آخر الأخبارتراند

هل نضب معين الثورة وماذا بعد؟

الخبير والمحلل السياسى

دكتور محمد رمضان

نائب رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم”

مرت تسعة سنوات علي ثورة يناير ولم يتحقق شيء من اهدافها “عيش حرية عدالة اجتماعية كرامة إنسانية ” علي ارض الواقع بل تدهورت احوال البلاد والعباد وفقدت مصر جزء من أراضيها وسيادتها وقزم دورها لصالح دويلات الوزن لها ونهبت ثرواتها بايدي ثلة فاسدة ، ولو بحثت وسط الشعب المصرى فإنك لا يمكن أن تجد مواطن مصرى شريفا ومخلصا ووطنيا وذكيا أو غبيا مثقفا أو جاهل ومتابعا لهموم بلده ومع ذلك فهو يحب أو يؤيد هذا السيسي.
السيسي هدية إبليس لإسرائيل ولكل جيران مصر سواء الإمارات أو مملكة آل سعود  الطامعين في حدودها وثرواتها ومياهها وجُزُرها.
لن تجد خلال بحثك فى ثنايا التاريخ حاكم مصري يكره ويحقد على شعبه منذ عهد الفراعنة كما يفعل عبد الفتاح خليل السيسي.
يعترف جميع الباحثين والعلماء بأنه نجح بفضل ضعفنا وخوفنا على لقمة العيش، وعدم اكتراثنا لمستقبل مظلم مدين بمئات المليارات نورثها أحفادنا الذين وثقوا فى قدرتنا على الوقوف فى وجه الظالم كما أمرنا ديننا الحنيف.

يأتي يناير كل عام وينتظر الشعب الخلاص من الحكم العسكري الجاثم علي صدور الملايين ولكن كيف يتم هذا الخلاص والوهن  اصاب الجميع ؟

لقاءات واجتماعات ومناظرات تعقد هنا وهناك ولكن المحصلة النهائية لاشيء  بل في كثير من الأحيان نخرج بخسائر وجروح نفسية تحتاج لعلاجها سنوات .

لقد توقفت العقول عن التفكير والإبداع في المقاومة والخروج من المأزق وصار الحديث في كل المحافل والندوات عن المطالبة بتوحيد الصف وتغيير لغة الخطاب بين الفرقاء والخطاب الموجة للشعب ، وعلل البعض ان استمرار  أشخاص بعينهم في صدارة المشهد لن يؤدي الي تحريك  الإوضاع وسيزيد الامور سوءًا .

لم يقدم احد مبررًا لما نحن عليه من تشرزم  رغم مرور هذه السنوات ولم يعترف احد بالأخطاء التي ارتكبت وكأن الجميع سعداء بما نحن فيه ،

واتهامات للنخب بانها شاخت وتكاسلت عقولها وعليها ان تتنحي جانبا تاركة مكانها للشباب الذي يمتلك الأفكار والمقومات اللازمة للتغير ، لكن هل النخب استجابت او تعاطت مع هذا الطرح منذ سنوات ؟

فلا زالت الإوضاع كما هي  منذ الانقلاب  العسكري ولا جديد في التعامل مع الأزمة  رغم التدهور الحاصل في البلاد علي كافة الأصعدة .

ومنذ وصول هذا التافه الى السلطة بقوة السلاح ومساعدة دولا عربية وغربية الى حكم مصر هو يكره شعبها، ويحتقر فقراءها ويفلسهم، ويتلذذ بتعذيب شباب الوطن في معتقلاته وبدون محاكمة ، ويبيع أرضهم وجزرَهم، ويفرط في ثرواتهم، ويتعمد إفساد التعليم، وجعل العلاج والدواء شبه مستحيل، وينزل بأم الدنيا إلى المستنقع، ويُصغّر القيادة في كل المؤتمرات هو يخطب وهم مجبرون على الجلوس بالساعات يسمعون تفاهاته وأحلامه غير الواقعية ثم يصفقون له.

يتحالف مع من يدفع أكثر، ويصنع ثقافة التسوّل بين كبار رجال الدولة، ويختار أجهل المصريين في كل مؤسسات الدولة، ويتبنى أحقر وأقذر وأحط الإعلاميين والأمثلة عليهم كثيرة فهم خط الدفاع الأول عنه، ويكذب على الشعب بمعارك وهمية يسميها بالإرهاب في سيناء لئلا يعرف الناس خسائر أبناءهم، ولا يكترث للسياحة، ويزدري المثقفين، وينزل الرعب في قلوب أصحاب القلم، ويجعل المغيبين الجهلاء من رجال الدين في الصفوف الأولى، ولا يستطيع تركيب جملة واحدة سليمة، ويعادي الكتاب، ويعطي أمن الدولة بكبار ضباطها مساحة من حرية اضطهاد المصريين فهم الأسياد وباقى عموم الشعب عبيد كما لم يفعل أى ديكتاتور من قبل، وهو مريض نفسيا في بندول بين السادية والمسكنة، ويرفع من شأن القضاة الفاسدين المارقين، ويجعل الدولة في قبضة اللواءات الذين يسبحون بإسمه ليل نهار حيث أنهم يحصلون على راتبين معاش من الجيش ومرتب من المنصب الجديد لعنة الله عليهم أجمعين ، ويعطي توجيهات باقتطاع أراض لملكية ضباط الجيش والشرطة، وفاشل في محاربة الإرهاب بعدما كذب على الشعب بزعمه أن الأمر لن يستغرق ثلاثة أشهر، ويجعل الجنود بائعين، ويتراجع بالمدارس والجامعات ومراكز البحوث والطلاب لذيل ركب الأمم.

إن الكلمة المكتوبة التي أنزلها الله على ألسنة عباده المؤمنين والمثقفين والعلماء وهي خلاصة آلاف السنين من حضارة المصريين أصبحت نفايات يتلفظها الوصوليون والجبناء.
هذا المدعو المسمى بالسيسى يذبح وطنا والشعب وإسرائيل والسعودية والإمارات يصفقون لعملية الذبح!
المثقفون والأكاديميون ورجال الدين والفنانون والأدباء والشعراء والسياسيون ورجال الأزهر والكنيسة ، تحت حذاء الرئيس يفعصهم كما يشاء، وإذا لم يفعل أمسكوا حذاءه ولطموا به على وجوههم و.. أقفيتهم.

ظننت ان عقب وفاة الشهيد الدكتور محمد مرسي ان الذين اتخذوا من  الإخوان موقفا سلبيا لانهم تمسكوا  بوجوده كرئيس شرعي منتحب  قد حلت عقدتهم، لكن  بعد وفاة الرئيس في محبسه لم يتغير شيء و ظهر جليًا انها كانت مجرد علة .

ومنذ ايّام عولت بعض  القوي السياسية  علي دعوة المقاول الفنان “محمد علي ” للنزول في ذكري الثورة ولكن ما حدث ان الجماهير لم تستطيع النزول  لان النظام جيش اجهزته الأمنية لإحباط اَي محاولة فبات المحاولة بالفشل  ونتج عن ذلك شعور البعض باليأس .

فعلي مدار السنوات الماضية لم يتم تغير الأسلوب في التعامل مع اجرام النظام ولم تتمكن القوي السياسية من حشد الجماهير ضد الظلم الواقع عليها فالتجارب التي خاضتها الشعوب للتحرر من الدكتاتوريات لم. تجد طريقها الي عقول النخب السياسية التي ينظر منها التغير .

  • ويتسائل الجميع لماذا لم تفعل المقاومة بكل اشكالها ضد هذا النظام لإنقاذ ما يمكن انقاذه ؟
  • هل حققت السلمية المفرطة نجاحا في كبح عنف وظلم النظام ؟
  • هل انقذت السلمية الألف الارواح التي أرهقها النظام او تمكنت من تخليص الالاف من مصيرهم داخل المعتقلات ؟

ان التعامل مع نظام مجرم استباح الأعراض والحرمات وفرط في ثروات البلاد لابد يحتاج الي استراتيجية جديدة في التعامل نتخلي  فيها عن المهادنة والسلمية المفرطة .

اننا  أصبحنا مطالبين الأن بايجاد صيغة مشتركة للحوار بين ابناء الوطن المخلصين  للتخلص من الحكم العسكري وانقاذ مصر من الكوارث القادمة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى