ثقافة وادب

“أميرة البوب” تتطلّع لنيل حرية التصرف بأموالها.. لماذا تم وضع بريتني سبيرز تحت الوصاية منذ 12 عاماً؟

تخيّل أن تكون نجماً محبوباً لديك شعبية واسعة حول العالم ومليونير، وفي الوقت ذاته لا يمكنك التصرف بأي شي تملكه؟ هذا بالضبط ماتعيشه المغنية الأمريكية بريتني سبيرز منذ نحو 12 عاماً عندما فرضت عليها محكمة أمريكية وصاية والدها ومحاميها عليها.

فما هي الأسباب التي دفعت المحكمة لاتخاذ قرار الوصاية القانونية، وما الذي تنتظره الآن؟

بعد كل النجاحات التي حققتها في حياتها فرضت المحكمة الأمريكية في العام 2008 الوصاية عليها بدعوى أنها “غير واعية بتصرفاتها”.

بدأت الحكاية في يناير/كانون الثاني 2004 عندما تزوجت سبيرز صديق طفولتها الممثل جيسون ألكسندر في مدينة لاس فيغاس قبل أن تقوم المحكمة بإلغاء زواجها بعد 55 ساعة من تثبيته بدعوى أنها “لم تكن واعية بتصرفاتها”، وهو أمرٌ يُعرف عن الزيجات التي تُعقد في لاس فيغاس ذات الطابع الخاص.

لم تكد تمر عدّة أشهر حتى خطب الراقص الأمريكي كيفين فيدرلاين سبيرز بعد 3 أشهر من التعرف عليها، وحينها كان كيفين منفصلاً حديثاً عن الممثلة شار جاكسون التي كانت حبلى بطفله الثاني.

هذه الأسباب دفعت وسائل الإعلام إلى تسليط الضوء على هذه العلاقة التي تكللت بالزواج في سبتمبر/أيلول 2004.

وبعد عامين من الزواج أنجبا خلالها طفلين هما شون وجايدن، رفعت سبيرز دعوى للطلاق من زوجها لأسباب قالت إنها “غير قابلة للنقاش”.

بعد أشهر من المحاكم وتحديداً توصل الطليقان إلى اتفاقٍ حولحضانة طفليهما وبالتالي تم إنهاء الطلاق بشكل رسمي.

في مطلع العام 2007 توفيت عمة المغنية الأمريكية التي كانت مقربة منها جداً الأمر الذي تسبب بدخول سبيرز إلى مركز لإعادة التأهيل النفسي مدة يوم واحد.

وفي اليوم التالي قامت أميرة البوب بحلق شعر رأسها بالكامل، فأثار هذا السلوك المستهتر قلق عائلتها فتم إدخالها عدّة مرات إلى مراكز التأهيل النفسية تخللها أيضاً خسارتها حضانة طفليها لصالح طليقها فيديرلاين.

لم ينته الأمر هنا بل بدأت المغنية الأمريكية بالتصرف بشكل طائش، فتعرضت للانهيارات العصبية في الأماكن العامة، و صُورت وهي تضرب سيارة واحد من المصورين الذي يقومون بملاحقة المشاهير وتصويرهم.

في العام 2008 كان رفضت سبيرز تسليم طفليها اللذين كانا في زيارة لديها، انتهت بمواجهة مع الشرطة، فتم تحويلها إلى المحكمة ووضع وصي قانون عليها بدءاً من ذلك العام.

ورغم كل هذه الأحداث إلا أنّ أميرة البوب لم تتوقف عن العمل فأصدرت عدّة ألبومات غنائية خلال السنوات التي وضعت فيها تحت الإشراف القانوني.

بعد مواجهتها مع الشرطة والمشاكل التي ارتكبتها في تلك الفترة قررت المحكمة أن سبيرز غير قادرة على التحكم بشؤنها المهنية وخاصة المالية وبالتالي تم وضع وصي عليها وهو والدها.

وقانون الوصاية الأمريكي يوضع للأشخاص غير القادرين على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم، كالذين يعانون من الخرف أو غيره من الأمراض العقلية، شخصا أو أكثر للقيام بدور المحافظ القانوني.

وبحسب BBC فإنه خلال السنوات الـ 12 الأخيرة، أدار والدها مع محاميها ممتلكاتها وحياتها الشخصية – بما في ذلك تحديد زوّارها والتواصل مع الأطباء بخصوص علاجها، كما تخلى والدها، جيمس سبيرز، عن هذا الدور في شهر أيلول/سبتمبر 2019، بسبب ما وصفها “بالأسباب الصحية الشخصية”.

فعيّن القاضي مديرة الرعاية، جودي مونتغومري، بدلا عن الأب حتى 22 أغسطس/أب وهو موعد تجديد الوصاية القانونية، ولذلك ستخضع سبيرز إلى محكمة جديدة في 29 يوليو/تموز 2020 لتحديد استمرار تلك الوصاية أو إلغائها أو ربما سيتم تأجيل الجلسة إلى مطلع أب/أغسطس.

وقدرت مجلة Forbes الاقتصادية ثروتها عام 2020 بحوالي 54 مليون دولار.

خلال الأيام القادمة ستحضر بريتني سبيرز جلسة المحكمة في لوس أنجلوس والتي ستنظر المحكمة خلالها إلى صحة أميرة البوب الصحية والنفسية.

وبعد ذلك ستتخذ قرارها النهائي ما إذا كان عليها تمديد قرار الوصاية القانونية عليها إو إلغائه.

وفي حالة إلغائه ستتمكن سبيرز من التصرف بحرية بكافة أملاكها وأمورها القانونية.

لذلك أنشأ محبو النجمة الأمريكية حملة أسموها #FreeBritney من أجل الضغط على محكمتها التي ستقام في لوس أنجلوس من أجل أن يعيدوا لها حق التحكم بحياتها وأعمالها.

ولدت سبيرز في الثاني من ديسمبر/كانون الأول 1981، في مدينة ماكوب بولاية ميسيسيبي، ومنذ طفولتها بدأت الغناء في مدرستها الإبتدائية كما كانت دائماً صاحبة أدوار البطولة في المسرحيات التي تقيمها المدرسة.

في العام 1998، قدمت سبيرز أغنيتين الأولى One More Time، والثانية Oops، اللتين كانتا سبباً أساسياً في صعودها إلى عالم الشهرة.

تبعتهما بأول جولة موسيقية حقيقية لها في العام 1999 فحققت بعدها أغنيتها One More Time المركز الأول في قائمة Billboard.

يعتبر النقاد بأن بيرتني سبيرز هي واحدة من الفنانين الذين أعادوا شغف الشباب للاستماع إلى موسيقى البوب في تسيعينات القرن الماضي، وخاصة ألبوم One More Time الذي احتوى على موسيقى شبابيّة راقصة، فيما كان ألبومها الثالث Britney مختلفاً عما اعتاد محبي البوب الاستماع له كونه كان يحتوي على موسيقى جديدة تدعى “R&B”، أي الريزم والبلوز.

كما اكتشفت سبيرز عدّة انواع أخرى من الموسيقى مثل البوب الإلكتروني والبوب الراقص، وهو ما ألهم الكثير من نجوم البوب الحاليين مثل ليدي غاغا سيلينا غوميز أريانا غراندي مايلي سايروس وتايلور سويفت، و بحسب ماذكرته صحيفة Medium المتخصصة بالأخبار الفنية فإن جميع الأسماء التي ذُكرت اعترفوا في لقاءات صحفية بأنهم من محبي سبيرز قبل أن يصبحوا نجوماً.

كما أنّ بيونسي التي بدأت مسيرتها الفنية تقريباً في نفس فترة سبيرز إلا أنها لم تحصل على الشهرة التي حصلت عليها سبيرز، وقالت إنها من أشد المعجبين والمتأثرين ببريتني سبيرز.

كما وصفت ليدي غاغا بأن سبيرز ليست أميرة البوب وإنما ملكة البوب و إنها تلقت دروساً عدة منها خلال مسيرتها المهنية.

شاركت بريتني سبيرز خلال مسيرتها الفنية في الكثير من الجولات الغنائية ولكن مشاركتها مع مايكل جاكسون في العام 2001 رغم أنها لم تكن تبلغ حينها 21 عاماً كان من أبرز المحطات الغنائية التي يجب الوقوف عندها.

إذ تم اختيار سبيرز لمشاركة جاكسون في مقطع تمثيلي للإحدى أغانيه على المسرح، وذلك خلال الحفل الذي أقيم لتسليمه جائزة فنان الألفية.

وبعدها بثلاثة أعوام تحديداً في العام 2004 شركت سبيرز مع مادونا في فيديو كليب مشترك لأغنية Me Against.

خلال مسيرتها الحافلة التي لاتزال مستمرة إلى الآن، حصلت سبيرز على الكثير من الجوائز العالمية من بينها 7 أرقام دخلت موسوعة غينيس من بينها:

كما حصلت سبيرز على جائزة غرامي، و 6 جوائز MTV بينهم جائزة مايكل جاكسون للأغاني المصورة، إضافة لــ 7 جوائز Billboard وجائزة راديو ديزني والعديد من الجوائز الأخرى.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى