آخر الأخبار

صور مرعبة لملايين يهتفون «الموت لأمريكا» في جنازة سليماني

وصلت جثمانا الجنرال قاسم سليماني، قائد
فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وقائد الميليشيا العراقي أبو مهدي
المهندس، إلى إيران بالطائرة الأحد 5 يناير/كانون الثاني 2020 واستقبلوهما استقبال
الأبطال، بينما استمرت التوترات في التصاعد بين طهران وواشنطن. نَقَلَ تابوتيّ
القتيلين الملفوفين في العلم الإيراني رجالٌ عسكريون من الجيش الإيراني بالزي
العسكري، من بغداد إلى مطار طهران من أجل اليوم الثاني من الحداد. واصطف أكثر من
مليون شخص في الشوارع من أجل موكب الجنازة في مدينة أهواز التي تقع جنوبي غرب
البلاد.

وفق تقرير صحيفة Express البريطانية لوحت الحشود بالأعلام الإيرانية والعراقية للعائدين إلى الوطن، بينما
كان التابوتان يطوفان المدينة.

ونزل الآلاف من الناس، السبت 4 يناير/كانون
الثاني، إلى ضريح الإمام الكاظم في بغداد وساروا في الشوارع بجانب مركبات
الميليشيات.

وفي أثناء المراسم العدائية، نفس المعزون عن
غضبهم تجاه أمريكا بالهتاف: «لا، لا، لأمريكا» وهتاف: «الموت
لأمريكا».

ألقت أمل سعد، أستاذة العلوم السياسية في
الجامعة اللبنانية، الضوء على مقدار المعارضة ضد الولايات المتحدة الأمريكية في
المنطقة بادعائها أن «ملايين» من الناس كانوا يحضرون الجنازة.

وقالت أمل أيضاً إن مدينة أهواز ليست
«معقلاً» معتاداً للقوات المسلحة الإيرانية، مما يؤكد الغضب الذي يشعر
به العوام من واشنطن.

وكتبت على منصة تويتر: «ما يبدو أنه
ملايين يحضرون جنازة سليماني في أهواز، وهي مدينة إيرانية عادة ما يصفها الإعلام
الإيراني بأنها مضطربة، وبالتالي ليست معقلاً لمؤيدي سليماني».

What appears to be millions attending Soleimani’s funeral procession in Ahvaz, an Iranian city usually described by mainstream media as “restive”, and hence hardly a Soleimani stronghold. Trump doesn’t know what is awaiting him across the Middle East pic.twitter.com/axTonhi13n

وأضافت: «ترامب لا يعلم ما ينتظره في
جميع أنحاء الشرق الأوسط».

يقول داني مكي، الخبير في شؤون الشرق
الأوسط: «حشد ضخم لجنازة سليماني في أهواز، وهي منطقة لا ترى عادة أنها معقل
لمؤيدي الحكومة الإيرانية».

في الليلة الماضية نشر رئيس الولايات
المتحدة  تحذيراً صارماً وسط الانتقام المحتمل من طهران، بتأكيده على أن
الولايات المتحدة لديها: «52 موقعاً مستهدفاً في إيران».

قال ترامب: «إيران تتحدث بجرأة شديدة
عن استهداف أصول أمريكية محددة، انتقاماً من تخليصنا العالم من قائدهم الإرهابي
الذي قتل مواطناً أمريكياً، وأصاب الكثيرين إصابات بليغة، ولا داعي لأن نذكر كل
الأشخاص الذين قتلهم طوال حياته، ومن بينهم مؤخراً عدد من المتظاهرين
الإيرانيين».

وأضاف: «كان بالفعل يهاجم سفارتنا، ويستعد لضرباتٍ إضافية. إيران لم تفعل شيئاً سوى المشاكل طوال سنوات طويلة».

تشییع حاج قاسم سلیمانی و ابومهدی المهندس در #مشهد مقدس

از اینستا محمد حسین زاده pic.twitter.com/bpXjh9eXfU

وتابع: «لنجعل هذا تحذيراً لهم بأنه
إذا ضربت إيران أي أمريكيين أو أصول أمريكية، فقد استهدفنا 52 موقعاً إيرانياً (في
إشارة إلى 52 رهينة أمريكية أخذتهم إيران منذ سنوات عديدة) وبعضها في أماكن رفيعة
ومهمة جداً لإيران والثقافة الإيرانية، وهذه الأهداف وإيران نفسها ستتلقى ضربات
سريعة جداً وقوية جداً. الولايات المتحدة لا تريد المزيد من التهديدات».

وردَّ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد
ظريف على ترامب في هذا الصباح، واتهم الرئيس الأمريكي بخرق القانون الدولي.

واتهمه ظريف أيضاً بارتكاب جرائم حرب بعد
تهديده لـ52 موقعاً إيرانياً.

وكتب على منصة تويتر: «بعد ارتكاب
اختراقات كبرى للقانون الدولي في يوم الجمعة 3 يناير/كانون الثاني بالاغتيالات
الجبانة، يهدد ترامب بارتكاب المزيد».

وأضاف: «استهداف المواقع الثقافية هو
جريمة حرب، بغض النظر عما تفعله الولايات الأمريكية، بدأت نهاية التواجد الأمريكي
الخبيث في غرب آسيا».

وفي وقتٍ سابق من اليوم، رفض وزير الخارجية
البريطاني دومينيك راب الحديث عمَّا إذا كان ترامب محقاً في أمره بالضربة القاتلة
للواء الإيراني رفيع المستوى، لكنه وصف الجنرال سليماني بأنه «تهديد في
المنطقة».

قال راب لصوفي ريدج من قناة Sky الأمريكية: «ستتخذ الحكومة
الأمريكية قرارها المستقل، لكنها كان لديها الحق للدفاع عن النفس». 

وقال: «إذا نظرت لما كان يفعله
سليماني، ستجد أنه ليس الضحية في هذه القصة». 

وأضاف: «لقد كان تهديداً إقليمياً، فقد
كان مسؤولاً عن فيلق القدس، الجناح التابع للحرس الثوري الإيراني الذي يدير
الجماعات المسلحة ووكلاءها في المنطقة، في العراق، ولبنان، وسوريا لزعزعة
الاستقرار في هذه البلاد، ومحاولة زيادة النفوذ الإيراني ومحاولة الهجوم على
البلاد الغربية الموجودة بصورة شرعية».

وتابع: «إننا نفهم الموقف التي كانت
فيه الولايات المتحدة الأمريكية، ولا أعتقد أننا يجب أن نكون سذجاً في التعامل مع
الحرس الثوري الإيراني، أو الجنرال سليماني بالطبع».

أفادت تقارير الإعلام الإيراني الرسمي أن
جثة الجنرال سليماني ستُنقل إلى مدينة مشهد الشيعية في الشمال الشرقي، قبل أن
تنتقل إلى مدينة كيرمان مسقط رأسه في الجنوب الشرقي من أجل الدفن يوم الثلاثاء 7
يناير/كانون الثاني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى