آخر الأخبار

دبلوماسيون وسياسيون باكستانيون يوجهون انتقادات حادة لـ«عمران خان» بسبب انسحابه من قمة كوالالمبور الإسلامية

أثار
انسحاب رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، المفاجئ من «القمة الإسلامية
المصغرة» بماليزيا، انتقادات من قبل سياسيين وخبراء، وصفوا قراره بأنه
«فشل دبلوماسي داخلي»، فيما أشار صحفيون وإعلاميون أن انسحابه كان
«بناءً على أوامر» من ولي العهد محمد بن سلمان.

الثلاثاء، أكد وزير الخارجية
الباكستاني، شاه محمود قريشي، أن إلغاء خان مشاركته في القمة جاء بسبب
«تحفظات» من السعودية والإمارات بخصوص القمة، وفقاً لصحيفة
«دوان» المحلية. 

في اليوم نفسه، ذكرت وسائل إعلام
محلية نقلاً عن مصادر بوزارة الخارجية، أن خان أخبر الرئيس التركي، رجب طيب
أردوغان، بقراره عدم المشاركة في قمة ماليزيا، أثناء لقائه به على هامش مؤتمر
اللاجئين العالمي، في جنيف. 

كما أجرى خان اتصالاً هاتفياً مع
نظيره الماليزي مهاتير محمد، وأعرب عن أسفه لعدم تمكنه من حضور القمة، حسبما ذكرت
صحيفة «ذا نيوز» المحلية.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، زار
خان العاصمة السعودية الرياض، ليوم واحد، في محاولة عبثية لتبديد مخاوف المملكة
حيال القمة، التي انطلقت في العاصمة الماليزية كوالالمبور، الأربعاء، وتختتم
السبت، بمشاركة زعماء دول إسلامية، لمناقشة المشاكل التي تواجه المسلمين عالمياً.

يقول عبدالباسط، وهو سفير باكستاني
سابق، للأناضول، إن القرار يمثل «فشلاً دبلوماسياً داخلياً»، مضيفاً
أن» إسلام آباد كان عليها القيام بواجبها قبل الالتزام بمبادرة كهذه (القمة).»

عبدالباسط أكد أن باكستان لم يكن
عليها الانسحاب، حتى لو تطلب الأمر إرسال وفد دبلوماسي من مستوى أدنى.

وحول كون الانسحاب استجابة لضغوط
الرياض، أشار الفريق المتقاعد والخبير الأمني، طلعت مسعود، إلى أن مبادرة
كوالالمبور أزعجت الرياض التي ترى أنها «محاولة لتحل محل منظمة التعاون الإسلامي.»

وأضاف مسعود للأناضول أن «هذا
القرار يدل على قلة فهم رئيس الوزراء، فما كان عليه الالتزام بشيء لن يستطيع
القيام به».

واتفق مع الرأي السابق، إعجاز خان،
أستاذ العلاقات الدولية في إسلام أباد، إذ قال إن قرار رئيس الوزراء «يعكس
ضعف وعدم كفاءة من يدير السياسة الخارجية في باكستان، سواء كان عمران خان وفريقه،
أو مكتب وزارة الخارجية الباكستانية أو الجيش».

وأضاف خان للأناضول «كان يجب
عليهم إدراك رد فعل المملكة العربية السعودية على أي قمة من هذا القبيل، وألا
يوافقوا على المشاركة قبل إعلانها».

يضيف السيناتور مشاهد حسين،
القيادي البارز في حزب «الرابطة الإسلامية ـ جناح نواز» المعارض، في
تغريدة: » باكستان تنسحب من قمة كوالالمبور، في الوقت الذي دعمت فيه تركيا
وماليزيا وإيران باكستان في قضية كشمير بقوة».

من جانبهما رأى كلا المحللين، باسط
ومسعود، أن قرار باكستان لن يؤثر على علاقاتها مع تركيا وماليزيا وإيران، والتي
تدعم كل منها موقف باكستان من جامو وكشمير بعد إلغاء نيودلهي بنود المادة 370 من
الدستور، التي تمنح الحكم الذاتي لولاية «جامو وكشمير»، الشطر الخاضع
لسيطرتها من الإقليم، في 5 أغسطس/آب الماضي.

يختلف مع الرأي السابق، إعجاز خان،
إذ يرى أن «رفض المشاركة بعد الإعلان عنها، لن يكون له تأثير سلبي على علاقة
باكستان مع إيران فقط، بل أيضاً سيؤثر سلبياً أكثر على علاقتها مع ماليزيا وتركيا.»

وأردف خان قائلاً: «لقد اتخذ
خان قرار الانسحاب من هذه القمة بعد اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث
التقى رئيس الوزراء الماليزي، مهاتير محمد، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، رغم
دعمهما بقوة لباكستان بعد خطاب عمران خان هناك.»

عقب إعلان باكستان قرار انسحابها
من القمة، ندد إعلاميون وصحفيون باكستانيون بالقرار، عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال الصحفي الباكستاني البارز،
عمر شيما، في تغريدة «خبر فظيع.. زيارة عمران خان لماليزيا تُلغى بناء على
أوامر محمد بن سلمان»، في إشارة منه لولي العهد السعودي، بعد زيارة خان له في
وقت سابق هذا الأسبوع.

من جانبه، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية
الباكستانية، محمد فيصل، بأن زيارة خان «تأتي ضمن التعاون الثنائي والتواصل
المنتظم بين قيادة البلدين»، حسب قناة «جيو نيوز».

يشار أن إسلام أباد كانت أعلنت
العام الماضي أن السعودية ستدعم الاقتصاد الباكستاني بوديعة قيمتها 3 مليارات
دولار لمدة عام.

كما وافقت الرياض خلال مشاركة وفد
باكستان في فعاليات منتدى مستقبل الاستثمار في ذلك الوقت، على تقديم تسهيلات مؤجلة
بقيمة 3 مليارات دولار لشراء النفط على مدار عام، شريطة أن يتم شراؤه من المملكة،
وهو ما دعى بعض المحللين والإعلاميين لوصف قرار الانسحاب بأنه «استجابة لضغط
المملكة» التي تقدم الدعم المالي لها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى