آخر الأخبار

عالم أوبئة يكشف عن أرقام مخيفة: 60% من سكان العالم مهددون بالإصابة بفيروس كورونا

قال عالم أوبئة بارز بقسم الصحة العامة بجامعة هونغ كونغ إن فيروس
كورونا قد ينتشر ليصيب ما يقرب من ثلثي سكان العالم في حال أصبح عصياً على السيطرة
عليه، وفق ما ذكره لصحيفة The Guardian البريطاني.

بينما يشير تقرير جديد، نقل تفاصيله موقع Business Insider الأمريكي، الثلاثاء 11
فبراير/شباط 2020، إلى أن ما لا يقل عن 500 ألف شخص قد يصابون بفيروس كورونا في
مدينة ووهان الصينية -بؤرة تفشي الفيروس المميت- قبل أن تصل أعداد الحالات المصابة
إلى أعلى مستوياتها خلال الأسابيع المقبلة. 

جاء تحذير عالم الأوبئة بقسم الصحة العامة بجامعة هونغ كونغ، بعد
تصريح رئيس منظمة الصحة العالمية بأن الحالات الأخيرة لمرضى لم يزوروا الصين من
قبل قد تكون فقط جزءاً صغيراً من مشكلة أكبر خفية.

إذ قال الأستاذ غابرييل ليونغ، رئيس قسم طب الصحة العامة بجامعة هونغ كونغ، إن السؤال الأهم هو معرفة حجم هذه المشكلة وطبيعتها. إذ يعتقد معظم الخبراء أن كل شخص مصاب سيستمر في نقل الفيروس إلى 2.5 شخص آخر تقريباً، مما ينتج “معدل إصابات” يتراوح بين 60% و80%.

كما قال ليونغ لصحيفة The Guardian البريطانية وهو في طريقه للاجتماع بخبراء في
منظمة الصحة العالمية في جنيف يوم الثلاثاء 11 فبراير/شباط 2020: “60% من
سكان العالم هو عدد كبير للغاية”.

حتى إن كان معدل الوفيات في العموم نسبته ضعيفة تصل إلى 1%، وهو ما
يعتقد ليونغ أنه محتمل بمجرد أخذ الحالات المعتدلة أكثر في الحسبان، فإن عدد الوفيات
سيكون هائلاً. 

سيقول ليونغ أثناء اجتماع منظمة الصحة العالمية إن القضية الرئيسية هي
نطاق انتشار الوباء المتزايد في جميع أنحاء العالم، أما القضية الثانية هي معرفة
ما إذا كانت التدابير الصارمة التي اتخذتها الصين لمنع انتشار المرض قد نجحت؛ لأنه
في حالة نجحت، ينبغي على الدول الأخرى أن تفكر في تبني الإجراءات نفسها.

يضم اجتماع جنيف أكثر من 400 باحث وسلطة وطنية، بما في ذلك بعض
المشاركين عبر الإنترنت من البر الرئيسى للصين ومن تايوان. وقال تيدروس أدهانوم
غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، في كلمته الافتتاحية: “مع
انحصار 99% من الحالات في الصين، تظل هذه حالة طارئة إلى حد كبير بالنسبة لذلك
البلد، لكنها تمثل تهديداً خطيراً للغاية بالنسبة لبقية العالم”، مضيفاً أن
الصين أبلغت حتى الآن عن 42,708 حالات مؤكدة، من بينها 1,017 حالة وفاة.

يعمل ليونغ، وهو أحد الخبراء العالميين في مجال أوبئة فيروس كورونا
والذي اضطلع بدورٍ رئيسي خلال تفشي فيروس السارس في الفترة 2002-2003، عن كثب مع
علماء بارزين آخرين مثل نظرائه بجامعة إمبيريال كوليدج لندن وجامعة أوكسفورد
البريطانية.  

قال ليونغ إن علماء الأوبئة ومصممي النماذج يحاولون معرفة ما يُحتمل
أن يحدث، “فهل سيصاب 60-80% من سكان العالم بالعدوى؟ ربما لا. وربما سيقع ذلك
على موجات (هجوم)”. وتابع: “ربما يخفف الفيروس من معدل فتكه؛ لأن قتل كل
من يقف في طريقه لن يساعده بالتأكيد؛ لأنه سيختفي معهم”.

يحتاج الخبراء أيضاً إلى معرفة ما إذا كانت القيود المُطبقة على وسط مدينة ووهان وغيرها من المدن قد خفضت معدل الإصابات أم لا. وتساءل ليونغ: “هل أفادت إجراءات التدخل الكبيرة الخاصة بالصحة العامة تلك وعدم التواصل الاجتماعي وتقييد التنقل في الصين؟ وإذا كان الأمر كذلك، كيف يمكننا بدء تطبيقها (في بقية العالم)، أم أن ذلك غير ممكن؟”

بالتأكيد ستكون ثمة صعوبات؛ لذا قال ليونغ: “لنفترض أنها كانت
مفيدة. لكن لكم من الوقت يمكنك إغلاق المدارس؟ وكم من الوقت يمكنك إغلاق مدينة
بأكملها؟ وكم من الوقت يمكنك إبعاد الناس عن مراكز التسوق؟ وإذا أزلت هذه القيود،
فهل سيعود ويهجم بعنف مرة أخرى؟ إذاً هذه أسئلة واقعية للغاية”.

وفي حالة لم ينجح إغلاق الصين، ستكون ثمة حقيقة مُرَّة أخرى يجب
مواجهتها: قد يكون فيروس الكورونا عصياً على الاحتواء، وبالتالي، سيتحتم على
العالم تغيير مساراته. فبدلاً من محاولة احتواء الفيروس، سيتعين عليه العمل على
التخفيف من آثاره.

تأتي تحذيرات عالم الأوبئة تزامناً مع تقرير جديد أشار إلى أن ما لا
يقل عن 500 ألف شخص قد يصابون بفيروس كورونا في مدينة ووهان الصينية -بؤرة تفشي
الفيروس المميت- قبل أن تصل أعداد الحالات المصابة إلى أعلى مستوياتها خلال
الأسابيع المقبلة.

إذ تعاون علماء في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، وهو مركز أبحاث
عام في كامدن، في وضع نموذج
رياضي
لتقدير انتشار الفيروس في ووهان.

وفقاً لتحليلهم، من المحتمل أن يصل تفشي المرض إلى ذروته في الفترة من
منتصف إلى أواخر فبراير/شباط، رغم أنه لا يزال من غير المؤكد موعد ونطاق هذه
الذروة. واستند الباحثون في توقعاتهم إلى افتراضات حول الفيروس، مثل أن فترة
حضانته القياسية هي 5.2 أيام وأن عدد سكان ووهان المعرضين للخطر حوالي 10 ملايين
شخص.

فيما قال آدم كوتشارسكي، وهو أستاذ مشارك في علم أوبئة الأمراض
المعدية في مركز الأبحاث، لوكالة
بلومبرغ
إنه بناءً على البيانات الحالية، من المحتمل أن يكون لهذا المرض
“ذروة انتشار” تبلغ 5% من سكان ووهان.

وفقاً لكوتشارسكي، فإن هذا قد يعني إصابة شخص واحد على الأقل من بين
كل 20 شخصاً في المدينة بالفيروس بحلول الوقت الذي سيصل فيه انتشار الفيروس إلى
ذروته، أو حوالي 500 ألف شخص.

اعتباراً من مساء الأحد 9 فبراير/شباط، قدرت حكومة خوبي أن هناك ما
مجموعه 29,631 حالة إصابة بالفيروس في مقاطعة خوبي، من بينهم 16,902 حالة في
ووهان. وقدرت الحكومة أن معدل الوفيات بهذا المرض في مدينة ووهان كان حوالي 4%،
وذلك اعتباراً من يوم الأحد.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى