ثقافة وادب

يعيشون في العام 2970.. تعرّف على أسطورة رأس السنة الأمازيغية وعلاقة العنزة بشهر يناير!

يحتفل الشعب الأمازيغي وبعض القبائل المعربة برأس السنة الأمازيغية، التي توافق يوم 12 يناير/كانون الثاني من كل عام، فبينما نحن الآن في العام 2020 في تقويمنا الميلادي، فإنهم في العام 2970 في تقويمهم الأمازيغي.

فمن هم الأمازيغ؟ وأين يعيشون وما هي عاداتهم وتقاليدهم التي يختلفون فيها عنّا؟

الأمازيغ من الشعوب غير السامية، فهم مجموعة عرقية وثقافية مختلفة عن العرب تعيش في شمال القارة الإفريقية.

ويمكن القول إنهم السكان الأصليون لتلك المنطقة، إذ يرجع تاريخهم إلى عصر الإمبراطورية الرومانية على الأقل. وقد ظلّوا هناك منذئذ، حيث ما زالوا محافظين على هويتهم الثقافية واللغوية المستقلة.

أصل الأمازيغ من الناحية التاريخية مفقود، فهناك خبراء يقولون إنهم جاؤوا من اليمن القديم وسافروا إلى إفريقيا عبر البحر، وهناك رأي آخر يرى أنهم ربما جاؤوا من أوروبا أو مناطق البحر الأبيض المتوسط القديمة.

بينما ينسب بعض الأمازيغ أصلهم إلى مازيغ بن كنعان بن حام (شام)، ابن النبي نوح عليه السلام.

ومعظم الأمازيغ مسلمون، ويتكلّمون الأمازيغية بمختلف لهجاتها المحلية.

ينتشر الأمازيغ في شمال القارة الإفريقية من المغرب غرباً إلى مصر شرقاً، ومن البحر الأبيض المتوسط شمالاً إلى نهر النيجر جنوباً.

وينتشرون في المغرب (شمال البلاد ومنطقة الريف وجبال الأطلس)، والجزائر (منطقة القبائل وشرق البلاد وشمال الصحراء الكبرى)، وتونس (جربة وتطاوين وشرق قفصة)، وليبيا (جبل نفوسة وزوارة)، ومصر (واحة سيوة)، ومالي والنيجر وبوركينافاسو وموريتانيا التي تتنقل عبر حدودها قبائل الطوارق.

وعددهم في بلدان المنطقة غير واضح، لأنه ليس هناك تحديد واضح للمقصود بكلمة أمازيغ.

وهناك أشخاص كثيرون يُعتبرون عرباً، على الرغم من أنهم من أصل أمازيغي لأنهم لا يتكلمون الأمازيغية. ويتركز معظمهم في المغرب والجزائر. وبالإضافة إلى إفريقيا الشمالية يعيش ملايين من الأمازيغ في أوروبا.

عرف الأمازيغ قديماً في اللغات الأوروبية باسم موري (mauri)، وهي كلمة محرّفة عن «مغربي»، وكان العرب غالباً يطلقون عليهم اسم البربر أو أهل المغرب.

ومع وصول الإسلام إلى شمال إفريقيا، استعرب جزء من الأمازيغ بتبنِّيهم اللغة العربية، لغة الدين الجديد، وبقي جزء آخر محتفظاً بلغته الأمازيغية.

نسج الأمازيغ حول رأس السنة قصصاً ميثولوجية، وجعلوا منها جزءاً من ثقافتهم، إذ يعتقد بعض العامة من الأمازيغ أن السنة الأمازيغية بدأت بعد تمكن زعيمهم شيشنق من هزيمة جيوش الفرعون الذي أراد أن يحتل بلدهم.

وحسب الأسطورة، فإنّ المعركة قد تمَّت بالجزائر بمدينة تلمسان.

أما من الناحية التاريخية فإن المؤرخين يعتقدون أن شيشنق، الذي أسّس الأسرة المصرية الثانية والعشرين لم يصل إلى الحكم عن طريق الحرب، بل من خلال ترقيته في مناصب الدولة المصرية الفرعونية، ذلك لأن المصريين القدماء قد اعتمدوا على الأمازيغ بشكل كبير في جيش دولتهم، خاصة منذ عهد الأسرة العشرين.

ويعود أصل شيشنق إلى قبيلة المشوش، وهذه القبيلة قد تكون من ليبيا الحالية، ويمكن ملاحظة بعض التشابه الثقافي بين أمازيغ الجزائر والمشوش.

وفي المغرب قبيلة تحمل اسم تمشوش، قبيلة هي الأخرى معربة، بطن من بطون القبيلة الأم أوربة، قد تكون هي نفس قبيلة المشوش.

يعتقد المؤرخون أن التفسير الأمازيغي العامي ليس علمياً تاريخياً.

فبعض الباحثين يعتقدون أن التقويم الأمازيغي قد يعود إلى آلاف السنين، حتى إنه قد يكون أقدم من التقويم الفرعوني.

حسب المعتقدات الميثولوجية الأمازيغية استهانت عنزة بقوى الطبيعة، فاغترت بنفسها، وخرجت تتراقص في الحقول، في شهر يناير/كانون الثاني، الذي انتهى وذهبت معه ثلوجه وعواصفه وبرده.

وعوضاً عن أن تشكر السماء كانت تتحدّى الطبيعة، فغضب شهر يناير (كانون الثاني)، وطلب من شهر فورار (فبراير/شباط) أن يُقرضه يوماً، حتى يعاقب «المعزة» على جحودها وجرأتها.

وقام بعدها شهر يناير بتهديد العنزة قائلاً: «نسلّف نهار من عند فورار ونخلي قرونك يلعبوا بهم الصغار في ساحة الدوار».

وقام يناير بإثارة عواصفه وزوابعه وثلوجه يوم 31، إلى أن لقيت العنزة به مصرعها، ومن هنا جاء التناقص بين عدد أيام يناير/كانون الثاني (31)، وأيام فبراير/شباط (28).

وإلى يومنا هذا يستحضر بعض الأمازيغ يوم سلف المعزة، ويعتبرون يومها يوم حيطة وحذر، ويفضل عدم الخروج للرعي 12 يوماً مخافة عاصفة شديدة.

هذه هي أقدم أسماء الشهور الأمازيغية الأصلية كما وردت، وفق كتاب علم التاريخ- دراسة في المناهج و المصادر:

الشهر الأول: Tayyuret Tezwaret القمر الصغير الأول.

الشهر الثاني: Tayyuret Teggʷerat القمر الصغير الأخير.

الشهر الثالث: Yardut (مجهول المعنى).

الشهر الرابع: Sinwa (مجهول المعنى).

الشهر الخامس: Tasra Tezwaret القطيع الأول.

الشهر السادس: Tasra Teggʷerat القطيع الأخير.

الشهر السابع: Awdayeɣet Yezwaren أبناء الظبي الأول.

الشهر الثامن: Awdayeɣet Yeggʷeran أبناء الظبي الأخير.

الشهر التاسع: Awzimet Yezwaren أبناء الغزال الأول.

الشعر العاشر: Awzimet Yeggʷeran أبناء الغزال الأخير.

الشهر الحادي عشر: Ayessi (مجهول المعنى).

الشهر الثاني عشر: Nim (مجهول المعنى).

بعض الأمازيغ يسمونها بالشهور الشمسية الفلاحية iyiren en wakal «شهور التراب أو شهور الأرض».

الشهر الأول: Yennayer مشتق من يانواريوس.

الشهر الثاني: Foṛaṛ مشتق من فيبرواريوس.

الشهر الثالث: Mares مشتق من مارتيوس.

الشهر الرابع: Ibri مشتق من APRILIS.

الشهر الخامس: May مشتق من مايوس.

الشهر السادس: Yunyu مشتق من يونيوس.

الشهر السابع: Yulyuz مشتق من وليوس.

الشهر الثامن: Ɣuct (غوشت) مشتق من آوكوستوس.

الشهر التاسع: Cutembir مشتق من سبتمبر.

الشعر العاشر: Ktobeṛ مشتق من أكتوبر.

الشهر الحادي عشر: Nuwembir مشتق من نوفمبر.

الشهر الثاني عشر: Duǧember مشتق من ديسمبر.

طوَّر الأمازيغ منذ قرون أسماء أخرى خاصة بهم للشهور الإسلامية، تقابل الشهور القمرية العربية الإسلامية.

وهي أسماء شديدة التنوع وتكاد لا تُحصى عبر مختلف اللهجات الأمازيغية الشمالية والطوارقية، وهذا بعض منها:

الشهر الأول: Babyannu محرم.

الشهر الثاني: Tallit Seṭṭefet شهر صفر.

الشهر الثالث: Tallit Erɣet ربيع الأول.

الشهر الرابع: Awhim Wa Yezzaren ربيع الثاني.

الشهر الخامس: Melɣes جماد الأول.

الشهر السادس: Asgenfu en Twessarin جماد الثاني.

الشهر السابع:  Tinamɣarin رجب.

الشهر الثامن: Amezzihe شعبان.

الشهر التاسع: Aẓom رمضان.

الشعر العاشر: Tissi شوال.

الشهر الحادي عشر: Tan Ger Madden ذو القعدة.

الشهر الثاني عشر: Tafaski ذو الحجة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى