آخر الأخبار

فيروس كورونا يشبه «سارس» بنسبة 80%.. باحثون: افتراضيةٌ نجري عليها التجارب للتأكد من صلاحية الأمصال

توصلت دراسات منشورة في مجلة Nature العلمية الإثنين 3
فبراير/شباط، 2020، الى إن فيروس كورونا الجديد المنتشر في الصين والذي أصاب أكثر
من 17 ألف شخص وقتل أكثر من 3600 آخرين، يشبه فيروس سارس من خلال: أنهما يتشاركان
80% من الخريطة الجينية، وكلاهما جاء من الوطاويط.

كورونا وعلاقته بسارس: حسب التقرير الذي نشره موقع Business Insider الأمريكي قال إيان
جونز، عالم الفيروسات بجامعة ريدينغ في المملكة المتحدة، الذي لم يكن جزءاً من
الدراسة، في بيان صحفي حول الدراستين: «إنه في الأساس نسخة من سارس، ينتشر
بسهولة أكثر لكنه يسبب ضرراً أقل».

فيما تمثل هذه التشابهات جانباً مشرقاً.

أضاف جونز: «يشير هذا إلى أن العلاجات والأمصال المطورة من أجل
سارس، يجب أن تعمل مع فيروس ووهان».

انتقال كورونا من الحيوانات: العديد من فيروسات
كورونا منشأها مرض حيواني، مما يعني أنها تنتقل إلى البشر من الحيوانات. في حالة
سارس وفيروس كورونا الجديد الذي يحمل اسم 2019-nCoV، كانت الوطاويط هي المضيف
الأصلي. وبعد ذلك، أصابت حيوانات أخرى عن طريق البراز أو اللعاب، ونقل الوسطاء غير
المعلومين الفيروس للبشر.

قال جونز: «إن فيروس 2019-nCoV هو فيروس وطواط، وفيروس
سارس SARS-CoV، الذي سبب وباءً في عامي 2002 و2003، هو
المثيل الأقرب الذي أصاب البشر في السابق».

بين شهر نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2002، ويوليو/حزيران 2003، قتل
السارس 774 شخصاً وأصاب 8098 في 29 دولة مختلفة.

فحص الخريطة الجينية: من أجل تحديد أصل فيروس كورونا الجديد، فحص
العلماء الخريطة الجينية الكاملة لعينات فيروس كورونا المأخوذة من المرضى في مراحل
مبكرة من التفشي.

في الدراسة الأولى، نظر فريق بقيادة علماء من معهد ووهان لعلم
الفيروسات في عينات الفيروس مأخوذة من 7 مرضى، وقالوا بأنهم يعانون من التهاب رئوي
شديد. عمل 6 من المرضى في سوق هوانان للمأكولات البحرية بالجملة في ووهان في
الصين، الذي يُعتقد أنه المكان الذي بدأ منه الوباء في شهر ديسمبر/كانون الأول.
70% من العينات كانت متطابقة تقريباً مع بعضها، وكان تسلسلها الجيني مشابهاً بنسبة
79.5% لفيروس سارس.

وجد الباحثون القائمون على هذه الدراسة أن فيروس كورونا الجديد مطابق
تقريباً لفيروسات كورونا المنتشرة في الصين بين الوطاويط، إذ تتطابق في 96% من
الخريطة الجينية.

أما الدراسة الأخرى التي يقودها علماء من جامعة فودان في شنغهاي،
والمركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، فقد فحصت رجلاً عمره 41 عاماً
يعمل في السوق نفسه. دخل إلى أحد مستشفيات ووهان في يوم 26 ديسمبر/كانون الأول،
وكان يعاني من أعراض أمراض تنفسية وحمى. وأظهر تحليل الفيروس الذي أصابه أنه مشابه
بنسبة 89% لمجموعة فيروسات كورونا التي تشبه سارس والتي تسمى مجموعة فيروسات
كورونا بيتا، والتي سبق ووجدت في الوطاويط الصينية.

البحث عن علاج: نظراً إلى أن سارس وفيروس ووهان يرتبطان بالخلايا البشرية بالطريقة
ذاتها، يقول مؤلفو الدراستين الجديدتين أن العلاجات المحتملة للفيروس السابق قد
تعمل أيضاً مع الفيروس الجديد.

كتبت تشنغ لي شي -كاتبة الدراسة التي فحصت سبع عينات- والمؤلفون
المعاونون إنه لم يطور بعد علاج أو مصل متخصص للسارس أو لهذا الفيروس الجديد، لكن
الباحثين كانوا يعملون على أمصال في المرحلة قبل السريرية لمرض سارس. وكتبت تشنغ
لي وزملاؤها إنه يمكن تطبيق هذا العمل على الأغلب على هذا الفيروس. 

مع ذلك، قالوا إن القدرة على استخدام الأجسام المضادة لسارس لمعالجة
الفيروس الجديد ما زالت بحاجة إلى التأكيد، وحتى الآن ليست إلا مجرد فرضية.

أشار أيضاً مؤلفو الدراسة إلى أن هناك طريقتين محتملتين أخريين
لمعالجة فيروس كورونا الجديد.

كتبوا في الدراسة إن المرضى المصابين بفيروس 2019-nCoV  أنتجوا أجساماً مضادة بالفعل، وهي بروتينات ينتجها جهازنا
المناعي لمحاربة البكتيريا والفيروسات «التي من المحتمل أن تبطل مفعول
الفيروس».

أضاف المؤلفون أن النوع الآخر من الأجسام المضادة لفيروس كورونا، الذي
يُنتج في الخيول، ظهر أنه أيضاً يبطل مفعول الفيروس. وسبق أن استخدمت الأجسام
المضادة من الخيول لمكافحة فيروس سارس.

صورة أوضح للفيروس: ليست كل فيروسات كورونا مميتة، وعادة ما
تكون الأنواع المتوطنة لدى الإنسان غير مهمة مثل نزلة البرد الشائعة. لكن فيروسات
كورونا التي تشكل خطراً وبائياً شاملاً، هي تلك الموجودة في الحيوانات.

قال بارت هاغمانز، عالم الفيروسات في مركز إيراسموس الطبي في روتردام،
بهولندا، لموقع Business Insider الأمريكي قبل ذلك:
«لأن هذه الفيروسات لم تنتقل بين البشر من قبل، لا توجد مناعة متخصصة لهذه
الفيروسات في البشر».

كانت الوطاويط على وجه التحديد هي المضيف الأصلي لإيبولا، وسارس،
وفيروس كورونا المرتبط بمتلازمة البحر المتوسط التنفسية وفيروسات أخرى.

كتب مؤلفو الدراسة الأخرى: «هذا التفشي يلقي الضوء على القدرة
المستمرة للتسرب الفيروسي من الحيوانات، الذي يمكنه أن يتسبب في مرض شديد لدى
البشر».

الانتقال من الحيوان للبشر: لم يؤكد الخبراء بعد
سلالات الحيوانات التي مكنت فيروسات كورونا الجديدة هذه من الانتقال من الوطاويط
إلى البشر.

قال مايكل سكينر، عالم الفيروسات في جامعة إمبريال كوليدج في لندن
الذي لا ينتمي إلى أي من دراستي مجلة Nature، في بيان صحفي حول البحث:
«ما زلنا لا نعرف ما إذا كان هناك سلالات أخرى مثل عائل وسيط مثلاً ساعد في
تضخيم الفيروس (وربما يكون هو من جاء به من الأساس) ولا ماهية هذه السلالات».

لكن دراسة تشنغ لي وزملائها تقدم بعض التلميحات.

وسطاء انتقال الفيروس: تشير المعلومات الجينية لفيروس كورونا
الجديد إلى أنها يمكنها الارتباط بالمستقِبل ACE2 لدى البشر، وكذلك
المستقبل نفسه في الوطاويط والخنازير وقطط الزباد، وهو حيوان ثديي يشبه السرعوب
«فصيلة العرسة» ، كان عائلاً وسيطاً لفيروس سارس.

تشير هذه المعلومة مع تشابه الفيروس مع فيروسات كورونا الأخرى إلى أن
هذه السلالات الثلاث هي العائل الوسيط المحتمل.

وفقاً لمركز جونز هوبكنز للأمن الصحي: «فإن الانتقال المباشر
لفيروسات كورونا من الوطاويط إلى الناس ممكن نظرياً».

في يوم 22 يناير/كانون الثاني، أشار مجموعة من العلماء الذين يحررون
مجلة Medical Virology العلمية إلى أن السلالات
الوسيطة في تفشي فيروس كورونا قد تكون الكوبرا الصينية. لكن سكينر قال إن هذه
المعلومات الجديدة عن الخريطة الجينية تشير إلى أن هذا الفيروس «ليس متوافقاً
حقاً مع العوائل الغريبة التي كنا نفكر فيها في بداية الوباء».

قال سكينر :» لكن الطريقة الوحيدة لنتأكد من مكان قدوم الفيروس،
هي أخذ عينات من الحيوانات التي تُباع في سوق هوانان للحوم الطازجة، ومن الوطاويط
الموجودة في المنطقة».

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى