لايف ستايل

المامونية في مراكش: جولة داخل أشهر فنادق العالم.. ولكن هناك مشكلة واحدة!

أمام عتبات هذا الفندق، وقف مشاهير من شقي الكرة الأرضية، لم يغادروا قبل أن يتركوا رسالات شكر للضيافة المميزة والرائعة. إنه فندق المامونية في مراكش، الذي سحر في السابق رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، فوصفه بأجمل مكان في العالم للرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت العام 1943.

ومع ذلك، هناك فرق كبير بين فندق المامونية أو المأمونية وبقية المدينة، أي الجزء التاريخي لمراكش في المغرب، أو حتى حول الفندق.

يجمع المامونية بين الرفاهية والغرابة وإمتاع الزائرين بالذوق الرفيع الذي لا تشوبه شائبة.

يبدو كل شيء خارج الفندق فوضوياً: حشود تتحرك بسرعة، الجميع يحاول ألا يصطدم بمن أمامه، وألا يصدمه من خلفه، وألا تصدمه الدراجات النارية الكثيرة التي تأتي من جميع الاتجاهات.

من المستحيل أن تسير خطوة واحدة دون أن يظهر لك بائع حلية أو «دليل» يقدم خدماته، بحسب ما نشره موقع Infobae الأرجنتيني.

الضجيج يصم الآذان: باعة ينادون بصوت عالٍ، أصوات محركات الدراجات النارية البالية، والفرق الموسيقية التقليدية التي تعزف جميعها في نفس الوقت، وفنانو كرنفالات من عصور أخرى، وعرافون، ومروضو الأفاعي، ومدربو القردة، ورواة القصص، ولاعبو ألعاب التوازن الذين يصعدون فوق بعضهم بعضاً في وسط الأماكن العامة المزدحمة.

ولكن بمجرد عبور مدخل المامونية، ستشعر جميع حواسك بالتحول. تتميز الممرات والغرف دائماً بالإضاءة والموسيقى الممتعة والرائحة، لتشكّل معاً انسجاماً مثالياً.

ونتيجة لفخامته وتميّزه، كان من بين أشهر ضيوف فندق المامونية رئيس الوزراء البريطاني السابق وينستون تشرشل، (هناك غرفة تكريماً له)، والمغنية الفرنسية إديث بياف، والممثل الأمريكي كيرك دوغلاس، وممثل الكوميديا الإنجليزي شارلي شابلن، والنجمة الفرنسية كاثرين دينوف.

بل وكان بمثابة موقع تصوير لألفريد هيتشكوك في فيلم The Man Who Knew Too Much عام 1956 من بطولة جيمس ستيوارت ودوريس داي.

أما من المشاهير المعاصرين فنذكر نيكول كيدمان وغوينث بالترو وبريانكا تشوبرا وأمي تابيتشان والعارضة ميراندا كير وغيرهم الكثير.

كان السلطان سيدي محمد بن عبدالله (الذي حكم المغرب لعهد طويل في القرن الثامن عشر)، يقدم حديقة لأولاده عندما يتزوجون.

وهكذا حصل ابنه مأمون على حديقته، التي اعتاد أن يقيم فيها حفلات رائعة تسمى «نزاهة»، والتي ما زال يُحتفل بها في جميع أنحاء البلاد.

وفي عام 1923، تولى المهندسان المعماريان هنري بروست وأنطوان ماركيزيو، بناء الفندق  بتفاصيل العمارة الفرنسية التي لا «تقتل» جماليات الملكية المغربية.

صُمم الفندق بخمسين غرفة أصبحت 150 في عام 1946، خلال أول تجديد له. وكانت هناك تعديلات أخرى في أعوام 1950 و1953 و 1986 و2006. 

وعندما أعيد افتتاحه في عام 2009، أصبح مكوَّناً بالفعل من 210 غرف.

كان الشكل الأخير والحالي للفندق، الذي ظل مغلقاً لمدة ثلاث سنوات، تحت قيادة ديدييه بيكوت، الرئيس التنفيذي الحالي، ومهندس الديكور الفرنسي جاك غارسيا، الذي يُعزى إليه تقليد المواقع الرمزية، مثل Le Fouquet’s، المطعم المفضل للكاتب والشاعر الأيرلندي جيمس جويس، أو Hôtel des Beaux-Arts الذي قضى فيه أوسكار وايلد الصيف في باريس.

استعان غارسيا بـ1500 حرفي مغربي، يجيدون تقنيات عمرها قرون، للعمل في الأعمدة الرخامية، والفسيفساء، ومواد التنجيد، والتشطيبات الخشبية على السقف، والسور. 

ويقول غارسيا: «بآثار تعود لزمان وإرث بعيدين للغاية، يستحضر الفندق قصة خيالية حديثة».

تمتلئ الحديقة الداخلية بالطيور والأشجار وتحتوي على بستان تُزرع فيه الخضراوات التي تُقدَّم في مطاعم الفندق.

وتتكون الغرف من غرفة معيشة مع حمام وشرفات وغرفة نوم بالمعنى الحقيقي للكلمة، وفي الحمام ذي التصميمات الداخلية الرخامية، يوجد دش على الطراز الحديث وحوض استحمام، وتجهيزات أصلية تعود إلى الخمسينيات.

تبرز في التنجيد الألوان الترابية واللون الأحمر، وبُنيت الجدران من الجص، والتفاصيل الصغيرة من خشب الأرز وجلود «هيرميس» كما توجد مجموعات معمارية مما يعرف بـ «الفن الجديد» مدمجة بصورة مثالية مع ما يحيط بها.

وُجد في مراكش نموذج بناء انتشر لاحقاً في مدن أخرى في المغرب؛ يُسمى الرياض، وهي منازل قديمة جرى تجديدها، وتميل إلى أن تكون لها زخارف دقيقة للغاية، وفناء أندلسي في الوسط وغرف بدون نوافذ، ورطوبتها عالية جداً.

يضم فندق المأمونية، الذي يحترم جميع السمات الثقافية في البلاد، ثلاث رياض مع ثلاث غرف نوم لكل منها، مع حمام سباحة خاص.

ينفذ مطعم Le Marocain، أحد مطاعم الفندق، الوصفات المحلية بشكل مثالي ومذاق رائع، مثل طاجن الضأن البربري مع الخضراوات المسلوقة، وكذلك المقبلات التقليدية.

يمكن الاستمتاع بكل ذلك مع موسيقى يعزفها العازفون في المكان. 

أما السبا، فهو على غرار الحمام الاستشفائي التقليدي، مع جرعات كبيرة من الحداثة وخدمة من الدرجة الأولى.

يعتبر «المامونية» واحداً من أجمل وأفضل الفنادق في العالم، وذلك وفق تصنيفات عديدة، آخرها تصنيف لمجلة «Conde nast Traveller» المتخصصة في الأسفار والسياحة، والذي تم الإعلان عنه في شهر أكتوبر/تشرين الأول العام 2018.

في موسم منخفض تبدأ كلفة حجز غرفة مزدوجة من 4500 درهم (369 جنيهاً إسترلينياً)؛ ومن 6800 درهم (558 جنيهاً إسترلينياً) فما فوق. 

يكلف الإفطار من 410 دراهم (34 جنيهاً إسترلينياً) للبالغين، و205 دراهم (16 جنيهاً إسترلينياً) للأطفال.

هناك مشكلة واحدة: عند المدخل المزين بالزخارف والنقوش، لا يوجد مؤشر على عدد نجوم المامونية. 

يقول بيكوت: «ليس لدينا نجوم، لأننا نتجاوز الفئة القصوى: نحن من فئة رائعة».. وهو لا يبالغ!. 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى