آخر الأخبارتقارير وملفات

غزة تستغيث

تقرير إعداد

رئيس التحرير

د. محمد السيد رمضان

نائب رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم”

تتواصل الغارات علي القطاع بكافة بكافة الأسلحة من السابع من اكتوبر الي اليوم ولم يعد هناك مكان آمن لا مستشفي ولا مسجد ولا حتي كنيسة غزة كلها أصبحت هدفا للاحتلال وغاراته المتواصلة علي مدار الساعة ، ومنذ يومين ارتكب الاحتلال اكبر جريمة في التاريخ الحديث بتدمير مستشفي المعمداني والتي أسفرت عن سقوط أكثر من 400شهيد ومئات الجرحي وسط صمت مذهل من العالم الا من بعض الدول التي نددت بالغارة واعتبرتها تجاوزا للحدود والمواثيق الدولية .
ورغم مرور اسبوعين علي هذه الكارثة الإنسانية لم يتدخل المجتمع الدولي للجم الكيان المحتل بل وجد دولا كبري “امريكا وانجلترا والمانيا وفرنسا “تعلن تضامنها الكامل معه وقدمت المزيد من المساعدة المادية وامدته بمختلف انواع الأسلحة والزخائر .
هذا الانحياز الاعمي للكيان الغاصب كان بمثابة ضوء أخضر لايقاع المزيد من الخسائر في الأرواح لسكان غزة وتدمير المباني والمنشات والمساجد والكنائس .
لقد أصبت غزة ذات المساحة الصغيرة والأكثر اكتظاظا بالسكان علي مستوي العالم تتلقي من الضربات المدمرة مالم تشهدة اي بقعة في العالم دماء وقتلي تعجز عنه وصفة الكلمات أطفال واشلاء وجثث تنقل الي المشافي ولا تجد لها اماكن داخل ثلاجات الموتي والكثير منهم لا يعرف هويته فيدفن في مقابر جماعية ، ساءت الاوضاع وتكدثت الجثث ونفذت الأكفان وجاء خذا التصريح علي لسان مستشفي الشفاء الذي قال اعذرونا سنضطر الي دفن الجثث بدون اكفان، الوضع كارثي وأصبح نفاذ المستلزمات الطبية بين لحظة واخري والقصف مستمر والتهديد بقصف المستفيات يزداد مع صمت العالم علي المجازر التي ترتكب من طيران ومدفعية الاحتلال .

عجز عالمي اما تجاوزات الصهاينة يقابله خنوع عربي وتصربحات لا تغني ولا تسمن من جوع ومعبر مغلق من جانب مصر وكان من الاولي ان يفتح لنقل المساعدات الإنسانية لانقاذ ما يمكن إنقاذه من الشعب المحاصر ،

لقد أصبحت غزة وحيدة تقاول اعتي دول العالم أمريكا وإنجلترا والمانيا وفرنسا وغيرهم ممن أعلنوا الحرب عليها ..فاين العرب واين المسلمين من هذه الحملة الصليبية؟
نعم انها حملة صليبية جديدة تريد استئصال المقاومة وتمهد الأرض للاحتلال وتقضي علي حق شعب باكمله في العيش بحرية وكرامة علي ارضه،
هؤلاء الذين تداعوا لاغاثة الكيان الغاصب بعدما أصابه القرح وزلزلت الأرض من تحت اقدامه ارادوا إعادته من جديد الي ماكان عليه قبل السابع من أكتوبر فهاهي أمريكا ترصد المليارات لدعمه وفتحت مخازن الأسلحة الأمريكية وشحنت الاليات العسكرية وكافة الأجهزة الخاصة بالتجسس والمراقبة للتحضير للجتياح البري المرتقب للقضاء علي المقاومة،
والاسطول الخامس الأمريكي يتحرك لمساعدة دولة الاحتلال رغم ما تمتلكه من أسلحة وتفوق في الكم والنوع علي المقاومة ، لكن اللوبي الصهيوني لن يتخلي عن صنيعته التي اوجدها في المنطقة ويفعل كل شيء لضمان بقاءها وفي المقابل لم يتحرك الحكام العرب لانقاذ غزة ومساعدتها في هذه المواجهة الغير متكافئة.

الشعوب الحرة تتحرك “لاتقفوا على الحياد بين الجلاّد والضحيّة” 

تجتاح عواصم العالم الغربي مظاهرات تطالب بوقف العدوان ومحاكمة قادة الاحتلال بعد ما شاهدوه من مجاذر في حق المدنيين العزل والاعتداءات علي المستشفيات واماكن العبادة ، وشهدت عدة دول مؤيدة للاحتلال صدامات مع المتظاهرين وهدد بعض قادتها باعتقال وسجن كل متضامن مع غزة ، لكن رغم ذلك التضيق خرج اصحاب الضمائر الحية واعلنوا رفضهم لهذا الهجوم البربري الوحشي وطلبوا بالحرية وفك الحصار عن غزة ووقف فوري لهذه المجذرة .

هل ماتت الإنسانية وأصبح العالم بين يدي مجموعة من الاشرار تحركهم رغباتهم في القتل والسيطرة علي الآخرين؟
ان أمريكا التي تدعي الديمقراطية هي الأكثر دموية والأكثر انتهاكا لحقوق الإنسان فمن فيتنام الي أفغانستان مرورا بالعراق والصومال كلها تشهد علي ما ارتكبته من جرائم في حق مواطني هاته الدول فبعد انهيار الاتحاد السوفيتي اصبحت الدولة المهيمنة علي العالم ، فعدم التوازن الذي اوجده غياب الاتحاد السوفيتي اعطي الفرصة لامريكا لتصبح القطب الاوحد لعشرات السنين القادمة وهذا يعني مزيد من الظلم والقهر للدول التي ترغب في الخروج من عباءة السيطرة الامريكية

المقاومة هي الحل

الذين نعتوا المقاومة بانها تسببت في كارثة للقطاع وما يحدث الان نتيجة عدم وعيها وتسرعها في عملية طوفان الاقصي هل هؤلاء يعيشون في غزة ؟ هل هؤلاء يعلمون ما كان يحدث يوميا للشعب في غزة ؟
للأسف التنظير سهل والاتهامات أسهل ما دام هناك عدم المام بالقضية ، غزة المحاصرة منذ عام 2007 وحتي اليوم برا وبحرا وجوا يعيش أهلها في ضيق وفقر ونقص في كافة الموارد ولم يتحرك احد لفك الحصار من العالم العربي او الغربي الكل كان يشاهد فقط وعندما أرادت المقاومة فك الحصار بكل الطرق السلمية كان يقتل من أبناء غزة العشرات وتقصف الطائرات منازل المقاومين وعلي رأسهم الشيخ احمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي و غيرهم من القيادات ولم يتحرك العالم لوقف المهازل ووقف الاعتداءات اليومية في الضفة الغربية علي الحرم القدسي وتدنيسه وانتهاء حرمات المنازل وإخراج أهلها واعطاها للمستوطنين،
ظل المقاومة الفلسطيني ينتظر الحلول من العالم لكن الانحياز الاعمي للكيان الغاصب كان هو العنوان لكافة المحاولات بدا باتفاقية غزة اريحك وما تلاها بعد ذلك من اجتياح ونسف كل ما اتفق عليه ، فهذا الكيان لا دين له ولا عهد له
فولدت المقاومة من رحم المعاناة واصبحت هي الطريق الوحيد للدفاع عن ماتبقي من فلسطين.
ستظل المقاومة حق للشعب الحر حتي يحصل علي كافة حقوقه المشروعة كباقي شعوب العالم وان طال الزمان.

مصانع الملائكة” 

ما شهدته غزّة خلال الأيام السابقة، فقد حوّلت إسرائيل المستشفيات والمشارح إلى مصانع للملائكة تنتج ملائكة عبر خطّ إنتاج بنسبة دون توقّف. 

 تزايدت أعداد الجثث المبعثرة أشلاؤها ،ولم يستطع ذوُو الضّحايا تمييز أقربائهم، ورغم ذلك لا يزال الموقف الدولي صامّاً آذانه عن سماع صرخات الاستغاثة من فلسطين.

لم يعد المرء قادراً على تمييز شوارع غزّة، فهو حين يمشي بين الأنقاض لا يعرف إنْ كان ما يمرّ به منزلاً أمْ مشفى أم مسجداً. فقد اختفت معالم الأمكنة وكأنّ المرء يشهد زلزالاً ضرب المنطقة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى