آخر الأخبار

مصر تستأنف بناء العاصمة الإدارية.. توقفت 10 أيام بسبب كورونا، لكن تعليمات الرئيس دفعت لاستكمال الإنشاء

في وقت يواجه فيه الاقتصاد المصري عثرات بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، يقول المسؤولون إن البناء انطلق بالطاقة القصوى في مشروع العاصمة الإدارية الجديدة شرق العاصمة القاهرة، بعد فترة توقُّف قصيرة لاتخاذ تدابير احترازية لمنع انتشار العدوى في أثناء العمل.

حيث يُبرز مستوى العمل في المشروع الواقع بقلب الصحراء الأهمية السياسية للمدينة الجديدة حتى في الوقت الذي تنشغل فيه الحكومة بمواجهة الوباء. ويمكن رؤية الشاحنات تسير على الطرق المبنية حديثاً في المشروع، بينما تدور الرافعات فوق أبراج سكنية تحت الإنشاء.

المشروع الجديد: مشروع العاصمة الإدارية الجديدة هو الأكبر ضمن سلسلة مشاريع ضخمة يتبناها الرئيس عبدالفتاح السيسي بوصفها مصدراً للنمو الاقتصادي وخلق الوظائف.

وبعد فترة وجيزة من انتشار فيروس كورونا، قرر السيسي تأجيل انتقال مجموعة من موظفي الحكومة إلى العاصمة الجديدة، وإرجاء افتتاح عدة مشروعات عملاقة، من بينها المتحف المصري الكبير المجاور للأهرام، إلى العام المقبل.

فيما انخفض حجم العمل فترة وجيزة في أثناء محاولة شركات المقاولات والبناء التكيف مع الإرشادات الصحية، وتفضيل بعض العمال لزوم منازلهم؛ خوفاً من العدوى.

تأجيل الافتتاحات: لكن عمرو خطاب، المتحدث باسم وزارة الإسكان، التي تملك مع الجيش شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية، مالك ومطور المشروع، قال لـ”رويترز” إن مسؤولي الحكومة سعوا إلى الحفاظ على المشاريع الضخمة لحماية الوظائف. وأضاف أن البناء تباطأ عشرة أيام في العاصمة الجديدة، لكنه استؤنف بشكل كامل بنظام نوبات العمل.

كذلك قال خطّاب بينما كان يستعرض الحي السكني الخامس الذي يضم نحو 24 ألف وحدة سكنية: “نسبة العمالة حالياً التي تعمل في المواقع لا نجعلها تتخطى نسبة 70%، كي لا يحدث تقارب بين العاملين. نحن نعمل بكفاءة أقل، لكن نعمل على مدار فترتي عمل”.

مدينة ذكية: كان السيسي، الذي يستجوب علناً ​​المسؤولين عن مشاريع البنية التحتية عن الجداول الزمنية والتكاليف، أطلق العاصمة الجديدة في 2015.

وصُممت العاصمة الجديدة كمدينة ذكية عالية التقنية لاستيعاب 6.5 مليون ساكن وتخفيف الازدحام في القاهرة، وتضم المدينة حياً حكومياً وحياً للأعمال وحدائق شاسعة وحياً دبلوماسياً لم يشيَّد بعد.

فيما قال مسؤول كبير في عام 2019، إن تكلفة المشروع بأكمله تبلغ نحو 58 مليار دولار. وينظر بعض المصريين إلى العاصمة الجديدة كمصدر فخر، لكن آخرين يرون أن تكلفتها باهظة وأنها تُبنى لصالح نخبة محدودة.

تعمل في مواعيدها: قال خطاب: “التعليمات الواضحة من رئيس الجمهورية، بأن التأجيل للافتتاحات وليس للمشروعات. المشروعات تعمل في مواعيدها ولدينا برامج زمنية ملتزمون بها جداً ومشددة”.

كانت إجراءات التطهير والتعقيم والتدابير الوقائية الأخرى مرئية في موقع البناء بالمدينة الواقعة على بُعد 45 كيلومتراً شرق النيل، لكن لم يُطلب من بعض العمال في أحد المواقع ارتداء الأقنعة الطبية إلا عندما بدأ صحفيون التصوير بينما كان يكتظ آخرون داخل حافلة صغيرة تنقلهم.

فيما أكدت مصر أكثر من عشرة آلاف حالة إصابة بفيروس كورونا، ولكن لم تتأكد أي حالات في العاصمة الجديدة.

اتحاد مقاولي التشييد: من جانبه قال شمس الدين يوسف، عضو مجلس إدارة اتحاد مقاولي التشييد والبناء، إن تأخير دفع بعض المستحقات للمقاولين وتأخُّر وصول بعض المعدات المستوردة يشكلان خطراً إضافياً على استمرار العمل في المشاريع. لكن خطّاب قال إن وزارة الإسكان تسدد مستحقات المقاولين في مواعيدها وليست لديها متأخرات.

فيما قال أحمد العربي، نائب رئيس جهاز تنمية العاصمة الجديدة، إن وزارة الإسكان تتوقع تسليم منطقتين سكنيتين من تنفيذها بحلول أواخر 2021، مضيفاً أنه من المقرر الانتهاء من بناء منطقة الأعمال المركزية بحلول أوائل 2022. وتعمل شركات تطوير عقاري خاصة وأجهزة تابعة للجيش على بناء ستة أحياء سكنية أخرى.

أما الحي الحكومي، الذي قال خطّاب إن نسبة تنفيذه بلغت نحو 90%، فكانت مباني الوزارات فيه متطابقة التصميم تتراص على جانبي ساحة تفضي إلى منطقة مفتوحة مزروعة بأشجار النخيل وبها مسلّات صغيرة أمام مبنى البرلمان المقبب. وتضم المنطقة أيضاً مقراً لمجلس الوزراء.

وفي مكان قريب يوجد قصر رئاسي كبير منخفض الارتفاع قيد الإنشاء.

تعليمات السيسي: من جانبه حث السيسي من يبحثون عن فرص عمل، على التوجه إلى المدن الجديدة التي يجري بناؤها في أنحاء البلاد، وضمن ذلك العاصمة الإدارية الجديدة، التي قال خطاب إن نحو 250 ألف عامل يعملون بها حالياً.

في حين يشكو منتقدون من تحويل موارد الدولة بعيداً عن المدن القائمة، ومن ضمنها القاهرة، التي تتدهور أجزاء منها ببطء.

حيث قال عز الدين فشير، وهو كاتب مصري ومحاضر كبير في جامعة دارتموث كولدج في الولايات المتحدة بالهاتف: “السؤال يتعلق بمدى عقلانية هذا الأمر؛ هل هو مُجدٍ اقتصادياً؟ هل هو قابل للتنفيذ؟ هل هو المسار الأفضل؟ لم يُطرح هذا السؤال حتى”.

على الجانب الآخر من القاهرة، يتواصل العمل في بناء المتحف المصري الكبير المجاور لأهرام الجيزة لكن بوتيرة أبطأ.

من جانبه قال اللواء عاطف مفتاح، المشرف على تنفيذ المشروع، إن نسبة العمالة بالمشروع انخفضت إلى نحو 40% في منتصف أبريل/نيسان 2020، لكن هناك خطط للعودة تدريجياً إلى العمل بنسبة 100%.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى