لايف ستايل

تتجمع فيها بكتيريا خطيرة ومؤذية ومكون من مكونات البراز.. لماذا توقفتُ تماماً عن استخدام إسفنجة المكياج؟

في المرة الأولى التي
استخدمتُ فيها إسفنجة المكياج، وقعتُ في حب المكياج من جديد. وفي الماضي، عندما
كنتُ أحب أن أضع طبقات من كريم الأساس ذي التغطية العالية، وأضع مقداراً أكثر من
بودرة التثبيت باول هوليوود، كنتُ لا أفارق إسفنجة المكياج. كنتُ أستمتع عندما
تصطدم ببشرتي واقتنعتُ بأنه ليست ثمة أداة أخرى يمكنها إعطاء مظهر أنعم. لكن مثلما
هو الحال في أغلب العلاقات العاطفية، انتهى سحرها في النهاية. ولم يكن انفصالنا
عاطفياً تماماً، وسأوضح لكم الأمر.

في أحد أيام الأسبوع
منذ حوالي عامين، كنتُ في غرفتي أؤدي روتين المكياج الخاص بي وقتها، ومنه وضع قدر
ضخم من كريم الأساس. التقطتُ إسفنجة المكياج البالية وكنتُ على وشك الذهاب لغسلها
في الحمام عبر الردهة، لكن الكسل أصابنى في تلك اللحظة، وجعلني أضعها جانباً
وأتحول إلى مجموعة الفرش النظيفة الموضوعة أمامي. ومنذ تلك اللحظة لم أستخدم
إسفنجة مكياج قط.

وفي كل مرة نظرتُ فيها
إلى الإسفنجة بعد ذلك اليوم، كان الهلع يتملكني من وضع المكياج وليس الحماس. وأصبح
وجوب غسلها قبل كل استخدام أشبه بمهمة شاقة، وكانت فكرة استخدامها دون غسلها جيداً
تقززني إلى ما لا نهاية. لكني مع ذلك أبقيتها بين مستحضرات التجميل الخاصة بي
وتركتها تجمع الغبار حتى أسابيع قليلة مضت، عندما وصلت إلى استنتاج نابع من تغيير
روتين المكياج: أنا أكره إسفنجة المكياج بشدة.

نعم، أعرف، كلمة أكره
لفظٌ قوي. لكنه ملائم تماماً، نظراً لأن إسفنجات المكياج تُعد بيئة أساسية لأشياء مقززة للغاية. قالت مونا جوهارا، طبيبة
أمراض جلدية من بلدة هامدن في كونيتيكت: “فكر في كلمة إسفنجة: إنها شيء مهمته
الامتصاص والامتلاء. ثم أضف جميع أنواع
الميكروبات إلى قائمة الأشياء التي تمتصها تلك الإسفنجات اللطيفة؛ بكتيريا مثل
المكورات العنقودية والإشريكية القولونية، وهي البكتيريا الأساسية في
البراز”.

ذكرت طبيبة الجلدية
الزميلة ألفا شامبان أنه بجانب تلك البكتيريا، يمكن أن تختبئ خلايا الجلد الميت
ومسببات الحساسية المحتملة داخل الإسفنجة، ما قد يؤدي إلى ظهور الحبوب أو ما هو
أسوأ، وحذرت: “يمكن أن يؤدي الاتصال المستمر إلى طفح جلدي التهابي”.

يمكنكِ بالطبع أن تغسلي
الإسفنجة بانتظام بصابون مضاد للبكتيريا، لكن وفقاً لمونا، لا يزال ذلك غير كافٍ
لمنع الكائنات المجهرية التي يُحتمل أن تكون خطرة من المكوث فيها.  أضافت
مونا: “كل ما في الأمر أنه ليست ثمة طريقة رائعة لتنظيف تلك الإسفنجات؛ إذ يسمح
شكلها السميك ومساحة سطحها الكبيرة، باختباء تلك المخلوقات الصغيرة. وانقلبت
المزحة علينا، لأننا لن نجد طريقة للعثور عليها جميعاً وقتلها”.

ليست الفكرة هي أن
إسفنجات المكياج شريرة، لكن خوفي من الجراثيم قوي بما يكفي ليبقيني بعيدة عنها.
لكن إذا كنتِ تمتلكين إسفنجة تحبينها ولا تمانعين في تنظيفها واستبدالها كل حين،
تفضلي. حاولي فقط ألا يصيبك الكسل فيما يتعلق بتنظيفها.

وكما تقترح ألفا، فإن
أفضل طريقة لتجنب الميكروبات العنيدة هي غسل الإسفنجة بعد كل استخدام وشراء واحدة
جديدة كل 3 أشهر على الأقل. لكن 3 أشهر يا رفاق هو مجهود كبير (ومال كثير أيضاً)
بالنسبة لي. شكراً جزيلاً ولكني سأستخدم يداي والفرش. 

لكن لنضع الجراثيم
المقززة جانباً، لم تعد الإسفنجة تعطيني شكل التغطية الذي أحبه. إذ قبل أن أقطع
علاقتي بها، كان كل شيء أضعه على وجهي ذا تغطية عالية وغير لامع ولا يستقر إلا
بالكثير من بودرة التثبيت. وكان ذلك جزءاً من فلسفتي الجمالية وقتها. لكن بالرغم
من توزيعها على بشرتي بشكلٍ جيد، لم تبدُ أبداً وكأنها بشرتي الحقيقية، وهو غالباً
خطأ مستحضرات التجميل وليس الإسفنجة، لكنني احتجتُ إلى الضغط المتكرر بها على وجهي
ليمتص ويدمج كل شيء بصورة جيدة.

في النهاية، استبدلتُ
كل كريمات الأساس وبودرة التثبيت بالسي سي كريم وكريمات الإخفاء ذات التغطية
المتوسطة؛ وهي مستحضرات سهلة عليّ بما يكفي لأضعها بأصابعي أو بفرشاة منفوشة. كما
أنني توقفتُ عن وضع مكياج الأساس على وجهي كله وبدأتُ في وضعها بكميات صغيرة في
الأماكن التي تحتاج لذلك. وقد تعلمتُ ذلك من مشاهدة فناني المكياج أثناء عملهم.

هناك فنانو مكياج
كثيرون يحبون الإسفنجة، لكن هؤلاء الذي وضعوا لي المكياج أو وضعوه لأشخاص آخرين
أمامي استخدموا الفرش وأصابعهم في وضع مستحضرات الأساس. ولنأخذ كيتي جين هافز على
سبيل المثال، إذ لبشرتها اللامعة والمتوردة تأثير كبير على ذوقي الحالي في
المكياج. وهي تقول إنها نادراً ما تستخدم إسفنجة المكياج لأنها “لا تلائم
ذوقي في المكياج”، بحسب كلماتها.

وتضيف أن الإسفنجة
رائعة في الحصول على تغطية عالية بشكل سريع، لكن روتينها في مكياج الأساس يستدعي
استخدام الفرش. إذ  تقول: “أنا أفضل الفرش بالتأكيد، نظراً إلى أنني
أجدها أكثر دقة وأفضل في الخطوات التي تحتاج إلى الدقة”. تلخص آراؤها مشاعري
بالأساس؛ فحتى لو لم أكن مشمئزة من البكتيريا، لم أكن سأحظى باستفادة عملية من
الإسفنجة.

وفي السنتين اللتين
توقفت فيهما عن استخدام الإسفنجة، تطورت مهاراتي في وضع مستحضرات الأساس عشرات
الأضعاف، وكذلك حالة بشرتي. وتُعد فرصة إحياء علاقتنا المنسية ضئيلة. 

– هذا الموضوع مترجم عن مجلة Allure الأمريكية.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى