آخر الأخبار

عشرات الآلاف من حركة «السردين» يغنون أنشودة Bella Ciao.. ضد الفاشية في إيطاليا ومع المسلمين

احتشد عشرات الآلاف بالعاصمة الإيطالية روما،
السبت 14 ديسمبر/كانون الأوّل 2019، في إطار الحراك المتنامي لحركة
«السردين» ضد ماتيو سالفيني، زعيم حزب الرابطة اليميني المتطرّف، ونائب
رئيس الوزراء السابق، وحلفائه.

وتجمّع المحتجون في ساحة سان جيوفاني في وقت مبكّر من ظهيرة يوم
السبت، في محاولة «لإحداث تغيير شامل آخر بسياسة البلاد، ومحاربة
الإسلاموفوبيا»، وقد وُصِف الحراك الأخير بأنه أكبر احتشاد للحركة منذ
انطلاقها.

وقال ماتيا سانتوري (32 عاماً)، وهو أحد مؤسسي الحركة: «إننا
سعداء للغاية وقد حققنا غايتنا».

وأضاف ماتيا في حديث أجراه مع وكالة AFP، بينما يُغنّي المحتشدون النشيد المناهض للفاشية «Bella Ciao»: «إننا مناهضون للفاشية، وداعمون للمساواة، ورافضون للتعصّب، ومعارضون لرهاب المثلية».

فيما قال ستيفن أوغونغو، ممثل الحركة بالعاصمة الإيطالية (45
عاماً)، وهو صحفي ومن أصول كينية، في حديث أجراه مع AFP: «نشعر بالقلق
حيال ثقافة الكراهية هذه، لن نتسامح بعد الآن مع اللهجة العنصرية، أو الفاشية، أو
التمييزية، أو تلك التي تروّج للعنصرية على أساس الجنس».

بدأت حركة «السردين» في نوفمبر/تشرين الثاني، بعدما أرسل ماتيا سانتوري، وهو شاب
من مدينة بولونيا الإيطالية، رسالةً عاجلة إلى ثلاثة أصدقاء في وقت متأخر من
الليل، وقد طلب مقابلتهم في اليوم التالي. وكان ذلك قبل أن يطلق سالفيني ورفاقه في
التحالف؛ وهما الحزب اليميني الأصغر «فراتيلي ديتاليا»
(أشقاء إيطاليا)، وحزب «فورزا
إيطاليا» الذي يتزعّمه سيلفيو برلوسكوني، حملتهم لخوض الانتخابات عن دائرة
إميليا-رومانيا بصالة رياضية مغلقة في بولونيا.

وقرر الأصدقاء الأربعة الردّ على مزاعم سالفيني، بشأن ملء ميادين
إيطاليا بالداعمين. وفيما كانت سعة الملعب الرياضي الذي دعا التحالف داعميه إليه
5700 فرد، دعت صفحة سانتوري الخاصّة على موقع فيسبوك إلى تظاهرات معارضة في ساحة
بيازا ماجوري بمدينة بولونيا، بهدف حشد 6 آلاف شخصٍ.

ما حدث لاحقاً أربك توقّعاتهم؛ إذ امتلأت الساحة في بولونيا بنحو
15 ألف شخص، وبينما كان التحالف الانتخابي اليميني المتطرّف يواصل حملته
الانتخابية، كانت حركة «السردين» تجوب مدن دائرة إميليا-رومانيا، قبل أن
تمتدّ إلى أنحاء إيطاليا وخارجها.

وانضمّ مئات المهاجرين إلى احتجاج حركة «السردين» في يوم
السبت 14 ديسمبر/كانون الأوّل في روما، لمعارضة سياسات سالفيني الصارمة بشأن
الهجرة.

وقبل إطاحته من الحكومة في أغسطس/آب الماضي، بعد فشل المناورة التي
قام بها لهدم التحالف مع حركة النجوم الخمسة الإيطالية، وإجراء انتخابات مبكّرة،
كان الإنجاز الرئيسي لسالفيني في منصبه هو تطبيق تدابير صارمة مناهضة للهجرة،
تنطوي على إغلاق الموانئ البحرية في وجه المهاجرين.

قال بيترو بارتولو، وهو عضو في البرلمان الأوروبي يُعرف باسم
«طبيب المهاجرين» وقد كرّس سنوات من حياته لمعالجة أزمة اللاجئين في
البحر المتوسّط: «لقد قالوا لنا إن الهجرة مُشكلة لكي يُخفوا المشكلات
الحقيقية».

وأضاف بارتولو، الذي انضمّ إلى الاحتجاجات: «علينا المقاومة،
فالقوانين التي تجرّم أولئك الذين ينقذون الناس هي قوانين مخالفة لدستورنا، هذه
القوانين وصمة عار».

وعلى الجانب الآخر، سخر سالفيني من هذه الحركة، إذ كتب عبر حسابه
بموقع تويتر، أنه يفضّل القطط «لأنهم يأكلون السردين حينما يشعرون
بالجوع».

ورغم سخريته، قال 40% من
الإيطاليين، في استطلاع للرأي خلال نوفمبر/تشرين الثاني، إن الحركة تمثل الآن
«أخطر عدو» لسالفيني.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى