لايف ستايل

لهذا يجب الامتناع تماماً عن استخدام زيت الأطفال لاكتساب السمرة

يشيع استخدام زيت الأطفال لاكتساب السمرة للبشرة. لكن زيت الأطفال لا يحتوي على عامل حماية ضد الشمس SPF؛ ما يعني أنه من غير الصحي استخدامه عند التعرض للشمس. لكن إلى أي مدى يصل ضرره تحديداً؟ 

أولاً، علينا معرفة أنه لا يوجد ما يُسمى السُّمرة الصحية (وحتى إن كنا نضع كريماً واقياً من الشمس، فأي تعرض للشمس أو تسمير يضر بالبشرة)، لكن هل هناك طريقة آمنة نستخدم بها زيت الأطفال في اكتساب السُّمرة؟ 

نشر موقع Byrdie الأمريكي آراء بعض أبرز أطباء الجلد في الولايات المتحدة للاستماع لتوصياتهم بشأن زيت الأطفال.  

لدى الكثير منا زجاجة من زيت الأطفال مخبأة في خزانة في مكان ما، ويتوفر المنتج كذلك على أرفف جميع متاجر البقالة والأدوية تقريباً. لكننا في الغالب لا نعطي أنفسنا فرصة التفكير في ماهية زيت الأطفال.

يتكون زيت الأطفال بالأساس من منتج عديم الرائحة يُسمى الزيت المعدني، ممزوج بالقليل من العطر المميزة. وعند وضعه على البشرة، يستقر زيت الأطفال على سطح الجلد بدلاً من التغلغل بداخله، ومن المعروف أنه يُنعِّم البشرة ويساعدها على الاحتفاظ بالرطوبة.

يستخدم كثيرٌ من الناس زيت الأطفال لتسمير البشرة لأنه يمكن أن يجعلها تكتسب لوناً بسرعة أكبر. لكن طبيبة الأمراض الجلدية ميشيل فاربر تقول إنَّ سبب هذا الاسمرار الأسرع هو أنَّ زيت الأطفال يساعد على جذب وامتصاص الأشعة فوق البنفسجية. 

المشكلة تكمن في أنَّ زيت الأطفال لا يوفر أية حماية من أشعة الشمس، وهذه مشكلة ليست هينة. وتؤكد ميشيل: “الجلوس في الشمس لفترات طويلة دون أية تغطية أمر ضار للغاية”.

ربما تكون قد بدأت تدرك أنَّ الاستلقاء في الشمس وأنت مغمور بزيت الأطفال ليس أذكى قرار يمكن اتخاذه من حيث تأثيره في صحتك، إذ يتفق أطباء الأمراض الجلدية بشدة على أنه ليس من الآمن استخدام زيت الأطفال في التسمير. وفي الواقع، يقولون إنه لا توجد طريقة آمنة للتسمير.

أي أنَّ التسمير ببساطة، أياً كانت وسيلته، ليس صحياً.

إذ تقول شاري سبيرلنغ، طبيبة أمراض جلدية: “زيت الأطفال يجعلك تكتسب سُمرة في زمن أقصر؛ لأنَّ امتصاصه لأشعة الشمس أفضل. ومع ذلك، لا يستحق ذلك حجم الضرر الذي سيحدث لبشرتك، وتعريض نفسك لخطر الإصابة بسرطان الجلد”.

من جانبها، قدّمت سوزان ماسيك، أستاذ مساعد في قسم الأمراض الجلدية بجامعة أوهايو، شرحاً مباشراً وواضحاً جداً لنا؛ إذ أشارت إلى أنَّ واحداً من كل 5 أمريكيين يُصَاب بسرطان الجلد بحلول سن السبعين، ويموت أمريكي واحد تقريباً بسبب سرطان الجلد كل ساعة، ويمكن أن تؤدي حروق الشمس في مرحلة الطفولة إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد بنسبة 50%. 

وتضيف: “التعرض للشمس تراكمي، والتعرض المفرط والمُزمِن للشمس يمكن أن يدمر سلامة بشرتك وصحتها، ويُسرِّع عملية الشيخوخة، وقد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد”.

إذا لم تكن الأسباب المذكورة أعلاه مقنعة بما يكفي للتوقف عن عادة التسمير، إليكم أيضاً بعض المعلومات الإضافية عن المخاطر المحددة التي ستتعرضون لها عند استخدام زيت الأطفال في التسمير:

تلف الجلد والتصبُّغ: يحفز التعرض للأشعة فوق البنفسجية، الذي يزداد عندما تنثر زيت الأطفال على البشرة، نشاط الخلايا الصبغية أو الخلايا المُنتِجة للصبغة. وتقول ميشيل فاربر: “يمكن أن يسبب هذا تفاوتاً في صبغة البشرة، وبقع الشمس، وتغميق الشامات، وتفاقم مخاوف التصبغات الموجودة مثل الكلف”.

زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد: يجذب زيت الأطفال الأشعة فوق البنفسجية ويسمح لها بالتغلغل بعمق أكبر في البشرة؛ ما يزيد من خطر تلف الخلايا والإصابة بسرطان الجلد. تقول سوزان ماسيك: “الأشخاص الذين يستخدمون زيت الأطفال قد يسببون لأنفسهم حروق الشمس عن غير قصد بدرجة أسرع وأسهل قبل أن يدركوا حتى ذلك. ومع زيادة امتصاص أشعة الشمس والاختراق الأعمق للأشعة فوق البنفسجية المُسبِبَة للسرطان، يزداد خطر الإصابة بسرطان الجلد أيضاً”.

الشيخوخة المبكرة: ما لم تكن تحاول تسريع عملية الشيخوخة، فسترغب بالتأكيد في التخلص من زيت الأطفال. تقول ميشيل فاربر إنَّ زيادة التعرض للأشعة فوق البنفسجية من خلال تسمير البشرة (سواء باستخدام زيت الأطفال أم غيره) يتسبب في تكسير الكولاجين وزيادة التجاعيد وبقع الشمس وترقق الجلد.

زيادة فرص الإصابة بحروق الشمس: قد يزيد زيت الأطفال من خطر الإصابة بحروق. من المهم إدراك أنَّ حروق الشمس تسبب مشكلات أخرى، بالإضافة إلى الألم والحكة وعدم الراحة. تقول ميشيل فاربر إنَّ حروق الشمس الشديدة التي تغطي جزءاً كبيراً من جسمك يمكن أن تتطلب علاجاً طبياً، وإذا تحولت لثآليل، فقد تؤدي إلى حدوث ندبات وزيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد. وهذا ليس كل شيء، إذ يمكن أن تسبب حروق الشمس الجفاف أيضاً. ومرة أخرى نؤكد، لا يستحق الأمر كل هذا العناء، أليس كذلك؟

يتفق جميع خبراء الأمراض الجلدية لدينا على أنه ليس من الجيد استخدام زيت الأطفال فوق كريم الوقاية من الشمس، ويرجع ذلك أساساً إلى أنَّ زيت الأطفال لا يحتوي على أي عامل حماية من الشمس، وبالتالي لن يحمي بشرتك من أشعة الشمس الضارة. وتقول سوزان ماسيك: “أنت تمزح إذا اعتقدت أنَّ خلط زيت الأطفال مع واقي الشمس سيوفر حماية أكبر من استخدام زيت الأطفال وحده. لا تخلط واقي الشمس مع أية زيوت أخرى، ولا تعتبر زيت الأطفال واقياً من الشمس بأي شكل من الأشكال”.

بدورها، توضح ميشيل فاربر أنَّ وضع طبقة من زيت الأطفال مع واقٍ من الشمس يمكن أن يكون خطيراً لأنَّ طبقة الواقي قد تمنحك إحساساً زائفاً بالأمان. 

ومن المهم أن نفهم أنَّ زيت الأطفال هو منتج مختلف تماماً عن كريم الوقاية من أشعة الشمس. ففي حين أنَّ واقي الشمس واسع الطيف يحمي البشرة من الأشعة فوق البنفسجية طويلة ومتوسطة المدى الضارة التي تُسبِّب تلف الجلد وسرطان الجلد وحروق الشمس والمزيد، فإنَّ زيت الأطفال لا يوفر لك أية حماية من أشعة الشمس على الإطلاق.

لا يوجد شيء اسمه تسمير آمن -حتى لو كنت تستخدم عامل حماية من الشمس SPF– لكن استخدام زيت الأطفال بدلاً من واقي الشمس سيزيد الأمور سوءاً. 

فعلى الرغم من أنَّ زيت الأطفال يُسرِّع عملية تسمير البشرة، لكن استخدام زيت الأطفال في التسمير بدرجة كبيرة يزيد من مخاطر شيخوخة الجلد المبكرة، والأهم من ذلك، سرطانات الجلد التي تهدد الحياة. 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى