آخر الأخبارتراند

كورونا جائحة كوفيد وارتباطها بالمملكة الخفية التى تحكم العالم “الجزء الثامن”

أحجار على رقعة الشطرنج

دراسة نوعية وبحث على عديد من الحلقات

د.صلاح الدوبى 

الأمين العام لمنظمة اعلاميون حول العالم

ورئيس فرع منظمة اعلاميون حول العالم 

رئيس حزب الشعب المصرى 

جنيف – سويسرا

مراحل المؤامرة

1 ويتطلب مخطط وايزهاوبت ما يلي:

2 مركز قيادة المؤامرة:

3 المؤامرة لم تتوقّف لحظة:

في عام 1784 وضعت مشيئة الله تحت حيازة الحكومة البافارية براهين قاطعة علي وجود المؤامرة الشيطانية المستمرة:

كان آدم وايزهاوبت Adam Weishaupt أستاذا يسيوعيا للقانون في جامعة انغولد شتات Ingoldstadt، ولكنه أرتد عن المسيحية ليعتنق المذهب الشيطاني.. في عام 1770 استأجره المرابون الذين قاموا بتنظيم مؤسسة روتشيلد، لمراجعة وإعادة تنظيم البروتوكولات القديمة علي أسس حديثة.. والهدف من هذه البروتوكولات هو التمهيد لكنيس الشيطان للسيطرة علي العالم، كما يفرض المذهب الشيطاني وأيديولوجيته علي ما يتبقى من الجنس البشريّ، بعد الكارثة الاجتماعية الشاملة التي يجري الإعداد لها بطرق شيطانية طاغية.

وقد أنهي وايزهاوبت مهمته في الأول من أيار (مايو) 1776.

ويستدعي هذا المخطط الذي رسمه وايزهاوبت تدمير جميع الحكومات والأديان الموجودة.. ويتم الوصول إلي هذا الهدف عن طريق تقسيم الشعوب ـ التي سماها الجوييم (لفظ بمعني القطعان البشرية، يطلقه اليهود علي البشر من الأديان الأخرى) ـ إلي معسكرات متنابذة تتصارع إلي الأبد، حول عدد من المشاكل التي تتولّد دونما توقف، اقتصادية وسياسية وعنصرية واجتماعية وغيرها.

ويقتضي المخطط تسليح هذه المعسكرات بعد خلقها، ثم يجري تدبير “حادث” في كل فترة، لتنقص هذه المعسكرات علي بعضها البعض، فتضعف نفسها محطمة الحكومات الوطنية والمؤسسات الدينية.

وفي عام 1776 نظم وايزهاوبت جماعة النورانيين لوضع المؤامرة موضع التنفيذ.. وكلمة النورانيين تعبير شيطاني يعني “حملة النور”.

ولجأ وايزهاوبت إلي الكذب، مدعيا أن هدفه الوصول إلي حكومة عالمية واحدة، تتكون من ذوي القدرات الفكرية الكبرى ممن يتم البرهان علي تفوقهم العقليّ.. واستطاع بذلك أن يضمّ إليه ما يقارب الألفين من الأتباع، من بينهم أبرز المتفوقين في ميادين الفنون والآداب والعلوم والاقتصاد والصناعة.. وأسس عندئذ محفل الشرق الأكبر ليكون مركز القيادة السريّ لرجال المخطط الجديد.. وتقتضي خطة وايزهاوبت المنقّحة من أتباعه النورانيين اتّباع التعليمات الآتية لتنفيذ أهدافهم:

  1. استعمال الرِشوة بالمال والجنس، للوصول إلي السيطرة علي الأشخاص الذين يشغلون المراكز الحساسة علي مختلف المستويات، في جميع الحكومات وفي مختلف مجالات النشاط الإنساني.. ويجب عندما يقع أحدهم شراك النورانيين، أن يستنزف بالعمل في سبيلهم، عن طريق الابتزاز السياسيّ، أو التهديد بالخراب المالي، أو يجعله ضحية لفضيحة عامه كبري، أو بالإيذاء الجسدي، أو حتى بالموت هو ومن يحبهم.
  2. يجب علي النورانيين الذين يعملون كأساتذة في الجامعات والمعاهد العلمية، أن يولوا اهتمامهم إلي الطلاب المتفوقين عقليا والمنتمين إلي أسر محترمة، ليولّدوا فيهم الاتجاه نحو الأممية العالمية، كما يجري تدريبهم فيما بعد تدريبا خاصا علي أصول المذهب العالميّ، بتخصيص منح دراسية لهم.. ويلقّن هؤلاء الطلاب فكرة الأممية أو العالمية، حتى تلقي القبول منهم، ويرسخ في أذهانهم أن تكوين حكومة عالمية واحدة في العالم كله، هو الطريقة الوحيدة للخلاص من الحروب والكوارث المتوالية.. ويجب إقناعهم بأن الأشخاص ذوي المواهب والملكات العقلية الخاصة، لهم الحق في السيطرة علي من هم أقل كفاءة وذكاء منهم، لأن الجوييم يجهلون ما هو صالح لهم جسديا وعقليا وروحيا.. ويوجد في العالم اليوم ثلاث مدارس متخصصة بذلك.. تقع الأولي في بلده غوردنستون Gorodonstoun في سكوتلندا، والثانية في بلده سالم Salem في ألمانيا، والثالثة في بلدة أنا فريتا Anavryta في اليونان.. وقد درس الأمير فيليب زوج ملكه إنكلترا اليزابيث الثانية في غوردنستون، بتدبير من عمه اللورد لويس ماونتباتن Lord Louis Mountbatten، الذي أصبح بعد الحرب العالمية الثانية القائد الأعلى للبحرية البريطانية.
  3. مهمة الشخصيات ذات النفوذ التي تسقط في شباك النورانيين والطلاب الذين تلقوا التدريب الخاص، هي أن يتم استخدامهم كعملاء خلف الستار، بعد إحلالهم في المراكز الحساسة لدي جميع الحكومات، بصفة خبراء أو اختصاصيين، بحيث يكون في إمكانهم تقديم النصح إلي كبار رجال الدولة، وتدريبهم لاعتناق سياسات تخدم في المدى البعيد المخططات السرية لمنظمة العالم الواحد، والتوصل إلي التدمير النهائي لجميع الأديان والحكومات.
  4. السيطرة علي الصحافة وكل أجهزة الإعلام الأخرى، ومن ثم تعرض الأخبار والمعلومات علي الجوييم بشكل يدفعهم إلي الاعتقاد بأن تكوين حكومة أممية واحدة هو الطريق الوحيد لحل مشاكل العالم المختلفة.

ولما كانت فرنسا وإنكلترا أعظم قوتين في العالم في تلك الفترة، أصدر وايزهاوبت أوامره إلي جماعة النورانيين لكي يثيروا الحروب الاستعمارية لأجل إنهاك بريطانيا وإمبراطوريتها، وينظموا ثورة كبري لأجل إنهاك فرنسا.. وكان في مخططه أن تندلع هذه الأخيرة في عام 1789.

هذا وقد وضّع كاتب ألماني أسمه سفاك Zwack نسخة وايزهاوبت المنقحة عن المؤامرة القديمة، علي شكل كتاب جعل عنوانه “المخطوطات الأصلية الوحيدة”Einige Original Scripten.

وفي عام 1784 أرسلت نسخة من هذه الوثيقة إلي جماعة النورانيين، الذين أوفدهم وايزهاوبت إلي فرنسا لتدبير الثورة فيها.. ولكن صاعقة انقضت علي حامل الرسالة وهو يمر خلال راتسبون Ratisbon في طريقه من فرانكفورت إلي باريس، فألقته صريعا على الأرض، مما أدي إلي العثور علي الوثيقة التخريبية من قبل رجال الأمن لدي تفتيشهم جثته، وسلم هؤلاء الأوراق إلي السلطات المختصة في حكومة بافاريا.

وبعد أن درست الحكومة البافارية بعناية وثيقة المؤامرة، أصدرت أوامرها إلي قوات الأمن لاحتلال محفل الشرق الأكبر ومداهمه منازل عدد من شركاء وايزهاوبت من الشخصيات ذات النفوذ، بما فيها قصر البارون باسوس Bassus في سندرسدورف Sandersdorfv.

وأقنعت الوثائق الإضافية ـ التي وجدت إبان هذه المداهمات ـ الحكومة البافارية بأن الوثيقة هي نسخة أصلية عن مؤامرة رسمها الكنيس الشيطاني الذي يسيطر علي جماعة النورانيين.

وهكذا أغلقت حكومة بافاريا محفل الشرق الأكبر عام 1785، واعتبرت جماعة النورانيين خارجين على القانون.

وفي عام 1786 نشرت سلطات بافاريا تفاصيل المؤامرة، بعنوان “الكتابات الأصلية لنظام ومذاهب النورانيين”.. وأرسلت نسخا منها إلي كبار رجال الدولة والكنيسة.. ولكن تغلغل النورانيين ونفوذهم كانا من القوة، بحيث تجوهل هذا النذير، كما تجوهلت قبله تحذيرات المسيح للعالم.

انتقل نشاط النورانيين منذ ذلك الوقت إلي الخفاء، وأصدر وايزهاوبت تعاليمه إلي أتباعه بالتسلل إلي صفوف ومحافل جمعية الماسونية الزرقاء، وتكوين جمعية سرية في قلب التنظيمات السرية.

ولم يسمح بدخول المذهب النورانيّ، إلا للماسونيين الذين برهنوا علي ميلهم للأممية، وأظهروا بسلوكهم بعدا عن الله.. وهكذا استخدم النورانيون قناع الإنسانية لتغطية نشاطهم التخريبي الهدام.. وعندما شرعوا في التمهيد للتسلل إلي المحافل الماسونية في بريطانيا، وجهوا الدعوة إلي جون روبنسون لزيارة الدول الأوروبية.. وكان روبلسون أحد كبار الماسونيين في سكوتلندا وأستاذا للفلسفة الطبيعية في جامعة أدنبره وأمين سر الجمعية الملكية فيها.. ولكن خدعتهم لم تنطلِ علي روبنسون، ولم يصدق أن الهدف الذي يريد العالميون الوصول إليه هو إنشاء دكتاتورية محبة وسماحة.. إلا أنه احتفظ بمشاعره لنفسه.. وعهد إليه النورانيون بنسخة منقحة من مخطط مؤامرة وايزهاوبت لدراستها والحفاظ عليها.

وفي عام 1789 تفجرت الثورة في فرنسا، بسبب رضوخ رجال الدولة والكنيسة فيها للنصح الذي وُجّه إليهم بتجاهل التحذيرات التي تلقوها.

ولكي ينبّه الحكومات الأخرى إلي خطر النورانيين، عمد روبنسون إلي نشر كتاب سنه 1798، أسماه “البرهان علي وجود مؤامرة لتدمير كافة الحكومات والأديان”.. ولكن هذا التحذير تُجوهل أيضا كما تجوهلت التحذيرات التي سبقته!

كان توماس جيفرسون قد أصبح تلميذا لوايزهاوبت، كما كان من أشد المدافعين عنه حينما أعلنته حكومة بلاده خارجا علي القانون.. وعن طريق جيفرسون تم تغلغل النورانيين في المحافل الماسونية حديثة التشكيل آنئذ في “إنجلترا الجديدة” New England.

ومع علمي أن هذه المعلومات ستهز الكثير من الأمريكيين إلا أنني أرغب في تسجيل الحقائق التالية:

في عام 1789 حذر جون روبنسون الزعماء الماسونيين من تغلغل جماعة النورانيين في محافلهم.

وفي التاسع عشر من تموز 1798 أدلي دافيد باين رئيس جامعة هارفارد بنفس التحذير إلي المتخرجين، وأوضح لهم النفوذ المتزايد للنورانيين في الأوساط السياسية والدينية في الولايات المتحدة الأميركية.

كان جون كوينسي آدا مز John Quincy Adams قد نظم المحافل الماسونية في أميركا.. وقرر عام 1800 ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية ضد جيفرسون، فكتب ثلاث رسائل إلي الكولونيل وليم ستون، شارحا كيف استخدم جيفرسون المحافل الماسونية لأهداف تخريبية.. ومما يؤكد صحة مضمون هذه الرسائل، نجاح جون كوينسي أدامز في انتخابات الرئاسة.. ولا تزال هذه الرسائل محفوظة في مكتبه ريتنبورغ سكوير Ritenburg في مدينة فيلادلفيا.

وفي عام 1826 رأي الكابتن وليام مورغان أن واجبه يقتضي منه إعلام بقية الماسونيين والرأي العام بالحقيقة فيما يتعلق بالنورانيين ومخططاتهم السرية وهدفهم النهائي.. وكلف النورانيون واحدا منهم ـ هو الإنجليزي ريتشارد هوارد ـ بتنفيذ حكمهم الذي أصدروه علي مورغان بالموت كخائن.. وحذر الكابتن مورغان من الخطر، فحاول الهرب إلي كندا، ولكن هوارد تمكن من اللحاق به بالقرب من الحدود، حيث اغتاله علي مقربة من وادي نياغارا.. وعثر التحقيق علي شخص من نيويورك اسمه آفيري ألين Avery Allen أقسم يمينا أنه سمع هوارد وهو يقدم تقريرا في اجتماع لجمعية سرية في نيويورك اسمها “فرسان المعبد” Knights Templars، حيث شرح في هذا التقرير كيف نقد حكم الإعدام بالكابتن مورغان.. وأفاد كيف اتخذت الترتيبات لنقل القاتل بعيدا إلي إنجلترا.

لا يعلم سوي القليلين اليوم، أن هذا الحادث أدي آنئذ إلي استياء وغضب ما يقرب من 40% من الماسونيين في شمالي الولايات المتحدة وهجرهم للماسونية.. ولدي نسخ عن تفاصيل محاضر اجتماع ماسوني كبير عقد آنئذ لمناقشة هذه الحادثة.. ونستطيع تصوّر مقدار نفوذ القائمين علي المؤامرة الشيطانية، إذا تذكرت بأنهم استطاعوا حذف حوادث بارزة كهذه من مناهج التاريخ التي تدرس في المدارس الأمريكية!!

وفي عام 1829 عقد النورانيون مؤتمرا لهم في نيويورك، تكلم فيه نورانيّ إنجليزي اسمه رايت Wright، وأعلم فيه المجتمعين أن جماعتهم قرّرت ضم جماعات العدنيين Nihilist والإلحاديين Atheist وغيرهم من الحركات التخريبية الأخرى، في منظمة عالمية واحدة تعرف بالشيوعية.. وكان الهدف من هذه القوة التخريبية التمهيد لجماعة النورانيين لإثارة الحروب والثورات في المستقبل.. وقد عين كيلينتون روزفلت Clinton Roosevelt ـ الجد المباشر لفرانكلين روزفلت ـ و(هوارس غريلي) و(تشارلز دانا) لجمع المال لتمويل المشروع الجديد.. وقد مولت هذه الأرصدة (كارل ماركس) و(إنجليز) عندما كتبا “رأس المال” و “البيان الشيوعي” في حي سوهوفي العاصمة الإنجليزية لندن.

وفي عام 1830 مات وايزهاوبت بعد أن ادّعي أن النورانية ستموت بموته، ولكي يخدع مستشاريه الروحانيين، تظاهر بأنه تاب وعاد إلي أحضان الكنيسة.

وهكذا ففي الوقت الذي كان فيه كارل ماركس يكتب “البيان الشيوعي” تحت إشراف جماعة من النوارنيين، كان البروفيسور (كارل ريتر) من جامعة فرانكفورت يعد النظرية المعادية للشيوعية، تحت إشراف جماعة أخري من النورانيين، بحيث يكون بمقدور رؤوس المؤامرة العالمية استخدام النظريتين في التفريق بين الأمم والشعوب، بصورة ينقسم فيها الجنس البشري إلي معسكرين متناحرين، ثم يتم تسليح كل منها ودفعهما للقتال وتدمير بعضهما والمؤسسات الدينية والسياسية لكل منهما.

وقد أكمل العمل الذي شرع به ريتر، ذلك الألماني الذي وصف بالفيلسوف (فردريك وليام) الذي أسس المذهب المعروف باسمه “النيتشييزم”.

وكان هذا المذهب هو الأساس الذي تفرع عنه فيما بعد المذهب النازي.. وهذه المذاهب هي التي مكنت عملاء النورانيين من إثارة الحربين العالميتين الأولي والثانية.

وفي عالم 1834 اختار النورانيون الزعيم الثوري الإيطالي جيوسيبي مازيني Guiseppi Mazzini ليكون مدير برنامجهم لإثارة الاضطرابات في العالم.. وقد ظل هذا المنصب في يدي مازيني حتى مات عام 1872.

في عام 1840 جيء إليه بالجنرال الأميركي بابك Albert Pike، الذي لم يلبث أن وقع تحت تأثير مازيني ونفوذه.. وكان الجنرال بابك شديد النقمة آنئذ، لأن الرئيس جيفرسون دافيس سرح القوات الهندية الملحقة بالجيش، والتي كانت تحت قيادته، بسبب ارتكابهم فظائع وحشية تحت قناع الأعمال الحربية العادية.. وتقبل الجنرال بابك فكرة الحكومة العالمية الواحدة، حتى أصبح فيما بعد رئيس النظام الكهنوتي للمؤامرة الشيطانية.. وفي الفترة بين عامي 1859 و1871 عمل في وضع مخطط عسكريّ لحروب عالمية وثلاث ثورات كبري، اعتبر أنها جميعها سوف تؤدي خلال القرن العشرين إلي وصول المؤامرة إلي مرحلتها النهائية.

قام الجنرال بابك بمعظم عمله في قصره في بلدة ليتل روك في ولاية أر كاس عام 1840.. وعندما أصبح النورانيون ومعهم محافل الشرق الأكبر موضعا للشبهات والشكوك، بسبب النشاط الثوري الواسع الذي قام به مازيني في كل أرجاء أوربا، أخذ الجنرال بابك علي عاتقة مهمة تجديد وإعادة تنظيم الماسونية، حسب أسس مذهبية جديدة، وأسس ثلاثة مجالس عليا أسماها “البالادية“، الأول في تشارلستون في ولاية كارولينا الجنوبية في الولايات المتحدة، والثاني في روما بإيطاليا، والثالث في برلين بألمانيا..

وعهد إلي مازيني بتأسيس ثلاثة وعشرين مجلسا ثانويا تابعا لها، موزعة علي المراكز الاستراتيجية في العالم.. وأصبحت تلك المجالس منذئذ وحتى الآن مراكز القيادة العامة السرية للحركة الثورية العالمية.. وقبل إعلان ماركوني اختراعه اللاسلكي (الراديو) بزمن طويل، كان علماء النورانيين قد تمكنوا من إجراء الاتصالات السرية بين بابك ورؤساء المجالس المذكورة..

وكان اكتشاف هذا السر هو الذي جعل ضباط المخابرات يدركون كيف أن أحداثا غير ذات صلة ظاهرية مع بعضها تقع في أمكنة مختلفة من العالم وفي وقت واحد، فتخلق ظروفا وملابسات خطيرة، فلا تلبث أن تتطور حتى تنقلب إلي حرب أو إلي ثورة.

كان مخطط الجنرال بابك بسيطا بقدر ما كان فعالا.. كان يقتضي أن تنظم الحركات العالمية الثلاث: الشيوعية والنازية والصهيونية السياسية، وغيرها من الحركات العالمية، ثم تستعمل لإثارة الحروب العالمية الثلاث والثورات الثلاث.. وكان الهدف من الحرب العالمية الأولي هو إتاحة المجال للنورانيين للإطاحة بحكم القياصرة في روسيا، وجعل تلك المنطقة معقل الحركة الشيوعية الإلحادية. وتم التمهيد لهذه الحرب باستغلال الخلافات بين الإمبراطوريتين البريطانية والألمانية، التي ولّدها بالأصل عملاء النورانيين في هاتين الدولتين.. وجاء بعد انتهاء الحرب بناء الشيوعية كمذهب واستخدامها لتدمير الحكومات الأخرى وإضعاف الأديان.

أما الحرب العالمية الثانية فقد مهدت لها الخلافات بين الفاشستيين والحركة الصهيونية السياسية.. وكان المخطط المرسوم لهذه الحرب أن تنتهي بتدمير النازية وازدياد سلطان الصهيونية السياسية، حتى تتمكن أخيرا من إقامة دولة إسرائيل في فلسطين.. كما كان من الأهداف تدعيم الشيوعية حتى تصل بقوتها إلي مرحلة تعادل فيها مجموع قوي العالم المسيحي، ثمّ إيقافها عند هذا الحد، حتى يبدأ العمل في تنفيذ المرحلة التالية، وهي التمهيد للكارثة الإنسانية النهائية.

 

أما الحرب العالمية الثالثة.

فقد قضي مخططها أن تنشب تينجة للنزاع الذي يثيره النورانيون بين الصهيونية السياسية وبين قادة العالم الإسلامي، وبأن توجّه هذه الحرب وتدار بحيث يقوم الإسلام والصهيونية بتدمير بعضهما البعض، وفي الوقت ذاته تقوم الشعوب الأخرى بقتال بعضها البعض، حتى تصل إلي حالة من الإعياء المطلق الجسماني والعقلي والروحي والاقتصادي.

وفي 10 آب (أغسطس)1871، أخير الجنرال (بابك) (مازيني) أن الذين يطمحون للوصول إلي السيطرة المطلقة علي العالم سيسبّبون يعد نهاية الحرب العالمية الثالثة أعظم فاجعة اجتماعية عرفها العالم في تاريخه.. وسوف نورد فيما يلي كالماته المكتوبة ذاتها (مأخوذة من الرسالة التي يحتفظ بها المتحف البريطاني في لندن بإنكلترا):

سوف نطلق العِنان للحركات الإلحادية والحركات العدمية الهدامة، وسوف نعمل لإحداث كارثة إنسانية عامة تبين بشاعتها اللا متناهية لكل الأمم نتائج الإلحاد المطلق، وسيرون فيه منبع الوحشية ومصدر الهزة الدموية الكبرى.. وعندئذ سيجد مواطنو جميع الأمم أنفسهم مجبرين علي الدفاع عن أنفسهم حيال تلك الأقلية من دعاة الثورة العالمية، فيهبون للقضاء علي أفرادها محطمي الحضارات.. وستجد الجماهير المسيحية آنئذ أن فكرتها اللاهوتية قد أصبحت تائهة غير ذات معنى، وستكون هذه الجماهير متعطشة إلي مثال تتوجه إلية بالعبادة.. وعندئذ بأتيها النور الحقيقي من عقيدة الشيطان الصافية، التي ستصبح ظاهرة عالمية، والتي ستأتي نتيجة لرد الفعل العام لدي الجماهير بعد تدمير المسيحية والإلحاد معا وفي وقت واحد”!

ولما مات مازيني في عام 1872، عين بابك زعيما ثوريا إيطاليا آخر أسمه (أدريانو ليمي) خليفة له.. وعندما مات ليمي بعد ذلك خلفه لينين وتروتسكي، وكانت النشاطات الثورية لكل هؤلاء تموّل من قبل أصحاب البنوك العالمية في بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة.. وعلي القارئ، هنا، أن يتذكر أن أصحاب البنوك العالمية هم اليوم ـ كما كان صرافو النقود والمرابون في أيام المسيح ـ عملاء للنورانيين أو أدوات بيدهم.

ولقد أدخل في روح الجماهير أن الشيوعية حركة عمالية قامت للدفاع عن حقوق العمال ولتدمير الرأسمالية.. ويُظهر هذا الكتابأحجار علي رقعة الشطرنج” وكتاب “ضباب أحمر يعلو أمريكا“، أن ضباط الاستخبارات في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا قد حصلوا علي وثائق وبراهين صحيحة، تثبت أن الرأسماليين العالميين هم الذين موّلوا بواسطة مصارفهم الدولية، كل الأطراف في كل الحروب والثورات منذ 1776.

إن أتباع الكنيس الشيطاني هم الذين يوجّهون في عصرنا الحاضر حكوماتنا ويجيرونها علي الاشتراك في الحروب والثورات، ماضين قدما في تحقيق مخططات الجنرال بابك، التي ترمي إلى الوصول بالعالم المسيحي بأسره إلي خوض حرب شاملة علي مستوي الأمة وعلي مستوي العالم كله.

وهناك العديد من الوثائق التي تبرهن بصورة قاطعة أن بابيك كان بدوره الرئيس الروحي للنظام الكهنوتي الشيطاني، مثل وايزهاوبت في عصره.. وبالإضافة إلى الرسالة التي كتبها لما زيني عام 1871، فقد وقعت رسالة أخري بأيد غريبة، وكان قد كتبها بتاريخ 14 تموز 1889 إلي رؤساء المجالس العليا التي شكلها سابقا.. وقد كتبت هذه الرسالة لتشرح أصول العقيدة الشيطانية فيما يتعلق بعبادة إبليس والشيطان.. وجاء ضمن ما قاله في هذه الرسالة:

يجب أن نقول للجماهير إننا نؤمن بالله ونعبده، ولكن الإله الذي نعبده لا تفصلنا عنه الأوهام والخرافات.. ويجب علينا نحن الذين وصلنا إلي مراقب الإطلاع العليا أن تحتفظ بنقاء العقيدة الشيطانية.. نعم إن الشيطان هو الإله.. ولكن للأسف، فإن أدوناي (وهذا هو الاسم الذي يطلقه الشيطانيون علي الإله الذي نعبده) هو كذلك إله.. فالمطلق لا يمكن إلا أن يوجد كإلهين!!!

وهكذا فإن الاعتقاد بوجود إبليس وحده هو كفر وهرطقة.. وأما الديانة الحقيقية والفلسفة الصافية فهي الإيمان بالشيطان كإله مساو لأدوناي.. و لكن الشيطان، وهو إله النور وإله الخير، يكافح من أجل الإنسانية ضد أدوناي إله الظلام والشر”!!!

انتظروا باقى الجزء الثامن قريبا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى