آخر الأخبار

“شعرت بالرهبة أمامها، تحدثنا وأيضاً صمَتنا”.. ماكرون يكشف جانباً مما دار خلال لقائه بفيروز

لم يتحفظ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الكشف عما دار في لقاءاته مع السياسيين في لبنان، والتلويح بفرض عقوبات على الساسة الفاسدين، لكنه آثر الحفاظ على الكثير من أسرار لقائه بفيروز، ولم يكشف سوى تفاصيل قليلة عنها، قائلاً إنه يحترم “السر” الذي تحيط به (جارة القمر) نفسها.

“شعرت بالرهبة”: في مؤتمر صحفي بقصر الصنوبر في بيروت، الثلاثاء 1 سبتمبر/أيلول 2020، في ختام زيارة استمرت يومين للبنان، انهمرت أسئلة الصحفيين على ماكرون للحديث عما دار في اللقاء ليل الإثنين الفائت مع فيروز، فحرص الرئيس الفرنسي على الإجابة فقط عما يتعلق به شخصياً.

ماكرون قال إنه “فيما يتعلق بفيروز، اسمحوا لي أن أحافظ على خصوصية هذا اللقاء. أستطيع أن أقول ما شعرت به وما قلته لها شخصياً. أنا قلت إنني أشعر بالرهبة أن أكون أمام ديڤا مثل فيروز. هذه الفنانة الوطنية، وأن أرى جمالها وهذا السحر الذي تتمتع به وهذا الوضوح السياسي والوعي السياسي”.

اعتبر ماكرون كذلك أن صوت فيروز ليس “قطعة إكسسوار في مثل هذه الأزمة”، وقال: “أعتقد أنها تحمل بشكل ربما واقعي أو غير واقعي جزءاً من لبنان الحلم، وصوتها مهم للغاية بالنسبة لكل الأجيال التي رافقتها”، مشدداً على أن صوت فيروز لا يزال مهماً.

وتحت ضغط الأسئلة، قال ماكرون: “لن أتحدث عنها بالتأكيد؛ لأنني أعتقد أن هذا جزء من الحلم والسر الذي تحيط نفسها به.. هذا السر هو جزء من فيروز”.

كما أنه وفي عبارة تعكس عمق اللقاء والحرص على الحفاظ على أسراره، ختم ماكرون تصريحاته للصحفيين قائلاً: “لقد تحدثنا.. وأيضا صمتنا”.

لقاء استثنائي: وظل اللقاء محاطاً بهالة من السرية، إلى أن نشرت الصفحة الرسمية الخاصة بفيروز على منصة فيسبوك صوراً عن اللقاء الذي استمر ساعة وربع الساعة.

ظهرت فيروز في الصور بإطلالة بسيطة تعكس طبيعتها، وابتسامة خجولة وبجوارها ماكرون، في منزلها الواقع في منطقة الرابية في إنطلياس جبل لبنان، والتزاماً بقواعد وإجراءات الوقاية من فيروس كورونا، وضعت الفنانة اللبنانية قناعاً شفافاً لم يستطع أن يحجب ابتسامتها المحببة لقلوب عشاقها.

كما ارتدت فيروز عباءة سوداء مطرزة، وغطت مقدمة رأسها بمنديل أسود تراثي، وبدت سعيدة بعد أن قلدها ماكرون وسام جوقة الشرف، وهو أرفع وسام في فرنسا.

كذلك أظهرت ثلاث صور فوتوغرافية منزل فيروز الذي يزدان بصور عائلتها وزوجها الراحل عاصي الرحباني، وأيقونات أثرية ودينية لقديسين على الجدران، ولوحات إحداها تصور وجوهاً متعددة لفيروز بريشة ‏الفنانة الكرواتية جوستينا سيسي توماسيو سرسق تعود لعام 1980.

عقب اللقاء قال ماكرون لقناة الجديد التلفزيونية إن فيروز “جميلة وقوية للغاية، تحدثت معها عن كل ما تمثله بالنسبة لي، عن لبنان نحبه وينتظره الكثير منا، عن الحنين الذي ينتابنا”.

وعندما سُئل ماكرون عن أغنيته المفضلة لفيروز أجاب بأنها “لبيروت”، وهي الأغنية التي كانت تبثها أغلب القنوات اللبنانية المحلية أثناء عرض صور الانفجار الهائل في مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/آب 2020، والذي أودى بحياة 190 شخصاً على الأقل ودمر أحياء بأكملها، وتسبب في تشريد 250 ألف شخص، وهدم مؤسسات تجارية، وأطاح بإمدادات الحبوب الأساسية.

تكريم فيروز: وعلى مدى تاريخها الحافل، نالت فيروز إعجاب رؤساء فرنسيين آخرين. فقد منحها الرئيس فرانسوا ميتران وسام قائد الفنون والآداب عام 1988، ومنحها الرئيس جاك شيراك وسام فارس جوقة الشرف عام 1998.

كما أن مشاهد بثتها شاشات التلفزيون المحلية أظهرت مرافقين لماكرون يحملون لوحة مغطاة بقماش أزرق قدمتها فيروز هدية لضيفها الفرنسي.

بحسب وكالة رويترز، تربط فيروز بالدولة الفرنسية علاقات صداقة متينة توطدت عام 1975 عندما ظهرت للمرة الأولى على شاشة التلفزيون الفرنسي ضمن برنامج “سبيسيال ماتيو”، الذي كانت تقدمه صديقتها الفنانة الفرنسية ميراي ماتيو، وقدمت هناك أغنية “حبيتك بالصيف”.

طُرحت هذه الأغنية قبل دخول لبنان في أتون حرب أهلية استمرت بين عامي 1975 و1990، وهي فترة كان لا يزال فيها مشهوراً بلقب “سويسرا الشرق الأوسط”، حيث كان يجتذب مشاهير هوليوود إلى مطاعمه وشواطئه البديعة.

بعد ذلك اتخذت العلاقة بين فرنسا وفيروز شكلاً أعمق خلال الحرب اللبنانية، عندما أقامت فيروز حفلاً ضخماً في الأولمبيا بباريس عام 1979 وغنت “باريس يا زهرة الحرية”.

ونادراً ما تتحدث فيروز لوسائل الإعلام رغم إذاعة أغنياتها عبر موجات الأثير من الرباط وحتى بغداد.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى