تقارير وملفات

خارطة الصراع والتنافس في ليبيا ..

رؤية الصراع ومألاتة في المنطقة

 

 

بقلم المحلل السياسي

أ/ هشام بن الحكم

هل اقتربت ساعة الصفر لحرب عالمية في البحر المتوسط ..؟؟ بقلم هشام بن الحكم
طبول الحرب تقرع في مياه المتوسط وفقط الاصم لايسمعها ..!!
ايطاليا ضد فرنسا لانها تعتبر ليبيا جزءا من امنها القومي وفرنسا تريد ضمان ليبيا باعتبارها تمثل حزاما امنيا لمستعمراتها في شمال افريقيا وروسيا تريد خنق اوربا عبر البحر المتوسط وتركيا تريد الخروج من عزلتها البحرية والسيسي ومعه السعودية والامارات يريدون ضمان عدم استقرار الحكم للاخوان في ليبيا،وأوربا تخشى من تدفق المهاجرين عبر شواطئ ليبيا،وامريكا تتفرج لان الامر لايعنيها لان ليبيا ليست ضمن دائرة اهتماماتها مما جعل كل الاطراف تتصارع لملئ الفراغ.
روسيا وفرنسا وايطاليا وتركيا واليونان وقبرص واسرائيل الجميع يعد العدة لحرب المتوسط من شواطئ تركيا واليونان الى شواطئ ليبيا وايطاليا وقد تدخل قوى عظمى اخرى الى ملحمة قادمة .
هذه الحرب ليست مجرد تكهنات ولكنها ترتبط بامن اوربا خصوصا بعدما انفتحت شهية روسيا على الامساك باقتصاد اوربا عبر الغاز الذي يقابله تخوف اوربا التي تخشى من التمدد الروسي. تركيا تريد ان تكون مركزا اقليميا لتجارة الغاز لنقل غاز روسيا عبر البحر الاسود والاراضي التركية نحو اوربا،يقابل ذلك سعي مصر وقبرص واسرائيل واليونان لاحتكار نقل الغاز الى اوربا من خلال شركة غاز المتوسط التي تعود لمصر واسرائيل وهذا المشروع تموله الامارات وترعاه فرنسا. ويقابله مشروع نقل خط انابيب غاز اذربيجان عبر الاناضول (تاناب)،مع خط الانابيب العابر للبحر الادرياتيكي (تاب) لنقل الغاز من اذربيجان الى اوربا علما ان ممر الغاز الجنوبي في البحر المتوسط تقدر كلفته باربعين مليار دولار وهو مشروع تشترك فيه سبع حكومات واحدى عشرة شركة بمسافة 3500 كيلو متر لنقل الغاز من بحر قزوين مرورا بجورجيا واذربيجان وتركيا واليونان والبحر الادرياتيكي الى جنوب ايطاليا ومنها الى اوربا … الموعد يقترب خصوصا مع انسحاب امريكا من المسرح وبعد خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي. الآن أصبحت ليبيا موضع شراكة جديدة لروسيا وتركيا بعد شراكتهم في سوريا .. ايطاليا هي الاخرى تنازع فرنسا بذريعة ان لبييا تعتبر امتدادا للامن الايطالي ..

الخارطة تمزقت ولن يتمكنوا من اعادة رسمها الا من خلال حرب تقرع طبولها اليوم
وفي هذا الاطاريمكنني القول ان ماجرى من تصعيد وقصف روسي على ادلب يتجاوز موضوعة سوريا ليتصل بمكان آخر يبدو بعيدا عن خارطة الصراع في سوريا،فالحرب والغارات والقتل والبراميل المتفجرة تنهال على ادلب بينما خيوط اللعبة في طرابلس الليبية فهناك يحصد اللاعبون نتائج مايجري في ادلب وهناك يتصارع الكبار الذين يحاول كل منهم زيادة رصيده في التصفيات النهائية في ليبيا ولكن من خلال مايحققه من نتائج على الارض في سوريا في معركة لي الذراع وعض الاصابع التي دفع ثمنها أهل الشام في ادلب.

 

وربما يعتقد البعض انني اكتب من وحي الخيال العلمي فيتساءلون كيف ولماذ وماعلاقة سوريا بليبيا ..؟؟ والجواب باختصار ان في ليبيا تجري معارك بين حكومة الانقاذ المحسوبة على الاخوان وهي التي تنال الشرعية الدولية اي انها تشبه حكومة عبد ربه منصور الشرعية في اليمن،قامت السعودية والامارات والسيسي بتبني فكرة الثورة المضادة هناك فتم تبني المرتزق الليبي حفتر ليقوم بهذا الدور ،ولأنه لايمتلك شرعية دولية ولا حاضنة اجتماعية ( هو اقرب للحوثيين) فقد قامت السعودية والامارات بتكليف روسيا وفرنسا للقيام بدور الداعم للتمرد في ليبيا وتم الاتفاق مع بوتين على تاجير شركة فاغنر الروسية للمرتزقة وهي شبيهة بشركة بلاكووتر الامريكية،على ان تقوم السعودية والامارات بدعم هذه الشركة عبر تجهيزها بالمعدات التي يمولان شرائها من روسيا وهنا انفتحت شهية بوتين الذي يطمح بتصريف السلاح اولا وتشغيل المرتزقة ثانيا وايجاد موطئ قدم جديد على الساحل الليبي في البحر المتوسط فيتمكن من تهديد اوربا من جهة المتوسط. وبموازاة ذلك وبالاضافة الى محاولات تهديد تركيا من خلال دعم الحركة الانفصالية الكردية على حدودها البرية فقد تم العمل على خنق تركيا بحريا واخراجها من دائرة النفوذ في البحر المتوسط عبر الاعلان عن منتدى غاز شرق المتوسط بين كل من إسرائيل ومصر واليونان وإدارة جنوب قبرص اليونانية، وكرد فعلٍ على محاولات عزلها قامت تركيا باتخاذ العديد من الخطوات ومنها توقيع مذكرة التفاهم الأخيرة بين ليبيا وتركيا لتدعيم موقفها شرق المتوسط. إذ تسعى تركيا من خلال هذا الاتفاق إلى تحقيق العديد من الأهداف لإثبات دورها في المنطقة في وجه محاولات عزلها الإقليمي فتعيد رسم المعادلة الإقليمية في شرق المتوسط من خلال إعادة خلط الأوراق لإجهاض خطط المحور المعادي لتركيا (مصرواليونان وإسرائيل)،من جهة ومحاولات روسيا العودة الى البحر المتوسط تلك المحاولات التي تثير المخاوف لدى صانع القرار التركي. روسيا وتركيا وجها لوجه في ليبيا: ان مذكرة التفاهم التي وقعتها تركيا وليبيا تتضمن شقين يتعلق الاول برسم الحدود البحرية والثاني يتعلق بالتعاون العسكري الذي يسمح لحكومة ليبيا بطلب المساعدة العسكرية من تركيا مما يعني حتما ان يتواجد الجيش الروسي والتركي هناك في مواجهة جديدة ومن هنا كان قرار روسيا بالتصعيد في ادلب للضغط على تركيا في ملف ليبيا . ويمكنني هنا ان استشهد بما قاله (موقع إيل سوسو ديريوا الإيطالي عن مدير مركز تشيناس للدراسات الإستراتيجية) الباحث باولو كويرشيا الذي قال إن الساحة الليبية تشهد لعبة تركية روسية، كما أن هناك اتفاقا بدأ يتشكل في البحر الأسود بين الطرفين، حيث إنهما مستعدان لتكرار تجربة السلام السورية في ليبيا،ويؤكد مركز الدراسات الايطالي ان اللعبة الدائرة بين أنقرة وموسكو قد تبدو معقدة ولكنها في الحقيقة بسيطة للغاية، إذ إن كل بلد منهما يدعم أحد الفرقاء،ويبقى كل طرف محلي تابعا لأنقرة أو موسكو،وأن مسرح هذه الحرب الباردة الجديدة هو شرق البحر الأبيض المتوسط، وتحديدا المثلث المكون من شبه جزيرة القرم وسوريا وليبيا. وفي الختام اود القول اننا نجتهد على قدر مايتسع المجال ويظل مانكتب مجرد قراءة للخارطة وتفاعلات الاحداث وهذا لايعني انني من محبي اردوغان ولست في موضع الدفاع عن الاخوان بل نقرأ الخارطة وتظل حروفنا مجرد وجهة نظر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى