آخر الأخبار

أنقرة ترد على إدانة السعودية والإمارات للعملية التركية في شمال سوريا وتذكرهم باليمن

أعرب وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، مساء الأربعاء 9 أكتوبر/تشرين الأول 2019، عن استنكاره الشديد للانتقادات الموجهة لعملية «نبع السلام» التي أطلقتها تركيا في شمال شرق سوريا، تحت ذريعة أنها ستعرقل عملية مكافحة تنظيم «داعش»، وأنها ستؤدي إلى حدوث أزمات إنسانية.

وقال تشاووش أوغلو: «لقد تعبنا من ضرب المنافقين في وجوههم، فهؤلاء لم يتعبوا أو يملوا من النفاق مع الأسف، لكننا سنواصل ضربهم في وجوههم».

وبخصوص الانتقادات التي تقول إن هذه العملية ستؤدي لحدوث أزمات إنسانية، قال الوزير التركي: «لقد قتلتم في اليمن أعداداً هائلة من البشر، وتركتموهم جوعى. ومات الكثير منهم بسبب حصاركم لهم. إذاً بأي وجه تتطاولون علينا بألسنتكم وتعارضون هذه العملية؟».

وكانت السعودية والإمارات قد أعربتا عن إدانتهما الشديدة للهجوم التركي على مناطق شمال شرق سوريا. 

وذكر التلفزيون السعودي أن مصدراً مسؤولاً في وزارة الخارجية السعودية عبّر عن إدانة المملكة لما وصفه بـ «العدوان» الذي يشنه الجيش التركي على مناطق شمال شرق سوريا.

كما عبر المصدر عن «قلق المملكة تجاه ذلك العدوان بوصفه يمثل تهديداً للأمن والسلم الإقليمي».

أما الإمارات فقد نددت أيضاً بالهجوم، وقالت: «هذا العدوان يمثل تطوراً خطيراً واعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي ويمثل تدخلاً صارخاً في الشأن العربي».

كما شدد تشاووش أوغلو على أن بلاده تعتبر أكثر دولة لديها حساسية مفرطة تجاه المدنيين وكيفية حمايتهم، مضيفاً: «ولقد وضح هذا بشكل جلي للعالم بأسره في عمليتي غصن الزيتون ودرع الفرات».

وتطرق الوزير التركي كذلك إلى الاجتماع الذي يعتزم مجلس الأمن الدولي عقده حول الموضوع، وقال في هذا الشأن: «نحن نناضل من أجل البقاء، وسنواصل هذا النضال حتى إخراج آخر إرهابي من المنطقة».

ولفت إلى أنهم يقومون بتحرك دبلوماسي على نطاق واسع مع الدول الأخرى، وكذلك المؤسسات الدولية لإحاطتها بمجريات الأحداث.

ورداً على الانتقادات التي تقول إن تركيا تستهدف الأكراد بهذه العملية، قال تشاووش أوغلو: «أين كنتم حينما تجمعت الأمهات (في ديار بكر) للمطالبة بإعادة أبنائهن (من صفوف تنظيم بي كا كا الإرهابي)؟ أين كانوا ما داموا مهتمين لهذا الحد بشأن الأكراد؟».

الوزير أعرب كذلك عن رفضه للتصريحات التي أدلت بها فرنسا، وبعض الدول الأخرى، بخصوص عدم تقديمهم أي دعم مادي لإنشاء المنطقة الآمنة المخطط لها في الشمال السوري، مضيفاً: «سنعتمد على أنفسنا في هذا الأمر، وبنجاح كبير سننهي هذه العملية الحيوية بالنسبة لنا».

وجدد مولود تشاووش أوغلو التشديد على أن الهدف من عملية «نبع السلام» هو القضاء على الإرهاب، وليس أكثر من ذلك.

وقال الوزير التركي، في تصريحاته خلال مشاركته في لقاء متلفز على قناتين محليتين: «همنا (من العملية العسكرية) هو الإرهابيون، لذلك لا يعارضها أحد من خلال التستر وراء موضوعات أخرى».

وتابع موضحاً أن الهدف الرئيسي لتنظيم «ي ب ك/بي كا كا» الإرهابي هو تقسيم سوريا، مشيراً إلى «الجهود التي تبذلها فرنسا على وجه الخصوص من أجل تأسيس دولة منفصلة في هذه المنطقة، فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يستقبل عناصر ي ب ك في قصر الإليزيه بباريس».

تشاووش أوغلو شدد كذلك على أن تهديد الإرهاب يمثل مشكلة أمنية وقومية لتركيا، وأنهم سيواصلون اتخاذ الخطوات اللازمة للحفاظ مصالحهم القومية، واستقرار المنطقة.

وفي وقت سابق الأربعاء، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إطلاق جيش بلاده، بالتعاون مع الجيش الوطني السوري، عملية «نبع السلام» في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من مسلحي «بي كا كا/ ي ب ك» و «داعش»، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى