لايف ستايل

الدراسة التي فسرته فازت بجائزة نوبل.. إليك السبب وراء تكون الوبر في منطقة السُّرة

انظر إلى سُرتك في نهاية اليوم، قد تجد كرات الوبر في منطقة السُّرة. بالنسبة لكثير من الناس تعد منطقة السرة جزءاً من الجسم يمكن تجاهل الاعتناء به، ولكن إذا لم تعطه حقه في النظافة، فقد تلاحظ بعض الأشياء غير المرغوب فيها الكامنة داخله. 

ولكن من أين يأتي هذا الوبر؟ لماذا يتكون عند بعض الأشخاص فحسب وليس جميعهم وكيف يتكون يوماً بعد يوم؟

كانت هذه الأسئلة محيرة بالنسبة للكثيرين، لكن لحسن الحظ استغرق بعض العلماء وقتاً  لدراسة هذا الموضوع بالتفصيل.

في عام 2002، حصل الدكتور كارل كروزلنسكي من جامعة سيدني على جائزة نوبل عن أبحاثه الخاصة بوبر السرة ( يشار إليه علمياً بـ”وبر السرة” على الرغم من أنه أحياناً يطلق عليه في المقالات العلمية “زغب السرة”).

كان كارل يقدم عبر الراديو برنامجاً علمياً أسترالياً، وفي إحدى الحلقات راسله أحد مستمعيه وسأله من أين يأتي الوبر وكيف يتشكل؟.

للحصول على إجابة دقيقة قام كارل بتوزيع استبيان عبر الإنترنت، وجمع عينات من وبر السرة لـ4799 شخصاً ممن شملهم الاستطلاع وفحص العينات تحت المجهر الإلكتروني لتحليل تكوينها وخصائصها.

وجد الدكتور كروسيلنيكي أن وبر السرة يتكون من شعر الجسم وألياف الملابس وخلايا الجلد. لونه الأكثر شيوعاً هو الأزرق الرمادي لأن هذا هو لون الملابس الأكثر شيوعاً.

ومع ذلك، يلعب لون البشرة أيضاً دوراً في لون الوبر فالأشخاص ذوو البشرة الفاتحة يكون لون وبر السرة لديهم فاتحاً أكثر من البشر ذوي البشرة الداكنة. 

توصل كروزلنسكي إلى  نتيجة، وهي أن الشعر الموجود حول سرتك له حلقات ضيقة تعمل مثل خطّافات تستولي على خيوط القميص الذي ترتديه.

فهذا الشعر ينمو بأنماط دائرية حول السرة، وهو ما يؤدي لأن يتجمّع الوبر الذي يتم التقاطه في هذه المنطقة تحديداً.

بعض الناس أكثر عرضة لتكون وبر السرة، وخاصة أولئك الذين لديهم شعر أطول وأثخن في المعدة (يمكن أن يؤدي احتكاك الشعر بالملابس إلى جذب مزيد من ألياف الملابس باتجاه السرة).

وجد كروزلنسكي أيضاً حوالي 83٪ من الرجال و43٪ من النساء يتشكل لديهم وبر السرة  أو زغب السرة وأن الرجال كثيفي الشعر في منتصف العمر هم الأكثر عرضة لتكون وبر السرة.

النساء -في المتوسط- يحصلن على وبر سرة من الرجال لأنهن يملن إلى الحصول على شعر جسم أقل. تميل النساء النحيفات اللائي يرتدين ملابس ضيقة إلى الحصول على مزيد من وبر السرة بسبب احتكاك ملابسهن بهذه المنطقة.

ويلعب شكل السرة دوراً في تجمّع الوبر، فإن كانت السرة متجهة للخارج سيتجمّع وبر أقل، على عكس السرة المتجهة نحو الداخل التي تساعد على تجمّع كمية أكبر من الوبر والقطن. 

جورج شتاينهاوزر من جامعة فيينا للتكنولوجيا هو في المقام الأول كيميائي ذري. ومع ذلك، في عام 2009، نشر نتائج أربع سنوات من البحث على وبر السرة 

من خلال دراسة ما مجموعه 503 قطعة من وبر السرة كما سأل الباحث من جامعة فيينا للتكنولوجيا الأصدقاء والعائلة وزملاء العمل حول زغب السرة الخاص بهم.

توصل إلى نفس الاستنتاج وهو أن  شعر المعدة هو المسؤول عن إنتاج وبر السرة. 

أظهرت ملاحظات الدكتور شتاينهاوزر أن «قطعاً صغيرة من الوبر تتشكل أولاً في شعر البطن ثم تنتهي في السرة في نهاية اليوم».

لقد أثبت ذلك عن طريق حلق شعر بطنه، ورأى أنه لم ينتج عنه أي وبر للسرة، كما وجد أن لون وبر السرة كان  يتطابق طوال الوقت مع لون القميص الذي كان يرتديه.

من خلال التحليل الكيميائي للوبر وجد أنه مصنوع في معظمه من السليلوز (المادة التي تشكل القطن). كما أنه يحتوي على بعض من خلايا الجلد والعرق.

أخيراً، قام شتاينهاوزر بعمل اكتشاف أكثر إثارة للاهتمام. من خلال وزن كل قطعة من كرات وبر السرة والإشارة إلى حالة القميص الذي كان يرتديه يومياً، وجد أن القمصان الجديدة تنتج وبراً أكثر من الملابس القديمة، ربما لأن لديها أليافاً أكثر تساقطاً تنزعها.

الغالبية العظمى من كرات الوبر كانت تزن أقل من ثلاثة ملليغرام. ومع ذلك، أنتج عدد قليل من القمصان الجديدة كرات وبر ضخمة نسبياً، ما يصل إلى ستة أو سبعة ملليغرام.

وهذا يعني، حسب ما قاله شتاينهاوزر، «على افتراض أنه يمكن ارتداء قميص متوسط (180 غم) يصل إلى 100 يوم في السنة، فإن مثل هذا القميص قد يعاني من نقص في الوزن يصل إلى 182 ملغ (0.1%) سنوياً فقط بسبب الألياف التي فقدت في السرة «

أثبت الدكتور شتاينهاوزر أن حلق شعر البطن سيؤدي إلى سرة خالية من الزغب – ولكن فقط حتى ينمو الشعر مرة أخرى.

خلص الدكتور كروزلنسكي إلى أن وبر السرة غير ضار. ومع ذلك، يوصي معظم خبراء الصحة بتنظيف السرة عند الاستحمام بانتظام لأن الوبر المحمّل بالبكتيريا يمكن أن ينتن أو يؤدي إلى إصابة أو نادراً ما يشكّل كتلة شبيهة بالحجر تتطلب رعاية طبية لإزالتها.

بالنسبة للوبر الذي يصعب إزالته يمكن استخدام قطعة من القطن مبللة بالكحول مع الفرك برفق عند منطقة السرة.

لكن لا تفعل هذا أكثر من مرة واحدة في الأسبوع لأن الكحول يجفف الجلد ويمكن أن يسبب حكة غير مريحة أو تشققات.

تشمل الاقتراحات الأخرى للحفاظ على السرة خالية من الزغب ارتداء الملابس القديمة، لأنها تميل إلى التخلص من الوبر أكثر من الملابس الجديدة.

تُصنَع ملابسنا من مواد مثل الصوف والقطن، حيث تتكوّن من خيوط رفيعة منسوجة مع بعضها. ومع مرور الوقت، تتقطّع تلك الخيوط وتصبح فضفاضة وتصبح الملابس أرق وأخف.

لذلك ينصح بغسل وتجفيف الملابس والمناشف الجديدة قبل الاستخدام. في معظم الحالات يتجمع الوبر في أداة تجميع الوبر في مجفف الملابس.

تجنب ارتداء الملابس مع حزام فوق السرة فالاحتكاك سيرشد الوبر إلى السرة الخاصة بك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى