ثقافة وادب

هل قدَّم «كوينتن تارانتينو» كواليس الحياة في هوليوود بدقة؟

طرح موقع History vs. Hollywood الأمريكي عدة تساؤلات حول الفيلم التاسع للمخرج الأيقوني الشهير كوينتن تارانتينو الذي طُرح للعرض مؤخراً، ويتناول قصة أحد ممثلي هوليوود وبديله في أواخر الستينات، بعد أن بدأت الأضواء في التلاشي من حوله، وكعادة المخرج الكبير غالباً ما تثير أفلامه الجدل والتساؤلات -خاصة التي ترتبط بحدث تاريخي- حول مدى دقتها.

إنه فيلم على غرار فيلم Pulp Fiction، تدور أحداثه في أواخر ستينيات القرن العشرين في هوليوود، وهو مقسم إلى فصول حسب الموضوع. وإنه «على الأرجح أكثر الأفلام التي صنعتها قرباً إلى Pulp Fiction»، هكذا قال المخرج كوينتن تارانتينو في مؤتمر CinemaCon. ظلَّ تارانتينو يعمل على السيناريو لخمس سنوات، وقد استهدف إظهار الجانب الذي يكون غالباً منسيّاً في لوس أنغلوس وهوليوود. 

ومع أن أحداث الفيلم خيالية إلى حدٍّ كبير، فإن Once Upon a Time in Holywood يُدخِل أشخاصاً حقيقيين في القصة، ويستخدم جرائم قتل تشارلز مانسن خلفية لأحداثه.

ففي بيان له، قال: «ظللت أعمل على السيناريو لمدة خمس سنوات، بالإضافة إلى أنني عِشتُ في مقاطعة لوس أنجلوس أغلب حياتي، بما في ذلك عام 1969، عندما كان عمري سبع سنوات» . وأضاف تارانتينو: «أنا متحمس جدّاً حول رواية قصة لوس أنجلوس وهوليوود اللتين لم تعودا موجودتين. وأنا في قمة فرحتي بالتناغم الديناميكي بين ليوناردو دي كابريو وبراد بيت في دورَي ريك وكليف» .

وصف تارانتينو الفيلم بأنه «قصة تدور أحداثها في لوس أنجلوس في عام 1969، في أوج ثقافة الهيبيز في هوليوود. الشخصيتان الرئيسيتان هما ريك دالتون (ليوناردو دي كابريو)، وهو نجم سابق لمسلسل تلفزيوني غربي ودوبليره الذي عمل معه لوقت طويل كليف بووث (براد بيت). وكلاهما يناضل من أجل النجاح في هوليوود، التي لم يعد بوسعهما التعرف عليها، ولكن ريك لديه جارة شهيرة جدّاً، وهي شارون تايت» .

من المعروف جيداً أن كوينتن تارانتينو معجب كبير بجونرا أفلام السباغيتي الغربي. ويعود اسم الفيلم Once Upon a Time in Hollywood إلى المخرج الإيطالي سيرجيو ليون وفيلميه Once Upon a Time in America وOnce Upon a Time in the West.

لا. في فيلم Once Upon a Time in Hollywood، شخصية الممثل ريك دالتون الذي يتقدم في السن (ليوناردو دي كابريو) ودوبليره الذي عمل معه لوقت طويل كليف بووث (براد بيت) شخصيتان خياليتان. غير أن دالتون يعيش في المنزل المجاور للممثلة الناجحة شارون تايت (مارجوت روبي) التي ترتكز شخصيتها إلى نجمة من نجمات هوليوود التي قتلها أفراد «عائلة مانسون»، في 9 أغسطس/آب 1969. في أحداث الفيلم، تنجح شارون في مدينة هوليوود المتحررة عام 1969، في حين يترك مسلسل Tinseltown دالتون الذي جرفته الأمواج وهو يتوق إلى المكانة التي بلغها ذات يوم.

تتمثل أحد جوانب فيلم Once Upon a Time in Hollywood في أنه قائم على قصة حقيقية في تضمين قصة شارون تايت، التي جسدت شخصيتها مارجوت روبي، ومقتلها على أيدي تابعي تشارلز مانسن. فقد طعنت الممثلة الراحلة حتى الموت على أيدي عائلة مانسن في عام 1969، وهو العام الذي تدور فيه أحداث فيلم تارانتينو. وفي حوار لهما في برنامج Today Show قبيل إطلاق الفيلم، قال كوينتن تارانتينو ومارجوت روبي إنهما حصلا على موافقة ديبرا تايت، أخت شارون تايت. 

وصرَّحت مارجوت أن ديبرا قد أعارتها بعض مجوهرات شارون لكي ترتديها في الفيلم، بالإضافة إلى قنينة عطر مستخدمة. وقد تحدث تارانتينو مع ديبرا بعدما انتهى من كتابة السيناريو، ووافقت. قالت ديبرا لمجلة Vanity Fair: «أردت أن أفعل شيئاً يساعدها (مارجوت) على أن تشعر أنها شارون، قدر المستطاع» .

يستخدم الفيلم حوادث قتل عائلة مانسون خلفيةً لأحداثه. ومعظم الشخصيات الحقيقية التي جُسدت في الفيلم ترتبط بشارون تايت أو عائلة مانسون بشكل ما.

لا. هكذا قالت ابنته شانون لي لموقع TheWrap، وأوضحت قائلة: «جُسد تجسيداً عابراً على أنه شخص سيئ ومغرور، وليس بوصفه شخصاً اضطر إلى النضال  لتحقيق ما أراد ثلاث مرات أكثر من هؤلاء الذين جاءت إليهم الفرصة بسهولة» . يسخر الفيلم من بروس لي، الذي جُسدت شخصيته وكأنه كاريكاتير في برنامج SNL وليس فناناً منضبطاً. قالت شانون: «لم يكن الأمر مريحاً بالنسبة لي لأجلس في دار السينما وأسمع الناس وهم يضحكون على أبي» .

يقول ماثيو بوللي، مؤلف كتاب Bruce Lee: A Life إن لي لم يتحدث أبداً بشكل غير لائق مع كاسيوس كلاي (محمد علي) في الحياة الواقعية. لم يقل أبداً إنه يستطيع أن يحوله إلى شخص «معاق»، بالعكس كان يحترمه كثيراً. ويقول بولي إن الأسباب التي دفعت تارانتينو لتصوير لي بهذه الطريقة هو أن تقديم لي للفنون القتالية الشرقية في هوليوود مثَّل تهديداً لأسلوب القتال الغربي القديم، الذي استخدمته شخصية براد بيت، الدوبلير كليف بووث.

لا، فقد كان من المقرر أن يتم إطلاق الفيلم في 9 أغسطس/آب 2019، بعد مرور 50 عاماً على مقتل شارون تايت، التي قُتلت على أيدي أتباع تشارلز مانسن برفقة أربعة من صديقاتها، وكانت في السادسة والعشرين من عمرها، وحاملاً في منتصف الشهر التاسع. فقد تقدم موعد إطلاق الفيلم أسبوعين، ليصبح في يوم 26 يوليو/تموز.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى