آخر الأخبار

«مزعج للأمريكيين وكارثي على بغداد».. كواليس فشل ترامب إيقاف تصويت البرلمان العراقي على خروج قوات بلاده

حاولت إدارة ترامب، دون جدوى، إقناع كبار المسؤولين العراقيين بوأد مساعي برلمانية لإصدار قانون يُجبر الجيش الأمريكي على الخروج من العراق، وذلك وفقاً لمسؤولين أمريكيين ومسؤول حكومي عراقي مطّلع.

وأقرَّ البرلمان العراقي مشروعَ قانونٍ يطالب الحكومة العراقية بإخراج القوات الأمريكية من العراق، وذلك بعد أن اغتالت الولايات المتحدة اللواء قاسم سليماني، وزعيم ميليشيا عراقية بهجوم شنّته طائرة بدون طيار قرب مطار بغداد.

حسب تقرير موقع Axios الأمريكي، قد يُفضي مشروع القانون هذا في النهاية إلى إجبار الجيش الأمريكي على الخروج من العراق. لكن النتائج لا تزال غير مؤكدة، إضافة إلى أن رئيس الوزراء الذي يتعين توقيعه على القرار كان قد استقال مؤخراً.

وقال مسؤول أمريكي على صلة بالمساعي التي بذلتها إدارة ترامب لمنع التصويت: «أعتقد أن ذلك سيكون مزعجاً لنا، لكنه سيكون كارثياً على العراق. إن المقلق في الأمر بالنسبة إلينا هو أن العراق سيتخذ قراراً بدوافع قصيرة الأجل، في حين أنه سيكون له تداعيات كارثية طويلة الأجل على البلاد وأمنها».

وأضاف المسؤول متسائلاً: «الأمر يتعلق أيضاً بما الذي سيحدث لهم على الصعيد المالي والاقتصادي، إذا سمحوا لإيران باستغلال اقتصادهم إلى الحدِّ الذي يجعلهم يقعون تحت طائلة العقوبات المفروضة على إيران؟» (فالدول أيضاً قد تصبح عرضة للعقوبات إذا اشتركت في أنواع معينة من التجارة مع إيران).

«لا نريد أن نشهد ذلك. نحن نبذل قصارى جهدنا حتى لا يحدث ذلك».

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مورغان أورتاغوس، إن «الولايات المتحدة تشعر بخيبة أمل إزاء القرار الذي اتّخذ اليوم في مجلس النواب العراقي، «بينما ننتظر مزيداً من التوضيح بشأن الطبيعة القانونية لقرار الأمس وتأثيره، نحث الزعماء العراقيين بقوة أن يضعوا نصب أعينهم أهمية العلاقات الاقتصادية والأمنية الجارية بين البلدين، والحاجة إلى استمرار وجود قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش».

«نعتقد أنه من المصلحة المشتركة للولايات المتحدة والعراق الاستمرار في محاربة داعش معاً. والإدارة الأمريكية الحالية تجدد التزامها بعراق يتمتع بالسيادة والاستقرار والازدهار».

وحذّر مسؤولو إدارة ترامب كبار المسؤولين العراقيين من أن العراق سيعاني عواقب وخيمة إذا سحبت الولايات المتحدة جيشها وتمويلها لجهاز الأمن العراقي، وفقاً لمصادر مطّلعة على التواصل بين مسؤولي البلدين.

 
من ناحية أخرى، كان ترامب قد أخبر مستشارين له أنه من السخيف أن أمريكا دفعت مليارات الدولارات لدعم جهازٍ أمني عراقي، يبدو في رأيه، غير كفء على نحو واضح، وغير مخلص لأمريكا ومقرب من إيران.

يقول مسؤول أمريكي: «بالنسبة إلى الرئيس، فقد كان واضحاً جداً فيما يتعلق بهذا الموضوع، وهو ليس وحده في هذا الرأي. أما فيما يتعلق بتطوير خيارات سياسية له [الرئيس]، فإن هذا شيء نطرحه ونعيد تقييمه باستمرار. على سبيل المثال، ما الذي ستموله مساعداتنا الموجهة إلى العراق؟».

في غضون ذلك، أرسل ترامب بضعة آلاف من جنود القوات الأمريكية إلى الشرق الأوسط للتصدي لإيران.

أكّد مسؤول عراقي كبير أن عدداً كبيراً من أعضاء البرلمان من السنة والأكراد، الذين يميلون إلى أن يكونوا أكثر تأييداً للوجود الأمريكي في العراق، لم يحضروا التصويت على إخراج القوات الأمريكية من العراق.

وقال المسؤول: «هذا القرار انتصار مؤقت للأحزاب المؤيدة لإيران. لكن التصويت انطوى أيضاً على رسالة واضحة من السنة والأكراد [الذين لم يصوتوا] ومن بعض الشيعة العراقيين إلى الأمريكيين بأنهم يريدون بقاءهم في العراق».

لكن عباس كاظم، مدير مبادرة المجلس الأطلسي للعراق وأحد كبار مستشاري السفير العراقي خلال إدارة أوباما، يعتقد أن التصويت له عواقب أخطر بكثير على المدى الطويل على العلاقة بين الولايات المتحدة والعراق.

قال لي كاظم: «إذا كان لهذا التصويت أن يخبرنا بأي شيء، فهو أنه يؤكد أنه إذا حوصر العراقيون وأُجبروا على الاختيار بين الولايات المتحدة وإيران، فإنهم سيجدون أن اختيار إيران أكثر أماناً. وهو ما قد يُفضي إلى تشتت العلاقات العسكرية والتجارية بالكامل بين البلدين في المستقبل المنظور».

 انسحاب الولايات المتحدة من العراق
–وهو أمر طالما أراده ترامب، لكنه شعر بأنه مضطر إلى تأجيله- سيقلّص بشدة من قدرة
أمريكا على محاربة داعش.

وقال مسؤول أمريكي على اطلاع بخطط الانسحاب: «لا تزال لدينا مشكلة كبيرة إلى
حدٍّ ما تتعلق بتنظيم الدولة الإسلامية. إذ لم يفت على التنظيم استغلال حالة
الفوضى التي يعيشها العراق الآن».

وصرّح مسؤولون عسكريون بأن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق وسوريا
قد أوقف مهماته التدريبية وعملياته ضد داعش حالياً، في الوقت الذي تستعد القوات
الأمريكية للتعامل مع الرد الإيراني. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى