ثقافة وادب

الرواية ليست دائماً الأفضل.. أفلام تفوقت على الروايات الأصلية المقتبسة عنها

البعض قد يخبرك أن الرواية المكتوبة دائماً ما تختلف بشكل ما عن الأعمال السينمائية المبنية عليها، ودائماً ما يُصر النقاد على العودة إلى العمل الأصلي المكتوب لمطابقته مع فيلم مقتبس عنه.

وحتى إذا كان لديك أصدقاء يكثرون المشاهدات السينمائية، عادة ما ينصحونك بقراءة الرواية الأصلية قبل مشاهدة أي فيلم مقتبس عنها، ولكن ماذا عن أفلام تفوقت على الروايات الأصلية بشهادة النقاد السينمائيين؟ هذا ما سوف تتعرف عليه بقراءة تقريرنا التالي.

إذا لم تشاهد هذا الفيلم بعد فعليك بمشاهدته الآن. فهو واحد من أكثر أفلام الجرمية نجاحاً في الألفينات، وأخرجه للسينما الأخوان جويل وإيثان كوين، وقام بدور القاتل المضطرب فيه الممثل الإسباني الشهير «خافيير بارديم».

الفيلم الذي وصفه النقاد بالتحفة السينمائية، والحاصل على 4 جوائز أوسكار قدم للجمهور طابعاً فريداً يمزج صورة الغرب الأمريكي الحديث مع أفلام العصابات، وربما أفلام الرعب أيضاً، فالمشاهد وزوايا التصوير واختفاء الموسيقى التصويرية تقريباً هي ما أعطى للقصة أبعاداً لم تستطع الرواية تقديمها.

على جانب آخر لم تكن الرواية سيئة -كما هو الحال في جميع الروايات الواردة بالتقرير- ولكن مراجعاتها ومقارنتها بالفيلم طبقاً لموقع Cinema Blend، فقد أتت في صالح العنصر البصري الذي لم تقدمه الرواية في أجزاء بعينها مثل مشاهد فنادق الاستراحة على الطرق السريعة، ومشاهد المطاردات، بل والأكثر إبهاراً؛ أداء خافيير بارديم للشرير أنطون شيروه، والذي تفوق فيه على وصف الشخصية الأصلية.

في عام 1982 عندما صدر هذا الفيلم أصبح على الفور أيقونة في عالم سينما الخيال العلمي، وتحديداً فئة «الديستوبيا» التي ترى المستقبل دائماً في حالة من الفوضى والضياع والمعاناة، وأضاف هذا الفيلم الجيد الكثير لصانعه المخرج «ريدلي سكوت»، ونجمه الأول «هاريسون فورد»، بل ترشح لجائزتي أوسكار عام 1983 في فئات المؤثرات البصرية والإخراج.

الفيلم المستقبلي المثير يتخيل عالماً مستقبلياً عنيفاً، يصارع فيه رجل شرطة مع نسخ شريرة من الروبوتات الذكية التي ابتكرتها إحدى الكيانات الاقتصادية المهيمنة على الأوضاع في هذا الزمن.

ما لا يعرفه البعض أن هذا الفيلم مقتبس عن رواية بعنوان Do Androids Dream of Electric Sheep للمؤلف الأمريكي فيليب كيه. ديك والتي نشرت في الأساس عام 1968 ولم تلق النجاح الذي ناله الفيلم، وبحسب موقع Litractor الأمريكي؛ فإن الرواية كانت شديدة التعقيد، وتحتوي على أكثر من مسار متشابك يسبب للقارئ الحيرة، بل وقد يعزف عن استكمالها؛ بعكس الأيقونة السينمائية المثيرة.

عشاق الأفلام يمكنهم بسهولة تمييز لحن هذا الفيلم المميز، والمرعب من بين العديد من الألحان، فهذا الفيلم واحد من أكثر الأفلام التي اشتهرت بها هوليوود في القرن العشرين، سمكة القرش الضخمة بشكل مرعب، تهاجم القارب الصغير وعلى متنه مجموعة صغيرة من الرجال في وسط البحر العاصف.

قد تتخيل أن فكرة الفيلم أبسط من أن تتناولها رواية كاملة، متعددة الفصول، ولكن هناك بالفعل رواية قدمت القصة الحقيقية للفيلم نشرت عام 1974 بالعنوان نفسه، ومن تأليف الكاتب الأمريكي بيتر بنشلي، ولكن النسخة السينمائية للقصة التي أخرجها ستيفن سبيلبيرغ في بداياته استطاعت أن تقدم للجمهور عنصراً غاب عن الرواية تماماً؛ ألا وهو الوحش بطل الفيلم، السمكة المتوحشة من فصيلة القرش.

وإذا اعتقدت أن تقنيات صناعة السينما سهلة التنفيذ؛ فالأمر لم يكن كذلك في بداية السبعينيات؛ إذ كانت صناعة مجسم القرش المرعب عملاً شاقاً؛ وتطلب ما يزيد على عام ونصف لصنعه وإظهاره بهذا الشكل الواقعي الذي لم يكن لرواية مكتوبة أن تظهره مهما بلغت براعة لغتها.

كما أنا الرواية الأصلية احتوت الكثير من التفاصيل غير المشوقة حول علاقات الأبطال ببعضهم وحياتهم الشخصية التي تخللتها الخيانة والصداقة وإدمان الخمور، وهو ما جعل الرواية تميل إلى العمل الاجتماعي وليس التشويقي كما كان بالفيلم.

الرواية الأصلية التي بني عليها فيلم American Psycho صدرت عام 1991 للكاتب الأمريكي بريت إيستون، وعندما بدأت مبيعاتها في الارتفاع تسببت في جدل كبير في المجتمع الأمريكي، نظراً لتقديمها شكلاً غير شائع لرجل الاستثمار الأمريكي الثري الذي يهوى قتل النساء وتقطيعهن.

كما أغضبت الرواية المجتمع النسوي الأمريكي لتناولها المرأة بشكل سلبي؛ لدرجة أن بعض متاجر بيع الكتب كانت تغلف الرواية بغلاف داكن عند بيعها أو إرسالها بالبريد تحاشياً لأي جدل.

لكن عندما قررت هوليوود اقتباس الرواية استعانت بكاتبة سيناريو ومخرجة أنثى هي الكندية ماري هارون، وهو ما ساهم بشكل كبير في تغيير نمط القصة القاتم. وأضاف عليها الكثير من الكوميديا السوداء؛ بخلاف الاستعانة بالممثل البريطاني البارع كريستيان بيل الذي قدم أداء تفوق فيه على أبعاد الشخصية الروائية المكتوبة، وهو ما حول الفيلم إلى أيقونة سينمائية حديثة ابتعدت عن جدل الرواية الأصلية.

إذا تفقدت قائمة أفضل 250 فيلماً في تاريخ السينما الأمريكية في موقع IMDB سوف تجد أن فيلم The Shawshank Redemption هو رقم 1 على رأس القائمة، وهذا بالطبع لم يأت من رواية سيئة؛ ولكنها تختلف. خاصة عندما يكون مؤلفها هو أكثر كاتب رعب شعبية في العالم: الأمريكي «ستيفن كينغ».

القصة الأصلية لأفضل فيلم في تاريخ هوليوود وأعلاها تقييماً؛ اقتبست عن رواية لكاتب الرعب الأمريكي المعروف ستيفن كينغ بعنوان Rita Hayworth and the Shawshank Redemption، وهي واحدة من قصصه القليلة التي ابتعدت عن الأشباح والوحوش، والبيوت المسكونة، لذلك لم تلفت الأنظار عندما نشرت لأول مرة عام 1982.

ولكن المخرج فرانك دارابونت هو من لمحها وسط أكوام الأعمال الروائية، واستطاع تطوير حبكتها الأساسية إلى ما خرج للعالم بمثابة الفيلم الأعلى تقييماً حتى اليوم، بينما القصة الأصلية كانت تتمحور بشكل بسيط حول هروب سجين يتعلق بملصق لنجمة هوليوود الشهيرة على حائط زنزانته.

كما ذكرنا في تقريرنا إن القصص أو الروايات الأصلية المقتبس عنها هذه الأفلام ليست بالسوء الذي قد تتخيله، ولكن الهدف كان تناول هوليوود لقصص غير ذات شعبية؛ وتحويلها إلى أعمال ناجحة، تفوقت على مصادرها الروائية. 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى