آخر الأخبار

ترامب وجّه “رسالة خاصة” لبشار الأسد.. الكشف عن محاولات جديدة لتحرير صحفي أمريكي اختُطف قرب دمشق

كشف وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الجمعة 14 أغسطس/آب 2020، أن الرئيس دونالد ترامب وجه إلى رئيس النظام السوري بشار الأسد رسالة شخصية حول الصحافي الأمريكي أوستن تايس الذي خُطف قبل ثماني سنوات في سوريا، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.

كان تايس يعمل مصوراً صحافياً لحساب وكالة فرانس برس و”ماكلاتشي نيوز”، و”واشنطن بوست”، و”سي بي إس” وغيرها من المنظمات الإخبارية، عندما فقد أثره إثر توقيفه عند حاجز قرب دمشق في 14 آب/أغسطس 2012.

رسالة خاصة من ترامب: جاء في بيان أصدره وزير الخارجية الأمريكي، الجمعة، في الذكرى السنوية الثامنة لفقدان أثر الصحافي أن “الحكومة الأمريكية حاولت مراراً التواصل مع مسؤولين سوريين للإفراج عن أوستن”.

تابع بومبيو: “لقد وجّه ترامب في آذار/مارس رسالة إلى الأسد يقترح فيها فتح حوار مباشر”.

كما قال بومبيو: “لا يشكّكن أحد في مدى التزام الرئيس في إعادة كل المواطنين الأمريكيين المحتجزين رهائن أو المعتقلين تعسفياً في الخارج”. وأكد بومبيو جدية التصميم في قضية أوستن تايس.

وزير الخارجية الأمريكي أعرب عن أمله في “ألا تكون هناك حاجة لبيان مماثل بعد عام من الآن”. وقال إن “الإفراج عن أوستن تايس وإعادته إلى الوطن طال انتظاره. سنبذل أقصى جهودنا لتحقيق هذا الهدف”.

هل لا يزال على قيد الحياة؟ في آذار/مارس، قال الرئيس الأمريكي إن الولايات المتحدة وجّهت رسالة إلى السلطات في دمشق من دون أن يوضح أنه هو شخصياً من وجّه الرسالة إلى الأسد، الذي تسعى واشنطن إلى إطاحته. وحينها قال ترامب إنه لا يعرف ما إذا تايس على قيد الحياة.

والعام الماضي أبدت الحكومة الأمريكية اعتقادها بأن تايس لا يزال على قيد الحياة.

في كانون الثاني/يناير قال والدته ديبرا إن لديها “معلومات ذات مصداقية” تفيد بأن ابنها لا يزال على قيد الحياة. وفي عام 2018 أعلنت السلطات الأمريكية عن مكافأة مقدارها مليون دولار لمن يقدم أي معلومات يمكن أن تقود إلى تحرير تايس.

محاولات تحرير الصحفي الأمريكي: في الأيام الأولى من إدارة ترامب، بدأ مسؤولو الأمن القومي في استكشاف سُبل تحرير أوستن تايس، وهو صحفي أمريكي وضابط سابق بالبحرية، ويُعتقد أنَّه مُحتجز لدى الحكومة السورية. وقد أحبطت قضيته المُحققين والدبلوماسيين منذ اختفائه أثناء وجوده في مهمة منذ ما يقرب من 8 سنوات.

قرر مسؤولو البيت الأبيض، بسبب حساسية الوضع، إنشاء قناةٍ خلفية للتواصل. ونظراً للعلاقات المتدهورة بين الولايات المتحدة وسوريا، كانت الخيارات محدودة. وفي أوائل فبراير/شُباط، تحدث مايك بومبيو مدير الاستخبارات الأمريكية (CIA) هاتفياً مع علي مملوك رئيس مكتب الأمن الوطني السوري، وهو رجل مُتهم بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان أثناء الحرب الأهلية الجارية في البلاد، ويخضع لعقوباتٍ من قِبل الولايات المتحدة. وكانت المكالمة هي أعلى مستوى اتصال بين الحكومتين منذ السنوات، بحسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

وفقاً لعدة مسؤولين أمريكيين سابقين، تحدثوا مع عدم الكشف عن هويتهم لأنَّ الجهود المبذولة لتحرير أوستن لا تزال سرية، فإنه رغم أن محادثة بومبيو مع مملوك دفعت إلى مزيدٍ من التواصل، وهو الأمر الذي جدَّد الأمل في إطلاق سراح أوستن، إلا أن العملية فشلت بعد الهجوم الذي شنَّته الحكومة السورية باستخدام غاز الأعصاب شمالي سوريا في المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة خلال نيسان/أبريل الماضي، ثُمَّ الضربة الأمريكية الصاروخية التي جاءت رداً على ذلك.

من هو أوستن تايس؟ وكان أوستن، وهو عنصر سابق في البحرية من ولاية تكساس الأمريكية، قد توجّه إلى سوريا قبل عامه الأخير في كلية الحقوق بجامعة جورج تاون الأمريكية. وعمل أوستن بشكلٍ مستقل لصالح وسائل إعلام إخبارية إلا أنه اخُتطف في أغسطس/آب 2012.

بعد شهرٍ من اختفائه، ظهر أوستن معصوب العينين في مقطع فيديو يظهر فيه رجالٌ ملثمون ببنادق هجومية. وبدا أوستن في الفيديو خائفاً وغير مُرتب المظهر، وتكلم بضع كلمات باللغةِ العربية ثم اختفى. ويعتقد مسؤولون أمريكيون سابقون أن حكومة الرئيس بشار الأسد أخذت أوستن وأنَّ الفيديو ما هو إلا خدعة لإلقاء اللوم على المُسلحين في اختطافه.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى