يمشي على ظهور مجموعة من الشباب الذين رقدوا على الأرض أمامه، كما يمسك السفير في الصورة بيد امرأتين ترتديان الزي التقليدي.

نفود أم تقاليد؟ وفي حين أن بعض المراقبين أخذوا يجادلون بأن الصورة رمز لتزايد نفوذ الصين في الدولة الأرخبيلية (خاصة بعد أن قررت حكومة كيريباتي، على نحو مفاجئ ومثير للجدل، تحويل تحالفها الدبلوماسي من تايوان إلى بكين في سبتمبر/أيلول الماضي)، جادل كثيرون من سكان كيريباتي عبر شبكة الإنترنت بأن هذه الممارسة تقليدية وأن الصورة قد أُسيء تفسيرها عمداً.

الملحق العسكري للولايات المتحدة في مجموعة من خمس جزر في المحيط الهادئ، تضم أرخبيل كيريباتي، كونستانتين بانايوتو، علق على الصورة قائلاً: “لا يمكنني على أي نحو تخيل أي سيناريو يكون فيه المشي على ظهور الأطفال سلوكاً مقبولاً من سفير أي بلد (أو أي شخص بالغ في هذا الخصوص)، ومع ذلك فإننا نشهد ذلك هنا بفضل سفير الصين في كيريباتي”.

فيما اعتبر البرلماني الأسترالي، ديف شارما، وهو دبلوماسي سابق خدم في بعثة أستراليا في بابوا غينيا الجديدة، إنه صُدم من الصورة.

من جانبه، قال رئيس مكتب أستراليا لشؤون منطقة المحيط الهادئ يوم الثلاثاء 18 أغسطس/آب، إن المفوض الحالي، بروس كوليد، لم يسبق أن شارك في أي حفل مماثل.

ومع ذلك، أشار كثيرون من أهل كيريباتي إلى أن هذه الممارسة مألوفة في العديد من جزر الأرخبيل، وأن لفتة الترحيب الرسمية أُخرجت عمداً عن سياقها.

وقال أحد مواطني الأرخبيل عبر الإنترنت: “هذا نوع من إظهار الاحترام للضيوف في جزيرتنا. إذا تزوج أجنبي من أسر الجزيرة، يستلقي الرجال ترحيباً به. أما النساء، فيقوم الرجال بحملها على أكتافهم إلى وجهتها. دعونا لا نتلاعب بالحقائق لتتماشى مع تصوراتنا”.

كرم الضيافة: في السياق ذاته، تقول الدكتورة كاترينا تيوا، الأستاذة المساعدة في كلية آسيا والمحيط الهادئ بالجامعة الوطنية الأسترالية، إن الواقعة على الرغم من أنها تشتمل على رمزية قوية، فإنها تظهر إبداء أهل ماراكي لكرم الضيافة، ولا تنطوي على أي نوع من القهر.

وأضافت: “يجب أن يكون الجميع أكثر احتراماً لتنوع طرق التعبير في المحيط الهادئ. وأن يُحترم حق سكان الجزر في تقرير مصيرهم الثقافي بأنفسهم”.

يُذكر أن الجدل قد ثار بعد أن نشر تانغ، الذي عينته الصين سفيراً لها في كيريباتي في مارس/آذار، بياناً على الإنترنت بشأن زيارته إلى تابيتويا الشمالية وتابيتويا الجنوبية وماراكي في وقت سابق من هذا الشهر.

Lots of chatter over 1st pic of traditional welcome for Chinese dignitary to #Kiribati; Hardly a peep about 2nd at past PIFS summit in Cook Is; 3rd Samoan siva; 4th Tongan Princess welcome… I don’t think we need to explain our customs, so let’s just say cultural context is key. pic.twitter.com/vEkkoGeP4K

رهانات استراتيجية: ومن جهة أخرى، تحظى كيريباتي بأهمية استراتيجية كبيرة، التي كانت مستعمرة بريطانية سابقة وتتكون من ثلاثة أرخبيلات ممتدة على منطقة محيطية بحجم الهند تقريباً، خاصةً في عصر التنافس بين الولايات المتحدة والصين في المحيط الهادئ.

وتجددت المخاوف الأمريكية العام الماضي بعد أن اتخذ رئيس كيريباتي، تانيتي ماماو، قراراً مفاجئاً ومثيراً للجدل بإعادة التمثيل الدبلوماسي لكيريباتي إلى الصين بعد 17 عاماً من التحالف مع تايوان.

كما أعرب الجيش الأمريكي عن مخاوفه من أن كيريباتي قد تسمح للصين ببناء منشآت ذات استخدام مزدوج (عسكري ومدني) في أكبر جزرها، كريسماس، على بعد 2000 كيلومتر جنوب هاواي، ومقر أسطول المحيط الهادئ الأمريكي.

وتعمل كيريباتي بالفعل على تطوير بنيتها التحتية لصيد الأسماك في جزيرة كريسماس، بالشراكة مع شركة صينية، إلا أن رئيس البلاد ماماو أخبر صحيفة The Guardian هذا الشهر بأنه: “لم يكن هناك أي نية أو خطة لهذه الحكومة بشأن السماح للصين بإقامة قاعدة ملحقة في جزيرة كريسماس”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى